أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه عرض خلال زيارته الأخيرة لموسكو، على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تكوين ثلاثي يتكون من تركياوروسيا، والولايات المتحدة، للعمل على التوصل لحل للأزمة السورية، إلا أنهما اختلفا حول دور بشار الأسد. وفي حوار مع قناة الجزيرة الفضائية، بثته مساء الجمعة، قال أردوغان إنه أكد خلال لقائه ببوتين على أنه لا مكان للأسد في عملية التوصل لحل في سوريا، إلا أن بوتين يصر على بقاءه. وأضاف أردوغان، أن بوتين يرى أنه في حال رحيل الأسد، فإن تنظيم داعش سيبسط سيطرته، وفند أردوغان تلك الفرضية بالقول إن داعش في النهاية هي منظمة إرهابية، والشعب أقوى منها. وفيما يتعلق بالغارات التي بدأت روسيا تشنها في سوريا، الأربعاء الماضي، قائلة إنها تستهدف مواقع داعش، قال أردوغان، إن روسيا تبرر موقفها بالقول إنها أرسلت طائراتها لسوريا تلبية لدعوة السلطات السورية، إلا أن تلك الطائرات كانت موجودة بالفعل في سوريا. وأفاد أردوغان إن الغارات الروسية على سوريا، تسببت حتى يوم الخميس ، في مقتل 65 شخصًا، في حماة، وحمص، وحلب، قائلًا، إن تلك الغارات لم تكن ضد داعش، وإنما ضد المعارضة المعتدلة، التي تحارب النظام السوري، وتسببت تلك الغارات في مقتل مدنيين. وأضاف أردوغان، أنه سيتحدث مع بوتين بخصوص الغارات، قائلًا، "طالما نحن دولتان صديقتان، سأطلب منهم مراجعة الخطوات التي اتخذوها بهذا الخصوص، لأننا نحن من نعاني في المنطقة، روسيا ليست لديها حدودًا مع سوريا، بينما نحن لدينا معها حدودًا بطول 911 كيلو مترًا، أريد أن أفهم لماذا تولي روسياسوريا كل هذا الاهتمام؟". وردًا على سؤال حول ما نشرته جريدة التايمز، من أن تركيا ستحصل لمواطنيها على حق التنقل بحرية دون الحاجة إلى تأشيرة في دول الاتحاد الأوروبي، مقابل استضافتها للاجئين على أراضيها، قال أردوغان، "تلك إشاعات عارية عن الصحة"، مؤكدًا أن أبواب بلاده مفتوحة أمام اللاجئين بغض النظر عن دينهم، أو لغتهم، أو عرقهم. وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية التركية ضد منظمة "بي كا كا" الإرهابية شمال العراق، قال أردوغان، "في حال كانت دولة ما تؤوي في أراضيها إرهابيين يمثلون تهديدًا لدولة مجاورة، فإنها يمكن أن تجد نفسها في أي لحظة في مواجهة مثل تلك العمليات". واستدرك أردوغان، أن حكومة إقليم شمال العراق لا تشعر كثيرًا بالاستياء من العمليات التركية، لأن الإرهابيين يمثلون مشكلة للإقليم أيضًا، مضيفًا أن تركيا تقوم بعمل جيد للعراق، حيث تعمل على تخليصها من الإرهاب. وحول القضية الفلسطينية وما يحصل في القدس من اقتحامات للمسجد الأقصى، قال أردوغان إن على "إسرائيل إدراك أن ما تقوم به فى الأقصى هو جريمة تضاف إلى جرائمها السابقة، وهي تلعب بالنار، وستدفع ثمن ما تقوم به، والمسجد الأقصى لا يخص الفلسطينيين وحدهم، بل هو قضية كل المسلمين". وتابع قوله "للأسف موقف الجامعة العربية من غزة يتبنى موقف النظام المصري، وهو ليس عادلا، فالنظام المصري ترك أهل غزة وحال سبيلهم".