انتهاء اليوم الثاني لانتخابات مجلس النواب ب30 دائرة ملغاة    رصد كيانات غير شرعية تنظم برامج وأنشطة سياحية دون الحصول على تراخيص من الوزارة    محافظ الإسكندرية يستقبل قنصل عام تركيا لبحث تعزيز التعاون المشترك    عاجل- وزير الحكم المحلي الفلسطيني: 7 أشهر بلا تحويلات مالية.. وأزمة خانقة تعصف بالسلطة الفلسطينية    سيناتور روسي: العلاقات مع أوروبا لم تعد أولوية لترامب    روته محذرا دول الناتو: نحن الهدف التالي لروسيا بعد أوكرانيا    مفتي الجمهورية ينعى الدكتور ثروت مهنا أستاذ العقيدة والفلسفة بالأزهر    منتخب مصر يخوض تدريبا مسائيا استعدادا لأمم أفريقيا    كأس عاصمة مصر، بتروجيت يتعادل مع وادي دجلة 1/1 في الشوط الأول    دوري المحترفين ..أبو قير يواصل السقوط والترسانة يتعادل أمام طنطا    ضبط كميات من مصنعات اللحوم مجهولة المصدر داخل مصنع غير مرخص بالغربية    شاهد، لحظة انهيار عقار إمبابة بسبب تسريب غازي    مدينة العبور تجهز «شلتر» للكلاب الحرة لتحصينها وتنفذ حملات للتطعيم ضد السعار    مهرجان البحر الأحمر يكرم أنتوني هوبكنز والسير يعلق: شرف كبير وأحب السعودية    إطلاق قافلة طبية علاجية شاملة لقرية أربعين الشراقوة بكفر الشيخ    واشنطن تعلن عن تطوير الأنظمة المضادة لمسيرات تستهدف حدودها في تكساس    إكسترا نيوز: لا شكاوى جوهرية في ثاني أيام التصويت وإقبال منتظم من السيدات    فوز مشاريع تخرج كلية إعلام جامعة 6 أكتوبر بالمراكز الأولى في مسابقة المجلس القومي للمرأة    العدل: معايير النزاهة في الاستحقاقات الانتخابية منارة تضئ طريق الديمقراطية    أستاذ علوم سياسية: انتخابات النواب الحالية مختلفة وتشهد تنافسا غير مسبوق    الموظف نجيب محفوظ.. سيرة وثائقية عبر 37 عامًا    بيت الغناء العربي يستضيف "نغم باند" غدًا    «البشعة» محرمة شرعًا| علماء الدين: إيذاء وتعذيب واستخدام للباطل    خالد الجندي يحذر من الخطأ الشائع في كتابة «اللهم صل على النبي»    حسام وإبراهيم حسن يزوران معسكر منتخب مصر مواليد 2007.. صور    المصل واللقاح: لقاح الإنفلونزا آمن تماما ويحسن المناعة ولا يضعفها    فريق طبي بمستشفى التأمين الصحي ببني سويف يجري 4 تدخلات ناجحة بالمنظار    بعد أسبوع من البحث| اصطياد «تمساح الزوامل»    نصائح شعبة الذهب عند شراء الجنيهات والسبائك .. خاص    وزارة التعليم توضح : لا يجوز حرمان الطالب غير المسدد للمصروفات من دخول الامتحان    «هما كده» أغنية جديدة لمصطفى كامل ويطرحها السبت    لبلبة من ختام البحر الأحمر: سعيدة بردود الفعل على جوازة ولا جنازة    أشرف زكى عن عبلة كامل : مختفية عن الأنظار .. ونشكر الرئيس على رعاية كبار الفنانين    حصاد الوزارات.. رئيس هيئة الدواء يبحث مع مسؤولى مؤسسة جيتس تعزيز التعاون    ميدو: صلاح يجب أن يغادر ليفربول.. وأشجعه على خطوة الدوري السعودي    «صحة قنا» تعقد اجتماعًا بمديرى المستشفيات لتعزيز جاهزية منظومة الطوارئ والرعاية الحرجة    حبس عاطل بتهمة التحرش بفنانة شهيرة أثناء سيرها بالشارع في النزهة    ضبط شخص بحوزته كروت دعائية وأموال لشراء أصوات الناخبين في الأقصر    محافظ كفر الشيخ: الانتهاء من تدريب وفد من 10 دول أفريقية على تقنيات تحسين تقاوى الأرز    «المشاط» تبحث مع بنك الاستثمار الأوروبي نتائج زيارته لمصر    تسليم 5 أجهزة تعويضية وكراسي متحركة للمرضى غير القادرين بسوهاج    يزن النعيمات صفقة الأهلي المحتملة في الميركاتو الشتوي    تطورات الوضع في غزة تتصدر مباحيات الرئيس السيسي وملك البحرين    خبير أرصاد: البنية التحتية لقطاع غزة معدومة    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن فوز مصطفى البنا وحسام خليل بالدائرة الثانية بأطسا    حكم كتابة الأب ممتلكاته لبناته فقط خلال حياته    المشدد 7 سنوات لرئيس حي شرق الإسكندرية السابق في قضية رشوة    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع تطوير مدينة النيل الطبية    ضربات أمنية لضبط الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    الخارجية السورية: إلغاء قانون قيصر يمثل انتصارا    سباليتي: أداء يوفنتوس أمام بافوس كان محرجا في الشوط الأول    رئيس هيئة الاستثمار يشارك في احتفالية شركة «قرة إنرجي» بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر    أسعار الفضة تلامس مستوى قياسيا جديدا بعد خفض الفائدة الأمريكية    «الوطنية للانتخابات» تعلن تخصيص الخط الساخن 19826 لتلقي الشكاوى    كأس العرب| طموحات فلسطين تصطدم برغبة السعودية في ربع النهائي    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المستعربون.. الورقة الفاشلة لوأد الانتفاضة الفلسطينية (ملف بالصور والفيديو)
نشر في الشعب يوم 13 - 10 - 2015

حالة من الرعب تسيطر على العدو الصهيوني والمغتصبين الصهاينة، بعد ارتفاع وتيرة الانتفاضة التي تشهدها فلسطين حاليا، رغم القوة العسكرية الجبارة التي يمتلكها العدو الصهيوني.
العدو الصهيوني لم يألوا جهدا في التصدي لانتفاضة الشعب الفلسطيني الذي يسعى إلى تحرير أرضه ومقدساته من دنس اليهود، فتارة يستخدم الآلة العسكرية، وأخرى يلجأ إلى الجدران الكونكريتية بالإضافة إلى الاعتقالات العشوائية والتضييق الاقتصادي وسرقة الأراضي ومصادرتها وطرد العوائل الفلسطينية من منازلها ومناطقها، وكان للمقاومة الفلسطينية في غزة دورًا كبيرًا في إظهار حجم الاحتلال الحقيقي بعد عجزه عن التقدم في أراضي غزة المحررة، الأمر الذي دفع الشباب الفلسطيني لاختيار المواجهة مع العدو الصهيوني، ولهذا أيقن العدو أن عليه اليوم أن يستخدم سلاحه السري خصوصًا مع انتفاضة الفلسطينين في القدس والضفة الغربية ومناطق الداخل الفلسطيني، وهذا السلاح كان وحدات المستعربين.
المستعربون هم الورقة الأخيرة التي لجأ إليها العدو الصهيوني لوأد الانتفاضة الثالثة التي اشتعلت في فلسطين مؤخرا، وسط صمت وخيانة وعمالة من كل القادة العرب والإسلاميين، غير أن رجال فلسطين الذين لم يفت في عضدهم عمالة حكام الأمة ولم يؤثر عليهم عجز الشعوب، لن يمنعهم حثالة المستعربون عن مواصلة الانتفاضة حتى تتحرر كامل الأراضي التي احتلها العدو الصهيوني دون وجه حق.
في التقرير التالي نلقي الضوء على وحدة المستعربين ومن هم وما دورهم
من هم المستعربون؟
‘مستعرفيم'، وهي كلمة عبرية تعني المستعربون، هم يهود وأيضًا فيهم بعض العرب، يعملون في وحداتٍ أمنية صهيونية تسمى بوحدات المستعربين ،اسم المستعربين هو كنية عن نشاط "الاستعراب” الذي يقومون به، وتشكّلت الكلمة من خلال الدمج بين كلمة "الاعتداء” (بالعبرية: הסתערות) وكلمة "عرب” (بالعبرية: ערבים)، ويعبّر الاسم عن الاندماج في فلسطين المحتلة وكأنهم عرب، حتى لحظة الهجوم.
متى تأسست وحدة المستعربين ؟؟
تأسست وحدة المستعربين في الثلاثينيات من القرن الماضي عندما قامت "الهاغاناه” بتشكيل فريق من أعضائها للقيام بمهام استخبارية وتنفيذ عمليات تصفية ضد العرب الفلسطينيين ابان الأحتلال البريطاني بهدف ترويع المدنيين وتجريد المقاومة من دعمها الشعبي لقتل وتشريد الفلسطينيين، وكان أول مستعرب هو اهارون حاييم كوهين.
وحدات خاصة من المستعربين
ابرز الوحدات الخاصة التي أنشأها العدو الصهيوني من المستعربين:
وحدة الجدعوينم (المستعربين) التابعة للشرطة الصهيونية وتحديدًا لحرس الحدود، تُسمى أيضًا (فرق الموت).
وحدة يمام وهي تابعة لما يسمى بحرس الحدود وهي الوحدة الخاصة بمكافحة العمليات الفدائية.
وحدة دوبدوبان تتركز نشاطاتها في الضفة الغربية أفرادها قتلة محترفون، وتجعل من عملية القتل عملية روتينية سهلة لديهم.
وحدة هاعنيدونيم ، وتعمل في منطقة القدس، وسميت بهذا الاسم نسبة إلي عنيدون وهو قائد عسكري ورد اسمه في التوراة، تم إستحداثها في آب 1990م، وقد كشف المفتش العام السابق لشرطة الاحتلال الاسرائيلي الجنرال عساف هيغيتز عن وجود هذه الوحدة في آب من عام 1998.
وحدة سرية تابعة لشرطة الاحتلال تعمل داخل مناطق ال 48.
كما يُوجد (مستعربون) داخل سجون الاحتلال، فوحدة (متسادا) التابعة لمصلحة السجون الإسرائيليّة مهمتها الأصلية هي السيطرة على أي محتجزي رهائن داخل السجون القابع فيها أسرى فلسطينيين و يدخل السجون بعض افرادها كمعتقلين ويحاولون استدراج الاسرى الفلسطينيين والحصول على معلومات تورطهم في التهم المنسوبة إليهم.
شمشون من المستعربين تعمل في قطاع غزة .
يعيش هؤلاء المستعربين في قرية هي نموذج يشبه القرى الفلسطينية، شيدها جيش الاحتلال، ليتدرب فيها أفراد المستعربين على نمط الحياة الفلسطينية، وعادات وتقاليد أهل مدينة القدس والضفة والقطاع، حتى لا يثيروا الشكوك في شخصياتهم .
تستغرق دورة التدريب الخاص لأفراد وحدات المستعربين ما بين 12-15 شهراً، وتتوزع على خمس مراحل أو فترات اخطرها الفترة الخامسة والأخيرة من التدريب وتتضمن تحسين قدراتهم في مجال اللغة العربية حيث يتعلمون اللغة العربية والنطق بالعامية الفلسطينية، والمصلحات التي يستخدمها الشبان العرب، وعبارات المجاملة والشكر والدعاء التي تظهرهم كأولاد بلد، ثم يتم تعريفهم بالعادات الرئيسية الشائعة وعلى بعض جوانب الثقافة العربية وبعض الممارسات الدينية ” قراءة الفاتحة ، التظاهر بالصلاة ، التعريف بأهم الصحف .. الخ ” غير أن هذا التدريب هو سطحي ويختلف عن نمط التدريب الذي يتلقاه نمط آخر من المستعربين الذين هم ليسوا مجال البحث هنا، ونقصد بذلك المستعربين الذين تكون مهمتهم الإقامة في وسط التجمعات العربية بشكل دائم مثل الجاسوس ايلي كوهن، أو ذلك الشحاذ الذي كان يتسول لسنوات عديدة في شارع الحمراء قبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان .
الأساليب التي تتبعها في تنفيذ المهام
اتبعت هذه الوحدات عدة اساليب لتحقيق اهدافها من خلال تسلل أفرادها إلي المدن والقرى العربية متنكرين باللباس العربي وكانوا يعملوا على تقليد حياة البدو والتكيف مع أسلوب حياتهم وثقافتهم ،ويعيشون حياة مزدوجة، الحياة الإسرائيلية اليهودية ، وحياتهم الأخرى كمستعربين، ويتوجب عليهم ارتداء اللباس العربي والتدرب على اللغة واللهجات والشعارات والأناشيد والعادات والتقاليد العربية، كي يتسنى لهم الانخراط في أوساط المواطنين العرب، دون أن يتمكن هؤلاء المواطنون من تشخيصهم وإحباط مهماتهم .
وتختلف أساليب (المستعربين) في الاندساس بين الفلسطينيين باختلاف المهام المطلوبه منهم لإنجازها، وطبيعة مسرح الأحداث، ففي تشرين الثاني (أكتوبر) 2005 أقر جيش الاحتلال بزرع (مستعربين) بين المتظاهرين الفلسطينيين ضد جدار الفصل العنصري في بلدة بلعين غرب مدينة رام الله، وجاء هذا الإقرار بعد أن كشف المتظاهرون عدداً من (المستعربين) الذين حرضوا بعض الشباب على رشق جنود الاحتلال بالحجارة، بل وقاموا هم بإلقاء الحجارة بأنفسهم على الجنود لتسخين الأجواء بشكلٍ متعمد، ما يوفر مبرراً لجنود الاحتلال كي يهاجموا المحتجين بوحشية.
لا يتورع (المستعربون) عن انتحال صفة طواقم طبية، ويكونوا مُجهزين بالأدوات الطبية المعتادة لتسهيل مهماتهم في اعتقال ما تعتبرهم إسرائيل مطلوبين أمنيين، وفقاً لما كشفت عنه صحيفة ‘معاريف' العبرية ،ويتم استخدام المركبات الفلسطينية لتحقيق أهدافها ،وانتحال صفة بائعين متجولين، و استعمال سيارات للبيع وجمع الأدوات المستعملة، ومن الممكن انتحال صفة سائحين اجانب ،وانتحال صفة طلاب مدارس ، والتخفي في زي تجار خضار.
المهام الملقاة على عاتقهم:
متعددة هي المهام الملقاة على عاتقهم قد تستهدف الحصول على معلومات وأخبار والقيام بعمليات إغتيال للعرب ،أو اختطاف شخصيات، أو تصفية مقاومين فلسطينيين، أو تفريق متظاهرين.
وخلال انتفاضة الأقصى التي تفجرت في أيلول 2000 نفذت وحدات (المستعربين) عمليات اختطاف واغتيال للعشرات من نشطاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة (الجهاد الإسلامي)، وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى.
ولا تتوافر أرقامٌ دقيقة حول ضحايا وحدات (المستعربين)، لكن بحسب كتاب (المستعربون فرق الموت الإسرائيلية) لمؤلفه غسان دوعر فقد اغتالت أفراد تلك الوحدات 422 فلسطينياً ما بين عامي 1988 و2004.
كيفية الكشف عن المستعربين
ففي تشرين الثاني (أكتوبر) 2005 أقر جيش الاحتلال بزرع (مستعربين) بين المتظاهرين الفلسطينيين ضد جدار الفصل العنصري في بلدة بلعين غرب مدينة رام الله تم اكتشافهم بعد أن طلب منهم بعض المتظاهرون الكشف عن بطاقات هوياتهم الشخصية، وعندما تبين أنهم لا يحملون بطاقات الهوية الفلسطينية، وأن بحوزتهم مسدسات تدخل جنود الاحتلال بسرعة وسحبوا هؤلاء (المستعربين) لحمايتهم.
إن تحوّل أفراد الوحدة من مدنيين الى رجال أمن يكون فجائياً. ففي لحظات، تراهم يرتدون قبعة يكتب عليها بالعبرية "משטרה” وتعني "شرطة”، يسحبون مسدساً صغيراً مدسوساً تحت ملابسهم الفضفاضة، وغالباً ما يحاولون إخفاء وجوههم حتى لا تعرف هويتهم الحقيقية. وبحسب شهود عيان، هم أيضاً يحملون سكيناً توضع تحت بنطالهم ناحية أسفل واحدة من الساقين، وأدوات معدنية أخرى يستخدمونها في إعتقال الفلسطينين وضربهم.
قال المعتقل يوسف مريش (19 عاماً) الذي اعتدت عليه وحدات المستعربين قبل اعتقاله في بلدة واد الجوز في القدس: "هجم أفراد وحدة من المستعربين عليّ من الخلف، كانوا اثنين يرتدون ملابس مدنية، انقضّوا عليّ بسرعة كبيرة، وبدأوا بضربي على وجهي ورجلي، ثم ألقوني على الأرض وثبّتوا رأسي بالأرض، واستمر أحدهم بركلي وضربي على وجهي، حتى قيّدوني بأربطة بلاستيكة وأخذوني إلى الجيب العسكري”. عادةً، يعتدي المستعربون على الناشطين بشكلٍ همجي أثناء اعتقالهم، ويقومون بضربهم بأدوات معدنية على الرأس وأنحاء الجسم كافة.
فشل المستعربين
يتسبّب تخفّي المستعربين بصورة مدنيين فلسطينيين إلى استهدافهم من قبل زملائهم في الوحدة أو الجيش. فمثلاً، في 26 آب 1992، قُتل مؤسس ومسؤول "وحدة المستعربين” التابعة لما يُسمّى ب”حرس الحدود” أيلي أبرام بنيران صديقة في أثناء ملاحقة مطلوبين في قرية برطعة في جنين: دخلت الوحدة، وعلى رأسها ابرام، إلى القرية ليلاً. تنبّهت سيدة مسنّة لوجودهم فبدأت بالصراخ، اشتبك المقاومون الفلسطينيون المطلوبون مع جنود الوحدة الخاصة المستعربة، ما أدّى إلى إصابة مسؤول الوحدة ابرام برصاصة في رأسه كانت قد خرجت من مسدس زميله الذي اعتقد أنه أحد المطلوبين. مات على الفور. وكان ايلي ابرام قد كلّف بإنشاء وحدة المستعربين التابعة لما يسمّى ب”حرس الحدود” في منطقة الضفة الغربية العام 1991، لإلقاء القبض على ملقي الحجارة والزجاجات الحارقة في الانتفاضة الأولى، وتطور عملها بعد ذلك ليشمل ملاحقة المسلحين الفلسطينيين المطلوبين وتصفيتهم، وكان على رأسهم آنذاك مجموعة "الفهد الأسود”، الجناح العسكري لحركة "فتح”. وتبقى واحدةً من أسوأ ذكريات الوحدة تلك التي عاشتها مجموعة منها في شهر أيلول من العام 2000، حين قامت بنصب كمين لقائد "كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة "حماس” في الضفّة الغربية آنذاك محمود أبو هنود. خلال تنفيذ المهمة، اشتبك أفراد الوحدة مع بعضهم البعض عن طريق الخطأ، ما أودى بحياة ثلاثة جنود من مقاتلي الوحدة.
جدير بالذكر ان ايهود باراك ادخل تعديلات و تغيرات جوهريه لهذه الوحدات من حيث التدريبات و الانتقاء لانه كان احد المشاركين ف اغتيال ” ابو سيف و كمال عدوان و كمال ناصر ” قيادات ف حركه التحرير و كان ايهود وقتها قد تنكر ف زي امرأه حتي لا ينكشف و يدخل المبني المتواجد فيه قاده منظمه التحرير الفلسطينيه .
انعدام الثقة والنيران صديقة
لا يكتفي المستعربون بالاختفاء عن طريق التلاعب بمظهرهم، بل يؤدون أدواراً تساعدهم على الاختفاء والتظاهر بأنهم فلسطينيون، فمثلاً، تراهم يتصدّرون في كثيرٍ من الأحيان التظاهرات، ويشاركون في إلقاء الحجارة والهتاف، يشعر المتظاهرون المشاركون في المسيرات بأنهم جزء منهم، ينتهجون سلوكاً يمدّ بقية المتظاهرين بالراحة والثقة. وبحسب الناشطين الفلسطينيين، أدّى هذا الدور التي يؤديه المستعربون الى انعدام الثقة التام بين المتظاهرين. يقول بعضهم إنهم يشعرون بخوفٍ وقلقٍ مستمرين عند مشاركتهم في تظاهرة أو نشاطٍ مقاوم، لكون المستعربين ينتشرون في كلّ مكان، وأصبح من الصعب كشفهم بين حشود الناشطين. ولكن تكتيكات دخول المستعربين لنقاط المواجهة والتظاهرات أصبحت شبه معروفة لدى الفلسطينيين، فعادة ما يسبق دخولهم حالة هدوء ينسحب فيها الجيش أو الشرطة الى الخلف، وتنخفض وتيرة إطلاق الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية، ويعمل المستعربون على تشكيل كماشة حول المتظاهرين بالتعاون مع الشرطة أو الجيش، حيث تتقدّم الشرطة أو الجيش من الأمام ويكون المستعربون بانتظار المتظاهرين الفاريين في الخلف. (اعتقد ان الإجابة على السؤال تحت عنوان "القميص تحت البنطلون" أيضاً).
كذلك، يتسبّب تخفّي المستعربين بصورة مدنيين فلسطينيين إلى استهدافهم من قبل زملائهم في الوحدة أو الجيش. فمثلاً، في 26 آب 1992، قُتل مؤسس ومسؤول "وحدة المستعربين" التابعة لما يُسمّى ب"حرس الحدود" أيلي أبرام بنيران صديقة في أثناء ملاحقة مطلوبين في قرية برطعة في جنين: دخلت الوحدة، وعلى رأسها ابرام، إلى القرية ليلاً. تنبّهت سيدة مسنّة لوجودهم فبدأت بالصراخ، اشتبك المقاومون الفلسطينيون المطلوبون مع جنود الوحدة الخاصة المستعربة، ما أدّى إلى إصابة مسؤول الوحدة ابرام برصاصة في رأسه كانت قد خرجت من مسدس زميله الذي اعتقد أنه أحد المطلوبين. مات على الفور. وكان ايلي ابرام قد كلّف بإنشاء وحدة المستعربين التابعة لما يسمّى ب"حرس الحدود" في منطقة الضفة الغربية العام 1991، لإلقاء القبض على ملقي الحجارة والزجاجات الحارقة في الانتفاضة الأولى، وتطور عملها بعد ذلك ليشمل ملاحقة المسلحين الفلسطينيين المطلوبين وتصفيتهم، وكان على رأسهم آنذاك مجموعة "الفهد الأسود"، الجناح العسكري لحركة "فتح". وتبقى واحدةً من أسوأ ذكريات الوحدة تلك التي عاشتها مجموعة منها في شهر أيلول من العام 2000، حين قامت بنصب كمين لقائد "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" في الضفّة الغربية آنذاك محمود أبو هنود. خلال تنفيذ المهمة، اشتبك أفراد الوحدة مع بعضهم البعض عن طريق الخطأ، ما أودى بحياة ثلاثة جنود من مقاتلي الوحدة.
عملياتهم
أظهرت دراسة فلسطينية لم تنشر، أن وحدات المستعربين نفذت 54 عملية اغتيال خلال أربع سنوات من الانتفاضة الأولى، و74 عملية اغتيال أخرى خلال الانتفاضة الثانية. واستهدفت هذه العمليات مطلوبين فلسطينيين من مختلف مناطق الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، وراح ضحيتها مدنيين آخرين اشتبه بكونهم مطلوبين، أو تعرضوا للضرب، أو أصيبوا خلال عملية ملاحقة المطلوبين.
مثلاً، قتلت الوحدة في آب من العام 2000 مختار قرية سردة محمود اسعد عبد الله (73 عاماً) عن طريق الخطأ. ويومها، ادّعى جيش الاحتلال أن مختار القرية أطلق النار على أفراد الوحدة. وفي 4 كانون الثاني 2007، اقتحمت الوحدة بلباسٍ مدني مدينة رام الله في وضح النهار لملاحقة مقاومين فلسطينيين مطلوبين. وعندما شاهدت أحد المطلوبين (ربيع حامد)، وهو أحد عناصر "كتائب شهداء الأقصى"، يحاول الفرار راح أفرادها يطلقون النار عليه. ما أدّى إلى اصابته بستّ رصاصات، ولكنه تمكّن من الفرار. وعلى إثر إطلاق النار، تجمهر المواطنون الفلسطينيون وبدأوا بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على أفراد الوحدة، فتحصّنت في أحد المباني وسط مدينة رام الله. لإنقاذها، تدخّلت وحدة جيشٍ مؤلفة من جيبات عسكرية وجرافات ومروحيات، وبدأت بإطلاق نار عشوائي لحوالي الساعتين في محاولة الدفاع عن وحدة المستعربين. أدّى ذلك الى استشهاد أربعة مواطنين فلسطينيين، وإصابة أكثر من 22 آخرين تواجدوا في المكان.
إن تحوّل أفراد الوحدة من مدنيين الى رجال أمن يكون فجائياً. ففي لحظات، تراهم يرتدون قبعة يكتب عليها بالعبرية "משטרה" وتعني "شرطة"، يسحبون مسدساً صغيراً يكون مدسوساً تحت ملابسهم الفضفاضة، وغالباً ما يحاولون إخفاء وجوههم حتى لا تعرف هويتهم الحقيقية. وبحسب شهود عيان، هم أيضاً يحملون سكيناً توضع تحت بنطالهم ناحية أسفل واحدة من الساقين، وأدوات معدنية أخرى يستخدمونها في إعتقال الفلسطينين وضربهم.
يتذكّر المعتقل يوسف مريش (19 عاماً) الذي اعتدت عليه وحدات المستعربين قبل اعتقاله في بلدة واد الجوز في القدس: "هجم أفراد وحدة من المستعربين عليّ من الخلف، كانوا اثنين يرتدون ملابس مدنية، انقضّوا عليّ بسرعة كبيرة، وبدأوا بضربي على وجهي ورجلي، ثم ألقوني على الأرض وثبّتوا رأسي بالأرض، واستمر أحدهم بركلي وضربي على وجهي، حتى قيّدوني بأربطة بلاستيكة وأخذوني إلى الجيب العسكري". عادةً، يعتدي المستعربون على الناشطين بشكلٍ همجي أثناء اعتقالهم، ويقومون بضربهم بأدوات معدنية على الرأس وأنحاء الجسم كافة.
القميص تحت البنطلون
نظراً لأساليب المستعربين في تعنيف المطلوبين، كان لا بد من استحداث أدواتٍ جديدة في الدفاع عن النفس تبدأ من محاولة اكتشاف المستعرب قبل أن ينطلق في تنفيذ مهمته. فيقوم الشبان مثلاً، خلال المواجهات، بإدخال قمصانهم داخل السراويل أو البنطلونات، إذ يصعب على المستعربين القيام بذلك كونهم يخفون المسدس وأدوات الاعتقال تحت قمصانهم الفضفاضة.
كما لا يتردّد النشطاء المحليون أيضاً بسؤال المشاركين في التظاهرات أو المواجهات عن أسمائهم، ويطلبوا في بعض الأحيان منهم إزالة اللثام عن وجوههم في مكانٍ غير مكشوف للتأكد من هويتهم، وخصوصاً في المواجهات التي تقع في القرى والبلدات الفلسطينية المغلقة التي يعرف أهلها بعضهم البعض. في هذه المناطق، بات يصعب على المستعربين الدخول، لكون أهلها أكثر منهم قدرة على السيطرة عليها ومعرفة الغرباء فيها. أما تحرّك المستعربين في المدن ونقاط المواجهة الرئيسية مثل حاجز قلنديا وعوفر فيكون أسهل، لأن تلك المناطق لا تحمل طابع سكّانياً متجانساً، ويأتي إليها الزوار والناشطون من مختلف المناطق، ما يصعّب عملية التعرّف على هويتهم.
وعن طرق الحماية من المستعربين، يقول أحد الناشطين: "لقد اتفق الشباب في ما بينهم على أن يتصدّى كلّ منهم للاحتلال في منطقة سكنه فقط وعدم الذهاب الى منطقة أخرى، إلا في حالات الضرورة، وبعدما يبلغ بقية الشباب. كذلك، تقوم مجموعة من الشبان بحراسة منطقة المواجهات، والتحقّق من هوية كلّ من يدخل إليها عن طريق سؤاله عن اسمه وتفتيشه حتى، إذا تطلّب الأمر".
إن تفادي الخطر المحدّق الذي تشكله وحدات المستعربين يحتاج إلى نشر وعي كافٍ بين الفلسطينيين حولهم، وإعادة النظر في آليات وأدوات السيطرة على المدن والقرى الفلسطينية لحمايتها من هجماتهم وتحركاتهم، من أجل تحقيق نوع من الرقابة الدائمة التي تحول دون قيام المستعربين باختراق المجتمع الفلسطيني وكشف دواخله أمام عيون الاحتلال. لذلك، فمن الواجب الحذر من تلك الوحدات وأذرعها، وعدم الاستهانة بدورها الجوهري كرأس حربة لأجهزة الأمن والجيش، فهي عيونها في المجتمع الفلسطيني، وتُبنى على المعلومات التي تقدّمها الخطط الهادفة الى القضاء على كافة أشكال المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.