أكد مايكل مان، المتحدث الرسمى باسم كاترين آشتون الممثل الأعلى للشئون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى، أنه لا أحد يتحدث الآن عن التدخل العسكرى على الإطلاق فى التعامل مع الوضع فى سوريا. وقال مان خلال الحوار الذى أجراه اليوم فى بروكسل مع عدد من الصحفيين المصريين والتونسيين المشاركين فى ندوة عن العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبى - إنه لم يسمع عن ذلك الأمر.. وإنه إذا كان هذا الموضوع (التدخل العسكرى) يثار فإنه لا يبدو له من موقع منصبه أن الاتحاد الأوروبى طرف فى ذلك على الإطلاق.
وردا على سؤال حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبى يطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحى، قال مايكل مان إن الاتحاد اتخذ إجراءات تصعيدية وعقوبات ضد النظام السوري سواء فيما يتعلق بحظر سفر بعض أفراد النظام أو تجميد أرصدة مالية.
وتابع "نحن نعتقد أن الوضع خطير للغاية فى سوريا وليس مقبولا أن تستخدم الأنظمة القوة ضد مواطنيها".. واستطرد قائلا "ولكن لا يمكن مقارنة الوضع فى سوريا بالوضع فى ليبيا.. وبالنسبة لليبيا فإن الجميع يطالبون القذافى بالتنحى ولكنى لا اعتقد اننا وصلنا إلى هذه النقطة مع سوريا ونأمل ان يتمكن السوريون من تحقيق الاصلاح".
وأشار الى أن الاتحاد الأوروبى يقدم 140 مليون يورو للاغراض الانسانية لليبيين سواء الموجودين منهم على أرض ليبيا او الموجودين بأماكن أخرى بما فى ذلك اللاجئون بالدول المجاورة ومنها مصر وتونس.
مشهد حماة يعيد مذبحة 1982 إلى ذلك، اعتبرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم الاثنين، مشهد الدبابات وقوات الجيش السورى المحتشدة على اطراف مدينة حماة امس واستعدادات المواطنين السوريين العزل من اهالى المدينة لهجوم مرتقب للجيش على المدينة السورية العريقة بأنه مشهد يعيد إلى الاذهان مذبحة حماة الشهيرة فى عام 1982.
وذكرت الصحيفة ان حماة فى 1982 كانت مسرحا لما وصفته الصحيفة ب "عملية وحشية" قامت بها الحكومة انذاك ضد جماعة الإخوان المسلمين، حيث قامت الحكومة - فى سبيل قمع ما رأته تمردا مسلحا تقوده الجماعة داخل سوريا - بشن هجوم أودى بحياة ما بين 15 الى 30 الف مدنى .
واشارت إلى ان ما حدث فى حماة 1982 قد ألقى بظلاله على المشهد السياسى فى سوريا منذ ذلك الحين واستخدم كتحذير ضد اي محاولات تحريض سياسى.
ونقلت الصحيفة عن احد الصحفيين السوريين المقيم بالمملكة المتحدة و يدعى حسام محمد قوله "إن مدينة حماة تحمل فى ذاكرتها آرثا مروعا يطارد اذهان السوريين حتى وقتنا هذا"، مضيفا انه تم استخدامها كدرس يستفاد منه فى قمع الشعب السورى.
وقالت "الاندبندنت" إن اعداد القتلى من المدنيين بعد مضى يوم من انطلاق التظاهرات ضد نظام بشار الاسد فى مدينة حماة الشهر الماضى قد وصل الى 60 قتيلا وتعد هذه واحدة من الاحداث الاكثر دموية فى الانتفاضة السورية التى مر عليها 14 اسبوعا .
وتابعت ان عمليات انتشار الجيش امس اثارت المخاوف إزاء ما يعتزم النظام السورى الحالى تكراره لنفس "التكتيكات العنيدة" سعيا لجعل المدينة عبرة لسائر المدن السورية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالاشارة إلى ما جاء على لسان جماعات حقوق الانسان فى سوريا عن مقتل ما يقرب من 1400 الف مدنى منذ اندلاع التظاهرات المنددة بنظام الاسد منتصف شهر مارس الماضى.