اقتراب العملة الصينية "اليوان" من الانضمام إلى سلة عملات الاحتياط العالمية بجانب الدولار واليورو يبشر باستعادة استقرار الاقتصاد العالمى. جاء هذا على لسان خبراء في تقرير نشرته مجلة "بزنس إنسايدر" الأمريكية، أشاروا فيه إلى أن المستثمرين والحكومات استفادوا من تراجع الفائدة على الدولار ما دفعهم لاقتراض المزيد من عملة أكبر اقتصاد فى العالم خلال العقد الاول من القرن الواحد والعشرين. و اشتكت الصين من تزايد الاعتماد على الدولار ما دفعها فى العام 2009 للمطالبة بتقليص الاعتماد على الدولار وإنشاء عملة للاحتياطيات السيادية العالمية، ونظرا لأن الاقتراح لم تتم الاستجابة له فقد دشنت الصين حملة لإدراج اليوان ضمن وحدة حقوق السحب الخاصة التى تصدر عن صندوق النقد الدول، حسب مصر العربية. وتعد وحدة حقوق السحب الخاصة عبارة عن نوع من الحساب الذى يتيح للدول الأعضاء فى صندوق النقد الدولى السحب على المكشوف والتحويل الى الدولار واليورو والجنيه الإسترلينى والين. وقال الصندوق في ال 13 من نوفمبر الجاري إن اليوان استوفى الاشتراطات اللازمة لإدراجه ضمن هذه الوحدة. وقال ستيفن جين، الخبير الاقتصادى السابق فى صندوق النقد الدولى والمؤسس المشارك فى شركة "اس ال جى ماكرو بارتنرز" فى لندن، إن هيمنة الدولار على النظام المالي- النقدى العالمى هو وضع غير مستقر وغير قابل للاستمرار. وكشف أحدث مسح لبنك التسويات الدولية عن مشاركة الدولار فى نسبة %87 من تعاملات الصرف الأجنبى، مضيفا أن البنك ذكر فى بيان له في العام 2013 أنه لم تظهر حتى الآن عملة قادرة على منافسة الدولار الأمريكى ومنازعة مكانته كعملة عالمية، بينما أكد أن العملة الأوروبية الموحدة " اليورو" قد هبطت قيمته عقب اندلاع أزمة الديون الأوروبية. وتعد الصين مؤهلة لتقديم عملة تستطيع لعب دور مكمل للدولار، إذ إنها تعد ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، وتفرض حاليا قيودا على اجتذاب وإخراج الأموال من الصين وعلى كمية الأموال التى يستطيع المستثمرون الأجانب شراءها، وهو ما يعنى أن الدور الذى سيلعبه اليوان سيكون محدودا. حصول اليوان بشكل رسمى على وضعية عملة الاحتياطى لا يزال يتطلب موافقة المجلس التنفيذى لصندوق النقد الدولى، على أن يتم التنفيذ فى أواخر العام 2016 وقام جاكوب جى. ليو وزير الخزانة الأمريكى بإبلاغ نائب رئيس الوزراء الصينى وانج يانج أثناء حضور اجتماعات مجموعة العشرين أن الولاياتالمتحدة تنوى دعم إدراج اليوان ضمن وحدة حقوق السحب الخاصة طالما ظل اليوان يستوفى معايير صندوق النقد الدولى. ويتوقع بنك "جى بى مورجان تشيس" أن تدفع الخطوة الأخيرة البنوك المركزية العالمية وصناديق الثروة السيادية لضخ نحو 350 مليار دولار فى سوق السندات الصينية خلال السنوات الخمس المقبلة، وتظل هذه الكمية قليلة مقارنة بقيمة سندات الخزانة التى تحتفظ بها الصين والتى تقدر بنحو 1.27 تريليون دولار، حسب مصر العربية. وقال البنك إن اليوان حقق إنجازا كبيرا بإدراجه ضمن وحدة حقوق السحب الخاصة، لكن تحوله ليصبح عملة عالمية قادرة على التمويل والاستثمار بجانب اليورو والدولار سيحتاج لبعض الوقت، لأن الصين تواجه انتقادات بشأن عدم الالتزام بحكم القانون فى ظل خضوع نظامها القضائى لإشراف الحزب الشيوعى.