وهو يوم اغرق لنشى صواريخ مصريين المدمرة ايلات فخر البحرية الإسرائيلية واتخذته البحرية المصرية عيداً لها ويحدثني صديقي العميد (الفريق) محمود فهمي مدير العمليات البحرية انه تحادث مع اللواء (الفريق أول ) فؤاد ذكرى قائد القوات البحرية في استئذان الرئيس جمال عبد الناصر بان هذه المدمرة تعتاد الدخول في المياه الإقليمية وطلبوا الإذن بمهاجمتها لإغراقها واعدوا لها كميناً لنشين صواريخ خارج ميناء بورسعيد، ولما دخلت ايلات المياه الإقليمية أطلق عليها اللنش الأول صاروخين فأصاباها وأما اللنش الثاني فقد ظهر له على شاشة الرادار أن المدمرة لم تغرق فأطلق عليها صاروخين أغرقاها فوراً، وكانت هذه المعركة هي الأولى من نوعها في العالم، وطلبت إسرائيل إيقاف النيران لانتشال الضحايا. وفى ثاني يوم ضربت المدافع الإسرائيلية صهاريج البترول في السويس وكنا نرى لهيبها من الإسماعيلية، وفى سن 46 أصبح محمود فهمي قائد القوات البحرية برتبة عميد واستمر قائداً لها لمدة ثلاث سنوات قام بأعمال خطيرة منها ضرب ميناء ايلات ثلاث مرات في سنتين بالرغم من احتياطات إسرائيل البالغة، كذلك وضع خطة ضرب الحفار البحري كيتينج الذي أجرته إسرائيل من كندا للحفر عن البترول في مصر وكذلك قامت الضفادع البشرية بسد فتحات مواسير النابالم على القناة بجانب أعمال أخرى قبل حرب 73، وأنا اعتبره القائد الأول البحري في تاريخ مصر منذ عهد محمد على متخطياً محرم بك زوج ابنة محمد على والذي أصبح محافظاً للإسكندرية وكذلك سعيد باشا ابن محمد على والذي أصبح حاكماً لمصر وكان الأسطول المصري في عهد محمد على من أقوى الأساطيل العالمية، وكانت تبنى سفنه في ترسانة الإسكندرية !! ولى قصة طريفة مع الفريق محمود فهمي عندما كان قائداً للبحرية –أذيعها لأول مرة- فقد اتصل بي اللواء عبد الرحمن رأفت مدير العمليات البحرية طالباً منى مقابلة اللواء محمود فهمي فتوجهت إليه وسالنى عن إمكان بناء 6 لنشات صواريخ مشابهة للنشات Compatant П التي سرقتها إسرائيل من فرنسا وحاول هو اعتراضها وهى في الطريق ولكنها أفلتت من قبضته، وكان هذا السؤال بسبب أن القذافى - وكان يحب اللواء محمود فهمي - طلب منه بناء مثل هذه اللنشات وكنت رئيس شركة التمساح لبناء السفن وكان هذا حلم حياتي ولكن لم يتم شئ !! ويحكى لي الصديق محمود فهمي انه كان يدرب الضفادع البشرية تدريباً مجهداً لرغبته في اقتحام وضرب ميناء حيفا –مركز القوات البحرية الإسرائيلية- وذلك من جنوبلبنان، ولكن كان لخروجه من البحرية بسبب سوء فهم من الرئيس أنور السادات سبباً في عدم تنفيذ ذلك، ولكن السادات أعاده مرة أخرى كوزيراً للنقل البحري. ومن شهداء البحرية الرائد شاكر حسين ابن بنى سويف (قائد الفرقاطة دمياط) وزميلي في مجلس إدارة نوادي ضباط الإسكندرية إذ تقابل مع الطراد البريطاني نيوفوندلاند ومعه مدمرتين بريطانيتين في مدخل خليج السويس فى حرب 56 ولكنه لم يستسلم وهاجم الطراد بأقصى سرعة محاولاً الاصطدام به وإغراقه، ولكن ذلك لم يتم وتم إغراق الفرقاطة دمياط وغرق معها ما لا يقل عن 40 فرداً منهم زميلي الرائد المهندس احمد أبو الخير. وكذلك تم إغراق لنشى طوربيد في حرب 56 امام بحيرة البرلس وكان قائد المأمورية الشهيد الرائد جلال دسوقي ومعه اثنين من تلاميذي والملازم السوري جول جمال (ابن اللاذقية) وكانت أعمار هؤلاء الشهداء اقل من الثلاثين ، إن هؤلاء جميعاً من الدفعة الأولى بالكلية البحرية وأود أن اذكر أن هذه الدفعة كانت هي المورد الرئيسي للعمل كمرشدين في قناة السويس في أول التأميم، وكانت القوات البحرية بعد ذلك مورداً لعدد لا باس به من المرشدين عند افتتاح قناة السويس عام 1977 منهم الفريق احمد فاضل رئيس قناة السويس السابق. رحم الله شهداؤنا "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً "{الأحزاب - 23}