تشهد محافظة الإسكندرية اليوم الأحد، كوارث شديدة نتيجة الأمطار الغزيرة التى اجتاحت المحافظة، منذ فجر أمس، والتى أسفرت عن قتلى وجرحى، بجانب التلفيات التى وقعت على عاتق المواطنين بعد انهيار المنازل وغرق السيارات وغيره من الأمور. بهذه الكلمات يتم وصف حالة محافظة الإسكندرية فى الصحف والفضائيات المصرية، والتى ابتعدت كل البعد عن المسئول الحقيقى بتلك الكارثة التى راح ضحيتها أرواح مصرية بريئة لم تحارب ولم تقف أمام متفجرات، بل إنها كانت تعيش يومها الطبيعى تمارس عملها فقط. امسك كرش
رواد مواقع التواصل الإجتماعى تناولوا صورة لأحد القيادات الأمنية بوزارة الداخلية فى المحافظة، وهو يملك "كرش" كبير يعبر عن الواقع الذى نعيشه، فأزمة الإسكندرية اليوم لم تكن فى الطقس التى تم التحذير منه منذ أيام ولكن كانت فى المسئولين الذين تغافلوا جميعًا ك"العادة" عن القيام بمهامهم، وهذا يضعنا أمام احتمال واحد، أن الإسكندرية يتم التحكم فيها من خلال "لواءت" الإدارة المحلية، الذين يعتلون مناصب المحليات هناك.
فالسبب هو الفساد المتراكم فى المحافظة والذى يترأسة انقلاب عسكرى فى المقام الأول، ثم عسكر سابقين لايدركون كيف يتم اجتناب الكوارث. فمعظم الأحياء التى شهدت خسائر فى الأرواح والممتلكات يترأسها دائماً لواء سابق ف" حى المنتزه أول وحى المنتزه ثان وحى شرق وحى الجمرك وحى العجمى ومركز ومدينة برج العرب وحى غرب"، على رأسهم لواء سابق، لا يدرك عن الإدارة المحلية أو إدارة الأزمات شئ، فلهذا السبب كانت الكارثة وليس لأى شئ آخر. المصريون يدفعون الثمن دائماً هناك ثمن للفساد، ليس قلة الموارد، ولكن أرواح المصريين هى القربان الذى يقدمه رجال العسكر لشيطانهم الذى يناشدهم الاستمرار فى كل ذلك فمشهد 6 اشخاص ماتوا صعقًا بالكهرباء روع نفوس العالم وليس المصريين فقط. فكيف لحالة من الطقس "فى بداية الشتاء" أن تقوم بهدم البنية الأساسية لمحافظة بها ملايين المواطنين، فالإهمال يتحمله الجميع وعلى رأسهم وزير الكهرباء، والمحافظ ومسئولى الإدارة المحلية والرقابة. طفل وقبطان وحصان يدفعون الثمن فصورة الطفل الذى لقى مصرعه صعقًا بالكهرباء يجب أن يتم اعدام المسئولين فيها، ولكن لا حياة لمن تنادى فى دولة الفساد أبرز مشاهدها، فبعد أن أعلنت وسائل الإعلام المحلية والعالمية عن سقوط سلك كهرباء ترام منطقة محرم بك بالإسكندرية، قام اعلام العسكر، بإلصاق التهمة إلى "الطقس السئ" وابتعدوا جميعًا عن الفاعل الحقيقى لتلك الأزمة، الذى شاهد مثل جميع المصريين هيئة الارصاد منذ أيام وهى تحذر من بداية موجة عتيه تضرب محافظات الوجه البحرى وعلى رأسها الإسكندرية. المشهد الثانى كان من نصيب قبطان سابق بالبحرية، والذى لاقى مصرعة صعقًا بالكهرباء ايضًا أثناء اصلاح سيارته، بجانب الطفل، ليعلن الطقس "صاحب التهمة" للجميع أنه لا فرق لديكم بين هذا ولا ذاك. المصرى بلا ثمن.. زمن الانقلاب وهى هيا حالة أخرى تعلنها وزيرة تضامن السيسى، حيث تكرمت على المصابين بمبلغ تعويض لا يتعدى ال 100 جنيه، وللمتوفى 10 آلاف جنيه. فى ظل أن أى حادث مهما كان يتعرض له أجنبى على أرض مصر تخرج نفس الوزيرة بنفس البيان ولكن تخالف أرقام التعويضات وتقلبها إلى العملة الصعبة، لتعلن عن مئات الآلاف من الجنيهات لكل مصاب وأضعافهم للقتلى الأجانب. وفى نفس السياق تتناسى سلطات الانقلاب تمامًا أصحاب المنازل الذين تشردوا فى الشوارع بسبب سقوط منازلهم أو غرق الآخرين، مضيفه الوزيرة الانقلابية "هما هيعرفوا يتصرفو"، وهذا ليس حديثها بالفعل ولكنه تعبير مجازى عن تغاضى سلطات الانقلاب العسكرى لتلك الأزمة التى يواجهها الأحياء "المشردين" الآن. الإخوان هم سبب تلك الكارثة وبالطبع لن يتأخر إعلام التطبيل ولا الصحف التى تعمل بأمر الرقيب فى أن تنُسب تلك الحالة إلى جماعة الإخوان المسلمين، الذى يخرج ليتحدث عنهم اليوم الأعمال السابقة ل"حسن البرنس" نائب محافظ الإسكندرية الأسبق والذى لم يكن يمتلك صلاحيات فى ذلك الوقت، بجانب أنه كان يواجه حربًا شرسًا من كل رجال الإدارة المحلية التى تعمل هناك، ومع ذلك استطاع أن يحقق انجازات لمسها المواطن السكندرى. وذلك بمقارنته بالمحافظ الأمريكانى الذى هرب من أمام الجماهير الغاضبة اليوم، وتم تداول الصور والفيديو على شاشات الفضائيات، ليكون بذلك اعلان حالة فشل قاتله جديدة لمحافظ عينه الانقلاب العسكرى.