اعترض المهندس جمال ابو العزم على ما طرحه دكتور مهندس سعد الجيوشى وزير النقل،حول الفرص الاستثمارية فى مشاريع قطاع النقل قائلا اننى اعترض على الكثير منها ولا اتصور انها مغريه للقطاع الخاص ليشارك فى هذه الاستثمارات اما عن النقل النهرى فكانت تتلخص فى المشروعات الآتية : ميناء قنا النهرى وميناء سوهاج النهرى وميناء اسيوط النهرى والتاكسى النهرى. وقال المهندس جمال ابو العزم رئيس شركة التمساح الاسبق ذكرت المشروعات السابقة ب 3 موانى على النيل ولم ينفذ منها شئى وتكلمت عن عن الفرص الضائعة فى النقل التهرى والتى اتناولها بالحديث بداية من الظهور بالتليفزيون والكتابة بالصحف منذ عشرات السنين والتى بدأت منذ مؤتمر فى عام 2000 بدعوة من جريدة الاهرام بعنوان النقل فى خدمة الاقتصاد (الاستاذ محمود مراد ) واعجب السيد الوزير بكلمتى عن النقل النهرى اعجاباً شديداً ثم دعوة السيد وزير النقل المهندس حمدى الشايب وطلب منى وضع خطة خمسية من 2002 – 2007 وللاسف فان النقل النهرى كان هو العضو الفقير فى اسرة النقل. وفى المؤتمر تحدثت لدقائق معدودة ان النقل النهرى حتى الآن ولم يزل لا يستحوذ سوى على اقل من 2% من حجم البضائع المنقولة فى مصر كما انه لا يشغل سوى 3 محاور بينما يستطيع ان يشمل 7 محاور وغير ذلك من فوائد عديدة منها ما يساعد على خفض اسعار السلع . كان حماسى شديداً وكان التصفيق عالياً من الحاضرين فعلق السيد الوزير على كلامى بانه يرغب بمقابلتى فى اليوم التالى وعند مقابلته بعد حديثه قال لى : انه مستعد لمقابلتى حتى فى مكتبى، فاحاط بى موظفيه لمعرفة كيف يتصلوا بى . وفى اليوم التالى اتصلت بمكتبه لاخذ موعد لمقابلته وتكررت هذه المحاولة ثلاث مرات وتوقفت فى انتظار تحديد الميعاد الذى لم يتم حتى الآن. وعن ندوة الترسانة البحرية من التطوير الى الدعم قال المهندس والخبير المعروف جمال ابو العزم هذه الدعوة تليفونياً من كبير مرشدى هيئة قناةالسويس القبطان فريد رشدى للتحدث فى هذه الندوة عرفنى بانه ابن اللواء بحرى محمود رشدى وكان احد تلاميذى فى القوات البحرية. كنا ثلاثة متحدثين فى هذه الندوة انا والمهندس امين زيد والمهندس وائل قدور اعضاء مجلس ادارة قناةالسويس وبحضور حشد كبير من مسئولين فى الدولة . تحدثت عن الفرص الضائعة التى مرت عليها هذه الصناعة وكانت كالآتى:- أ-عرض من شركة Ishikajima Harima Heavy Industries(IHI) اليابانية فى اواخر الستينات لاقامة ترسانة ضخمة فى جنوبالسويس ولكن للاسف اعترض عليها البعض لقيام ترسانة بور سعيد بهذه الاعمال .!!!! ب- قيام شركة Mitsui اليابانية فى عام 1975 بطلب مشاركة شركة التمساح واذكر ما قاله لى احد مذيرى الشركة اليابانية " We shall make a Japanese shipyard in the Middle East "ولكن لحب المهندس مشهور لشركة التمساح عرض عليهم مشاركة ترسانة السويس البحرية الفاشلة والتى رفضها اليابانيون. ج-بعد تخارجى من شركة التمساح وكنت متاكداً انه يلزم وجود هذه الصناعة فى مصر ونجحت فى الاتصال بشركة Halla الكورية واقتنع صاحبها Dr. Chong بذلك وسألونى من هو شريكنا فى مصر فاخبرته طبعاً هى هيئة قناةالسويس. وكنت مخطأً فى ذلك اذ وجدت معارضة شديدة من السيد رئيس الهيئة فى ذلك الوقت وتاييداً قوياً من السيد محافظ السويس اللواء البهنساوى. سالت السيد رئيس الهيئة عن سبب تردده فى التعاون مع الشركة الكورية فاخبرنى انه يستفسر عنها . انتهزت فرصة دعوته للكوريين على الغذاء فسألت Dr. Chong عن رقم اعمال شركاته فى السنة فكان رده ما بين 12 – 13 مليار دولار وهنا سال عن رقم اعمال هيئة قناةالسويس فكان الرد 2 مليار دولار. وهنا قاطعنى احد الموجودين صائحاً انا جسمى ارتعش من هذه الاخبار ثم دارت بعض االمحاورات عن سبب معارضة رئيس الهيئة فاخبرته انه يستطيع الرد على هذا السؤال.
د-وجاءت الفرصة الذهبية فى عام 2002 عندما اتصل بى مسئول التشطيب فى شركة Dubijon Normandie الفرنسية وهى من اكبر الشركات العالمية لبناء سفن الركاب ، واخبرنى ان المنافسة بينهم وبين الشركات الالمانية شديدة وانه يرغب فى ان يقوموا ببناء سفن الركاب فى فرنسا وان يتم تشطيبها فى مصر وقد تصل اماكن الركاب والطاقم الى ثمانية ادوار او اكثر ولذا طلب منى دراسة ايجاد رصيف لا يقل طوله عن 600 متر وستقوم الشركة الفرنسية بتجهيزه بجميع المعدات اللازمة لتشطيب سفينتين وان يكون هذا الميناء بجوار مدينة يمكن الاستعانة بافرادها من العمالة الفنية. وذلك تحت اشراف فنيين من فرنسا قمت بهذه الدراسة واقترحت ميناء دمياط وكان به فائضاً من الارصفة الغير مشغولة وكذلك قمت بدراسة امكانية توريد مهمات كثيرة من الصناعات المصرية المناسبة لاعمال البحر. توقف الاتصال بى لفترة ما فقمت انا بالاتصال به لمعرفة السبب فاخبرنى انه بعد حادث 11 سبتمبر الارهابى انخفضت السياحة مما قلل من بناء سفن الركاب، ولم يتم المشروع. ه- فى عام 1975 رغبت القوات البحرية فى الحصول على 6 لنشات صواريخ من شركة Vosper Thorneycroft البريطانية . ولكن الفريق احمد البدرى وزير الانتاج الحربى كان يرغب فى بناء بعضها فى مصر وحضر مندوبين من الشركة البريطانية وعاينوا الترسانات البحرية واختاروا شركة التمساح لبناء عدد 5 لنشات فى مصر ، وسافرت الى انجلترا لمقابلة المسئولين بالشركة واقتنعوا بعد مناقشتهم بامكان شركة التمساح ببناء هذه اللنشات . ومع ذلك لم يتم بناء اى لنش فى مصر وتم بنائها جميعاً فى انجلترا (كان ثمن اللنش 50 مليون دولار) فى حوالى عام 2000 رغبت القوات البحرية فى بناء لنشات صواريخ فتقدمت وكيلاً عن شركة Hyundai الكورية لبناء عدد 4 لنشات فى مصر واثنان فى كوريا منافسةً لشركة كورية آخرى . وقد علمت من اللواء على جاد قائد القوات البحرية ان اسعارها كانت تقل عن اسعار اللنشات الانجليزية السابقة. ولم يتم عملية الشراء وضاعت على مصر فرصة اخرى لبناء سفن حربية.
و- فى عام 1985 استطاعت ترسانة اسكندرية بامكانيتها المتواضعة (خصوصاً الاوناش ) بناء حفار بترول Cecil H لشركة امريكية المانية بعد ان تخازلت ترسانة بورسعيد وكنت مستشاراً للشركة الامريكية/ الالمانية صاحبة هذا الحفار. فى اوائل القرن الحالى اتصل بى المهندس شامل حمدى نائب وزير البترول راغباً فى بناء حفارين بحريين ، ونظرأً لمعرفتى بقدرة ترسانة بتروجت بعد ان شاركت عدة مرات فى تطويرها لبناء هذا الحفار . كما استدعيت احد خبراء بناء هذه الحفارات من شركة Gusto الهولندية لمعاينة ترسانة بتروجت والذى اكد لى امكانية قيامها ببناء هذا الحفار.بينما قد سبق لى استحضار خبراء من امريكا الذين اكدوا لى امكانية بتروجت لبناء امثال هذه المنشأت . وساعدتهم فى مشاركة مهندسين بناء سفن وهم المهندس امين زيد والمهندس فارس دكران والمهندس شوقى غريب ولكن لم يتم بناءه فى مصر. ز- اتصلت وزارة الخارجية بهيئة قناةالسويس لانتداب خبير بحرى للعراق لرغبتهم فى بناء اسطول نهرى لنهر دجلة فانتدبنى المهندس مشهور لذلك وتقابلت مع سفيرنا بالعراق (النجار) والمسئولين بوزارة النقل الذين احتفلوا بى احتفالاً لم اشاهده فى حياتى وبعد ذلك سافرت لجنة برئاسة المهندس محمدين وزير الصناعة لمناقشة عدة مواضيع ومنها بناء الاسطول النهرى وتم عمل بروتوكول بان مصر ستقوم ببناء هذا الاسطول (كان تكاليفه تزيد عن 100 مليون دولار) . كنت انوى بناء هذا الاسطول فى جميع الترسانات المصرية وكذلك فى ورش النقل النهرى بالبصرة ولم يتم شئ.
استمريت فى المحاولة للنهوض بصناعة السفن وبسبب معرفتى بالمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة (زوج بنت صديقى الفريق محمود فهمى) واستمرت محاولاتى الى ان قامت هيئة تنمية الصناعة بإقامة مؤتمر ضخم فى فندق سميراميس ، وحول الموضوع الى هيئة تحسين الصناعة التى دعت مكاتب عالمية لدراسة هذا الموضوع وانتهى الامر الى قيام مكتب هندى بهذه الدراسة وانتهى الى ان حجم صناعة السفن فى مصر عام 2010 كان 150 مليون دولار فى السنة (فى فيتنام 5 مليار دولار) وقدمت اقتراحات بوضع خطة خمسية من 2011 ليصل حجم صناعة السفن الى 5 مليار دولار فى السنة ثم عاد الموضوع الى هيئة تنمية الصناعة واقترحوا على عقد عمل استشارى لهم ولكنى رفضت لاننى اعتبرت ان الموضوع ليس الا سد خانة وحتى الآن لم يتم اى شئ. وتحدثت كذلك عما قامت به ترسانة الاسكندرية من تطوير ضخم لترسانتها بعد ان استحوذت عليها القوات المسلحة التى كانت خاسرة مليار جنيه ليتضاعف انتاجها من 4000 طن صلب الى 40000 طن صلب للسفن مما يضاعف انتاجها كما ستقوم بتصميم سفنها والذى لم يكن يتم فى جميع الترسانات المصرية (ما عدا التمساح تقريباً ) وذلك لمدة 50 سنة. فى اثناء الحديث تكلمت عن ما قامت به شركة التمساح فى تصنيع وحدة من كوبرى اقتحام سريع كان الاتحاد السوفييتى ممتنعاً عن توريده لانه كوبرى هجومى وذكرت ان شركة التمساح بمساعدة سلاح المهندسين الذى احضر لنا كتاباً فى شكل هذا الكوبرى ومكتوب بالروسية فاستطاعت شركة التمساح تصمم وحدة منه وبنائه وجربت امام الفريق فوزى وممثلين للاتحاد السوفييتى مما جعلهم يقوموا بتوريد ثلاث كبارى كاملة، وهنا قاطعنى المهندس امين زيد بانه من قام بتصميم هذه الكبارى التى صنعتها التمساح . تعجبت بهذا الاعتراض لاننى كنت رئيساً لشركة التمساح وكنت لا اعلم ذلك. اعجبنى ما قام به المهندس وائل قدور من شرح وفير واستعراض لعمليات بناء السفن وبدا تاخر مصر فى هذا المجال.