ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن الرئيس السابق حسني مبارك لن يتم حبسه بأحد السجون التابعة لوزارة الداخلية نظراً لحاته الصحية المتدهورة. ونقلت (بي بي سي) عن مصدر عسكري قوله إن حالة مبارك الصحية الحرجة تمنع ترحيله إلى اسجن لقضاء فترة حبسه 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات.
ويرقد الرئيس السابق في مستشفى شرم الشيخ تحت حراسة أمنية مشددة، بعد إصابته بأزمة قلبية أثناء إجراء التحقيق معه في اتهامات تتعلق بالتحريض على قتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام حكمه.
وأصدر النائب العام بياناً اوضح فيه ان مبارك سيقضي فترة حبسه الاحتياطي بالمستشفى نظراً لحالته الصحية الحرجة، مؤكداً أن مبارك سيتم نقله لأحد سجون الداخلية حال تحسن حالته.
ونقلت (بي بي سي) أيضاً عن مصادر في مستشفى شرم الشيخ، حيث يرقد مبارك، قولها إن الرئيس السابق دخل المستشفى سائراً على قدميه.
وكان النائب العام قد أمر بحبس الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال 15 يوماً على ذمة التحقيقات الني تجرى معهم في اتهامات متعلقة بقتل المتظاهرين خلال أحداث الثورة.
ووصل نجلا الرئيس السابق إلى سجن مزرعة طرة في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، قادمين من شرم الشيخ حيث أجريت التحقيقات معهما.
صدمة نفسية.. وامتناع عن الطعام وكشفت مصادر طبية عن تدهور الحالة النفسية والصحية للرئيس السابق حسنى مبارك، عقب صدور قرار بحبسه، مساء الثلاثاء، وأن زوجته طلبت عدم إبلاغه بقرار حبس نجليه علاء وجمال حتى لا تسوء حالته أكثر، ولكنه عرف بالخبر بعد ذلك.
وقال أحد الأطباء المشرفين على علاج مبارك إن التشخيص الطبى لحالته يتلخص فى إصابته بصدمة نفسية حادة عقب استدعائه للتحقيق، وامتنع عن تناول الطعام، لكن التقارير الطبية أكدت أن كفاءة قلبه جيدة، بنسبة 73٪، وهى كفاءة قلب شاب فى الثلاثينيات، وأنه ليس مصاباً بالسرطان ولا يتلقى علاجاً كيماوياً.
وكشفت مصادر مقربة من عائلة الرئيس السابق عن أن حالته النفسية ساءت بعد علمه بقرار حبس زكريا عزمى، رئيس الديوان الرئاسى السابق، ونفت هبوط أى مروحيات تابعة للقوات المسلحة بالقرب من مستشفى شرم الشيخ الدولى، حيث يتواجد مبارك، استعداداً لنقله إلى القاهرة.
ونفى اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ جنوبسيناء، ما تردد عن نقل الرئيس السابق إلى مستشفى الجلاء أو القبة بالقاهرة، مؤكداً أنه لايزال موجوداً فى شرم الشيخ.
وذكرت مصادر قضائية أن قرار النائب العام بحبس مبارك 15 يوماً على ذمة التحقيقات مجرد قرار تحفظى، ويمكن تنفيذه فى غرفة داخل المستشفى، بهدف تقييد الحرية، وهو أمر يتفق مع قانون الإجراءات الجنائية.
وسألته النيابة عن المظاهرات وإطلاق الرصاص، فأكد أنه لم يصدر تعليمات لأحد بإطلاق الرصاص على أحد أو التعدى عليهم بالضرب، وأنه هو الذى طلب نزول القوات المسلحة إلى الشارع لحماية المواطنين وطمأنتهم، مؤكداً أنه تحدث مع اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، مرة واحدة، وطلب منه فيها التعامل بحذر مع المتظاهرين، وقال "إذا كان أحد من قيادات الداخلية قد زج باسمى فى التحقيقات فكلامه كذب".
وكشف عن أنه كان قد اتخذ قراراً بترك الحكم فى اليوم الرابع للمظاهرات، لكن المقربين منه أقنعوه بأن ذلك من شأنه دخول البلاد منعطفاً خطيراً، وأن المظاهرات تريد تغيير الحكومة فوافق على تغييرها.
كانت مدينة شرم الشيخ عاشت ليلة فاصلة مساء الثلاثاء، وتجمع المتظاهرون الذين هتفوا ضد النظام السابق، كما رحبت قطاعات عريضة من الجماهير فى مختلف المحافظات بحبس الرئيس السابق ونجليه، واعتبروا القرار هدية لأرواح الشهداء.
وعقب الإعلان عن القرار، تحولت البورصة للارتفاع الملحوظ، وصعد المؤشر الرئيسى بنسبة 1.9٪.
سوزان ثابت تبكى وفى سياق متصل، قال الدكتور السباعى أحمد السباعى، كبير الأطباء الشرعيين، الذى ترأس لجنة للكشف على الرئيس السابق، إنه توجه إلى مستشفى شرم الشيخ، صباح الثلاثاء، للاطمئنان على الحالة الصحية لمبارك. وأضاف أن مبارك كان غاضباً وحاد المزاج، وكان يردد "ربنا كبير.. ربنا كبير" وبجواره كانت زوجته سوزان صالح، وهى فى حالة نفسية سيئة ووجهها ممتلئ بالدموع. وأضاف السباعى إنه تقرر تكليفه واستشاريين آخرين بتوقيع الكشف الطبى على الرئيس السابق، وسافروا إلى شرم الشيخ وتوجهوا إلى محل إقامة مبارك، وكان حوله أطباؤه وزوجته وابناه علاء وجمال وكان ضغطه 80/50 والنبض 120 وكان ذلك يهدد بتوقف القلب.
وأضاف "قررت نقله إلى المستشفى ليكون تحت رعاية أفضل، وبالفعل تحسنت حالته وأصبح مستعداً للتحقيق الذى بدأ معه من 6.30 مساء وحتى 9.30 مساء، أى 3 ساعات كاملة، وكان الرئيس عصبياً وفى ضيق شديد".
وعن حالته الصحية الأربعاء، قال "توجهت إليه واكتشفت أن ضغطه ارتفع إلى 130/80، وأصبح النبض 65 وهو طبيعى، وتبين للفريق الطبى أن مبارك يعانى من ارتجاف الأوزنى فى عضلة القلب وصافحته وغادرت المستشفى وكانت به حراسة كبيرة من الأمن خارج الغرفة وعلى بابها".
ارتياح بمجلس الوزراء من ناحية أخرى، سادت حالة من الارتياح الشديد داخل أروقة مجلس الوزراء عقب قرار النائب العام بحبس الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
وأعرب العاملون بالمجلس عن ارتياحهم لصدور هذا القرار، خاصة أن آثاره قد ترجمت بصورة عملية في ميدان التحرير بعد أن غادر المتظاهرين الميدان وقاموا بحملة تنظيف وتشجير، كما ارتفع مؤشرات الأسهم في البورصة بشكل ملحوظ عقب صدور قرار الحبس.
ومن جانبه صرح مصدر مسئول بأن الرئيس السابق محمد حسني مبارك سيتم التعامل والتحقيق معه بصورة طبيعية كونه مواطن مصري عادي ولا يتمتع بمميزات، مؤكداً أن الإجراءات الأمنية المشددة التي صاحبت التحقيقات هي أمر طبيعي، بسبب المخاوف من الانتقام من مبارك.