كانت عملية أسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت التي سميت الوهم المتبدد والتي وقعت في 25 يونيو عام 2006 بعد هجوم نوعي قاده مقاتلون تابعون لكتائب الشهيد عز الدين القسام وكتائب فلسطينية أخرى من أكثر عمليات المقاومة تعقيدا، تمكنت كتائب القسام في ذلك الوقت من حفر نفق امتد من قلب غزة وحتى لواء جعفاتي الذي يقع بين حدود غزة وإسرائيل، وهنا برزت الدقة العالية في حفر النفق حتى الوصول إلى قلب المعسكر وقد أدت العملية إلى مقتل جنديين وإصابة 5 آخرين وأسر شاليت وكانت المهمة الأصعب هي كيفية نقل شاليت والعودة به عبر النفق مرة أخرى رغم القوة العسكرية الاسرائيلية الهائلة المتفوقة جوا وأرضا لكنها لم تكن تعرف أن حماس قد صنعت معادلة جديدة في الصراع تقوم علي أن حماس لها ما تحت الأرض، ولم تكن تعلم أنها لا تملك مواجهة حماس تحت الأرض، وفق الوطن القطرية. بين عملية أسر شاليت في العام 2006 وحرب إسرائيل الأخيرة ضد قطاع غزة في صيف العام 2014 نجحت حركة حماس في بناء مدينة كاملة تحت قطاع غزة وقد كانت الأنفاق هي وسيلتها الفعالة في مواجهة التفوق الاسرائيلي النوعي في سلاح الجو والأسلحة البرية في معركتها الأخيرة، وقد صدم الاسرائيليون من شيئين الأول هو دقة الحفر التي كانت تصل لعمق المعسكرات الاسرائيلية وكيف فشل الاسرائيليون في اكتشاف الحفر تحت أقدامهم طيلة أيام وأسابيع وأشهر، والثاني هو الشجاعة المتناهية لمقاتلي حركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية الأخرى في عمليات الاختراق والمواجهة والأسر والقتل للجنود الاسرائيليين وهذا ما دفع إسرائيل لحافة الجنون في القصف والدمار والقتل، وحينما حاول الاسرائيليون الدخول للأنفاق وجدوا أنفسهم في متاهة شرسة وشبكة عنكبوتية مهلكة لهم ولجنودهم، لذلك نشرت صحيفة «معاريف «تقارير مختلفة عن إنشاء إسرائيل لوحدات جديدة خاصة في جيشها لمواجهة مقاتلي حماس عبر الأنفاق غير أن إسرائيل اكتشفت أن شبكة الأنفاق معقدة ومنها أنفاق أسست لاصطياد الجنود الاسرائيليين علاوة علي أنفاق تجاوزت حدود الأنفاق إلى أن تصبح مخازن وغرف للاجتماعات وورش لصناعة وتطوير الأسلحة غير أن الأهم في كل ما يجري هو التكنولوجيا السرية التي تتبعها حماس في التهوية والتخزين والتصنيع على أعماق بعيدة عن قنابل الاسرائيليين وصواريخهم، الأمر الأخطر من كل هذا هو عجز إسرائيل عن رصد امتدادات الأنفاق في داخل فلسطينالمحتلة بعدما هجر كثير من الاسرائيليين المقيمين قرب قطاع غزة بيوتهم بدعوى سماعهم أصوات حفر طوال الليل تحت بيوتهم وخوفهم من أن يجدوا مقاتلي حماس داخل بيوتهم.. إنه الرعب القادم لاسرائيل رعب زلزلة الأقدام من أنفاق حماس.