كشف تقرير نشره موقع “ديبكا”، الاستخباري “الإسرائيلي”، أن الخطة الأمريكية الروسية المصدق عليها من مجلس الأمن الدولي؛ لإنهاء النزاع في سوريا، لن تخطو خطوة واحدة لتحقيق أهدافها. إذ إنها ليست قادرة على وقف القتال أو إزالة بشار الأسد عن السلطة، بل على العكس من ذلك تماما: التقدم في المحادثات يعتمد بشكل كبير على الوضع في ساحات المعارك في شمال سوريا، هذا في الوقت الذي تتلاشى فيه مسألة الإطاحة بالدكتاتور بشار الأسد. ووفقا لموقع “ديبكا”، فإن القيود والعقبات التي تواجه الخطة الأمريكية الروسية التي أقرتها الأممالمتحدة يمكن تلخيصها فيما يلي: 1- كان ينظر إلى التفاهم الذي تم التوصل إليه من جانب إدارة أوباما والكرملين في الشهر الماضي لأول مرة كإجراء مؤقت. لم يكن المقصود منه إنهاء الحرب السورية الكارثية أو إزالة الأسد، وإنما توفير ذريعة لتوسيع العملية البرية الروسية والتستر على القصور العسكري الأمريكي في الصراع السوري. وقد حصل بوتين على تفويض مطلق من واشنطن، وفقا لتقرير “ديبكا”، لهذا اندفع متحمسا وصرح يوم 19 ديسمبر، أن “القوات المسلحة الروسية لم تستخدم جميع قدراتها في سوريا حتى الآن، لذا قد تستخدم وسائل عسكرية إضافي هناك إذا لزم الأمر.” 2- الرئيس باراك أوباما قد توقف عن الدعوة لتنحي الأسد كشرط لإنهاء الحرب وآثر الصمت إزاء التوسع في التدخل العسكري الروسي. وبدا أن أوباما وبوتين رتبا العمل على يمضي فيه بوتين قدما في العمليات العسكرية ويدعمه أوباما في ذلك. 3- دون أن يلاحظه أحد تقريبا في 17 ديسمبر، كما أورد الموقع، وهو اليوم السابق لقرار مجلس الأمن حول سوريا، تم إخلاء جميع الطائرات الأمريكية ال12 التي تم نشرها في الشهر السابق في القاعدة الجوية التركية “انجرليك” لتوجيه ضربات جوية في سوريا. حدث هذا في نفس الوقت تقريبا الذي نشرت فيه روسيا صواريخ مضادة للطائرات وأنظمة صواريخ بوك-M2-SA-17 في سوريا. ووجود هذا النظام يعرض الطيارين الأمريكيين للخطر، إذ إن الضربات الجوية الأمريكية على سوريا لم تتوقف. وعلى هذا، يبدو واضحا من تزامن الحدثين أن تحركات موسكووواشنطن في روسيا منسقة: سحب أمريكا لمعظم مواردها العسكرية الموجهة لضرب قوات الدولة الإسلامية في سوريا وتسليم الساحة للجيش الروسي وقوته الجوية. 4- وفي آخر تطور ذي صلة، وفقا لما ادعاه للتقرير، سرب جهاز المخابرات الألمانية،BDN ، في 18 ديسمبر، أنه قد جدد اتصالاته مع أجهزة استخبارات نظام الأسد، وعملاء الاستخبارات الألمانية يزورون الآن دمشق بانتظام. وأهمية هذا التغيير هو أن برلين ما عادت تعتمد على إفادات الاستخبارات الأمريكية عن سوريا، وبدلا من اللجوء إلى موسكو، فإنها تفضل الاستفادة من مصادرها الخاصة في العاصمة السورية. 5- واشنطنوموسكو مازالا متباعدين حول شكل الحكومة الانتقالية بتكليف من قرار مجلس الأمن. ذلك أن إدارة أوباما تريد من الأسد تسليم صلاحيات رئيس الجمهورية بخصوص الجيش وجميع الهيئات ذات الصلة بالأمن والاستخبارات إلى الحكومة الانتقالية، ثم بعدها الدعوة إلى إجراء انتخابات عامة ورئاسية يحظر فيها مشاركة الأسد. في حين لا يريد بوتين سماع هذا، فهو يصر على تشكيل الحكومة الانتقالية وإثبات أنه يمكنها أن تعمل قبل الشروع في أي نقاش حول صلاحيات الأسد ومجالات السلطة. وقد اتفق الرئيسان على أن التحول سوف يحتاج إلى سنتين على الأقل، ومعنى هذا أن أوبا سيترك القضية في حضن خلفه في البيت الأبيض. 6- الولاياتالمتحدةوروسيا مختلفتان حول جماعات المعارضة السورية التي ينبغي أن تشارك في الحكومة الانتقالية والتي تُمنع من ذلك. وبخصوص هذه المسألة، فإن كلاَ من واشنطنوموسكو على خلاف مع السعودية وقطر والإمارات، التي تدعم بعض المنظمات التي توصف بالإرهابية من قبل موسكو. 7- ولكن من الواضح تماما أن إدارة أوباما مستعدة لغسل يديها من حركة الثورة السورية، والأهم من ذلك كله التخلي عن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لإعطاء الروس صلاحيات مفتوحة. ورأى التقرير في هذا الشأن أنه يجب أن تدرك أنقرة الآن أن موسكووواشنطن متفقان على إبعاد الجيش التركي من أي تورط في شمال سورياوالعراق. 8- هذا التعاون بين الولاياتالمتحدةوروسيا ضد تركيا من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على الحرب في شمال سوريا على طول الحدود التركية. وفي هذا السياق، تحدثت مصادر “ديبكا” عن صفقة سرية بين واشنطنوموسكو لتقسيم مناطق النفوذ في شمال سوريا بينهما، بحيث يتم تحديد الجيوب الكردية شمال نهر الفرات وعلى الحدود مع العراق مناطق النفوذ الأمريكي، والمناطق الواقعة غرب نهر الفرات إلى البحر الأبيض المتوسط خاضعة للسيطرة الروسية، وبهذا يبعدان تركيا عن أي دور في الصراع السوري. 9- المعارك الجارية في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية سيكون لها تأثير في تشكيل مستقبل سوريا وصراعه الذي لا ينتهي أكبر من أي قرار صادر عن الأممالمتحدة، وفقا لما أزرده تقرير “ديبكا”.