تواصلت أعمال العنف التي تهز البلاد منذ فترة، حيث عُثر اليوم الجمعة، على جثّة جديدة في العاصمة البوروندية بوجمبورا، عشية انقضاء المهلة التي منحها الرئيس بيير نكورونزيزا، لمن أسماهم ب "المتمرّدين"، لتسليم أسلحتهم قبل يوم غدٍ السبت، وفي وقت يتوقّع فيه عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا، الإثنين المقبل. وبحسب حصيلة الشرطة البوروندية، فقد عثر حتى الآن على 14 جثة في بوجمبورا. وفي سياق متصل، قال عدد من سكّان بوجمبورا، في تصريحات للأناضول، إنّ الكثيرين ممّن يخشون حدوث "إبادة جماعية" شبيهة بتلك التي هزت رواندا في 1994، يستمرّون اليوم الجمعة، في مغادرة الأحياء معقل الاحتجاجات في العاصمة، فارين نحو ملاجئ أخرى "أكثر أمنا" على حدّ تعبيرهم. ومنذ الإعلان الرسمي، في 25 أبريلالماضي، عن ترشّح الرئيس البوروندي المنتهية ولايته، "بيير نكورونزيزا"، لولاية رئاسية ثالثة يحظرها الدستور (محددة بسنتين بحسب اتفاق أروشا الذي أنهى الحرب الأهلية المندلعة في 1993)، تعيش البلاد على وقع أزمة سياسية وأمنية خانقة، انطلقت باحتجاجات مناهضة لهذا الترشح، قبل أن تنزلق نحو أعمال عنف واغتيالات، فيما أعيد انتخاب "نكورونزيزا" رئيسًا للبلاد، في 21 يوليو 2015. وبحسب تقرير أعدّته "الجمعية البوروندية لحماية حقوق الإنسان والمحتجزين" (غير حكومية)، قُتل أكثر من 200 بوروندي في أحداث عنف متفرقة منذ أواخر أبريل الماضي. وسعيًا نحو احتواء العنف المتفاقم في البلاد، وافق مجلس الأمن الدولي على طلب نشره المنسّق السياسي للبعثة الأممية في فرنسا، فيليب برتو، عبر حسابه على موقع "تويتر"، بعقد اجتماع طارئ في نيويورك حول الأزمة البوروندية، حيث من المتوقع أن يعقد الإثنين المقبل، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. وفي ضوء الأزمة التي تشهدها بوروندي، أعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن "قلقها العميق" إزاء ما يحدث في بوروندي، حيث أشارت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، سامانثا باور، إلى أن مهلة نكورونزيزا تهدّد ب "اندلاع العنف على نطاق واسع في البلاد بدء من نهاية الأسبوع الجاري"، وفقا لما تداولته وسائل الإعلام الأمريكية. ومن جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي إلى "ضبط النفس"، لافتًا، في بيان صدر اليوم الجمعة، وتلقت الأناضول نسخة منه، إلى أن "استمرار العنف في بوروندي يؤكّد حجم الأزمة التي تمر بها البلاد. وتعليقًا على التصريحات الأخيرة (للرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا)، والتي تهدد بتفاقم الوضع، دعا الاتحاد الأوروبي إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس من قبل الجميع"، مضيفًا أن "التحريض على العنف وعلى الانقسام يشكل تهديدًا إضافيًا لاستقرار وأمن البلاد".