كشفت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية تورط وزارة الدفاع المصرية في شراء برمجيات للتجسس من شركة إيطالية سيئة السمعة، من أجل مراقبة المعارضين واختراق مراسلاتهم، مرجحة أن يكون الطالب الإيطالي الذي تعرّض للاختطاف والتعذيب، أحد ضحايا هذه الممارسات. وذكرت الصحيفة، في تقريرها أنّ “الحكومة المصرية كانت أحد عملاء الشركة الإيطالية “هاكينغ تيم”، التي تبيع تقنيات الاختراق والتجسس على الحواسيب، والتي تعرّضت لفضيحة كبرى لأنّها تبيع هذه البرمجيات لأنظمة دكتاتورية، وهي الطريقة التي مكّنت نظام عبد الفتاح السيسي من التجسس على نشطاء النقابات العمّالية لاكتشاف الأبحاث التي كان يقوم بها الطالب الإيطالي جوليو ريجيني”. وأكّدت الصحيفة أنّ شركة “هاكينغ تيم” باعت لمصر برمجية “RCS” للتجسس والتحكم عن بعد، التي طورتها هذه الشركة المملوكة لديفيد فينشنزيتي. وكان موقع ويكيليكس كشف أنّ موظفي الشرطة كانوا في اتصال مع الشركة المصرية “GNSI Group”، التي لعبت دور الواجهة للتغطية على تورط الحكومة المصرية، ودفعت مبلغ 58 ألف يورو في مقابل هذه الخدمات. كما باعت الشركة هذه البرمجيات لأنظمة أخرى في الشرق الأوسط مثل السعودية والبحرين وإثيوبيا والسودان، ما جعلها تصنّف من قبل المنظمات الدولية على أنّها لا تحترم المعايير الأخلاقية. وقد تم بيع هذه البرمجيات بطريقة غير مباشرة لهذه الحكومات، عبر شركات للخدمات الإعلامية. وقالت الصحيفة إنّه لا يُعرف على وجه الدقة الطريقة التي تستعمل بها السلطات المصرية هذه البرمجية، ولكن المؤكّد هو أنّ هنالك مراسلة تم الكشف عنها بين الشركة والجانب المصري، تعود إلى سنة 2011، تثبت بيع برمجية تمكن من التجسس على محادثات سكايب والتجسس على تطبيقات الهواتف الذكية مثل الواتساب، وتشغيل كاميرات حواسيب الضحايا عن بعد، ما يعني أنّ برمجية “RCS” كانت تستخدم منذ ذلك الوقت للتجسس على المعارضين والنشطاء المصريين، من طرف وزارة الدفاع المصرية، حيث إنّ التسريبات كشفت أيضا أن شركة “هاكينغ تيم” كانت تُشير إلى وزير الدفاع المصري في كل مراسلاتها على أنّه “أحد العملاء”. وأشارت الصحيفة إلي أنّه من الصعب إيجاد إثباتات دامغة على أنّ نظام السيسي استعمل برمجية “RCS” للتجسس على ريجيني والأشخاص الذين كان على اتصال بهم، لاعتبارات تقنية تتعلق بأنّ الكود المصدري تمّ نشره للعلن، وبالتالي لم يعد صالحا للاستعمال في كنف السرية. ولكنّها أكّدت أنّ هذا يثبت تورط النظام المصري في هذه الأساليب غير الأخلاقية، التي كانت ولا تزال مستعملة للتجسس على المعارضين والنشطاء، الذين كان آخر ضحية منهم هو الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، بحسب تقدير الصحيفة. يٌشار إلي أنّ الطالب الإيطالي “روجيني” اختفي في الذكري الخامسة لثورة 25 يناير، وبعد حوالي أسبوع عثر على “جثته” بإحدى الحفر في مدينة 6 أكتوبر وعليه أثر التعذيب، فيما لم تتوصل الجهات الأمنية للقاتل حتى الآن.