قرر المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لشئون جهاز الكسب غير المشروع منع الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق، والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق وزوجاتهم من مغادرة البلاد. وأوضح المستشار الجوهري أن هذا القرار يأتي في ضوء ما أفادت به تحريات الأجهزة الرقابية المختلفة بشأن تضخم ثرواتهم، كما طلب المستشار الجوهري محكمة استئناف القاهرة بتحديد جلسة عاجلة لتأييد طلبه بالكشف عن سرية حسابات المسؤولين الثلاثة المذكورين هم وزوجاتهم بمختلف البنوك داخل مصر.. ويتوجه وفد من اللجنة القضائية المشكلة برئاسة المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لشؤون جهاز الكسب غير المشروع إلى إنجلترا وسويسرا وبعض دول الاتحاد الأوروبي خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك لمتابعة خطوات تنفيذ القرار الصادر من الاتحاد الأوروبي بتجميد الأموال والأرصدة المصرفية للرئيس السابق حسني مبارك و18 شخصا آخرين من كبار المسؤولين السابقين لاتهامهم بالثراء غير المشروع على حساب المال العام مستغلين في ذلك نفوذهم ومناصبهم السياسية.
من جهة اخرى واجهت جماعة "الاخوان المسلمين" تحديا جديدا لوحدتها ومصداقيتها، امس بعد تقديم احد قيادييها استقالته احتجاجا على ما قال انه "اجتماع سري تم بين اعضاء في مكتب الارشاد وعمر سليمان اثناء الثورة". وتثير الاستقالة علامات استفهام حول حقيقة علاقة الجماعة بالحكام الجدد، وامكانية حدوث انشقاق بين صفوفها مع اتساع الخلافات حول الحزب الذي تزمع تشكيله.
وقال هيثم علي العضو الاصلاحي في الجماعة في استقالته ان اعضاء من مكتب الارشاد، اعلى هيئة تنفيذية داخل الجماعة، التقوا سرا، خلال وقت ثورة 25 يناير، مع عمر سليمان نائب الرئيس السابق وتفاوضوا معه على انهاء مشاركتهم في الثورة مقابل مكاسب سياسية للجماعة.
واوضح علي، في استقالته، التي حصلت 'القدس العربي' على نصها، ان الاتفاق تضمن سماح نظام الرئيس المخلوع للجماعة، المحظور نشاطها وفقا للقانون، باقامة حزب سياسي.
وأكد هيثم ان قيادات الجماعة تفاوضوا مع الاجهزة الامنية خلال الانتخابات البرلمانية لعام 2005 على السكوت على تزوير النتائج مقابل السماح بفوز نسبة معينة من مرشحي الجماعة في بعض الدوائر الانتخابية.
وكان العشرات من شباب الجماعة وجهوا خلال الفترة الماضية انتقادات حادة لاعضاء مكتب الارشاد ومجلس الشورى بالجماعة، وعدم تفهمها لروح ثورة 25 يناير. ويطالب شباب الجماعة بمنحهم الحرية في الانتماء إلى أحزاب سياسية أخرى بخلاف حزب 'الحرية والعدالة' الذي تعتزم الجماعة تأسيسه، رغم تأكيد المرشد العام للجماعة محمد بديع رفضه انضمام اي عضو بالجماعة لاحزاب اخرى. ويدعم آراء هذه المجموعة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مجلس الإرشاد الذي تردد خلال اليومين الماضيين اعتزامه التقدم باستقالته من الجماعة، قبل أن يعود للتراجع وينفي تلك الأنباء.
وجاء في الاستقالة: (1) أستقيل لسبب هام ربما يعتبره البعض مفاجأة عظيمة لهم أو صدمة ..ولكنني أسجله وأبوح به للتاريخ فأنا أعترض على عدم اتخاذ إجراء صارم وحاسم ضد أعضاء من مكتب الإرشاد ذهبوا إلى لقاء سري على انفراد بينهم وبين اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق أيام الثورة.. وهو لقاء آخر غير اللقاء المعلن والذي حضره الكثير من القوى الوطنية هذا اللقاء الذي خصهم فيه سليمان بالتفاوض من اجل إنهاء المشاركة في الثورة مقابل حزب وجمعية ..وكنت أتمنى بدل أن يثور مجلس الشوري العام عليهم فور علمه أن يقيل مكتب الإرشاد بأكمله والذي أقسم أفراده على عدم البوح بهذه المصيبة!
(2) أستقيل لأنني لم أجد رداً أو نفياً أو تكذيباً من الخبير الدستوري كما يلقب نفسه بعدما اتهمه الدكتور فتحي سرور في الحلقة الثانية من حواره مع المصري اليوم بأنه ذهب إليه قبل أن يترشح ضده ممثلاً للإخوان والمستقلين على رئاسة المجلس ليستأذنه ويتعهد له بإعطاء صوته له ..في ضربة قاصمة للشفافية والمنافسة وأمانة تمثيل الجماهير.
(3) أستقيل لأنني تأكدت وسمعت بأذني من تفاوض قيادات الإخوان مع جهاز أمن الدولة في انتخابات 2005 على نسبة معقولة من التزوير تتيح لأفرادهم النجاح في حين يستخف نائب المرشد بعقولنا ويقول انها مفاهمات لجأوا إليها ليتيحوا مساحة أكبر للقوى السياسية بالتحرك!
(4) أستقيل اليوم لأن مكتب إرشاد الجماعة جاء بانتخابات مطعون في صحتها وطعن الدكتور الزعفراني مر عليه عام ولم ينظر فيه بمنتهى اللامبالاة وعدم الاهتمام.
(5) أستقيل اليوم لأني أمقت الكذب خصوصاً عندما يتحدثون باسم جماعة ترعى مشروعا إسلاميا ذات نهج أخلاقي ..فورقة الإطار الحاكم قد عممت على المكاتب الإدارية ورسائل التحذير من حضور مؤتمر شباب الإخوان قد أرسلت بالمئات والجماعة كانت على علم بكل تفاصيل مؤتمر الشباب والخلاف لم يكن على الوقت وإنما على حضور أشخاص بعينهم.
(6) أستقيل اليوم وأنا أرى الجماعة تنفي أفضل من فيها من قيادات تاريخية وقيادات مخلصة بعدما تم الفرز على أساس الولاء للتنظيم بل ولأفراد وليس الولاء للأمة.
(7) أستقيل اليوم منعاً من مزيد من تطاول الصبية والمراهقين على بأسلوب غاية في الانحطاط وسوء الأدب وعندما ذهبت أشتكي للقيادي الكبير بالإسكندرية صمت الجماعة على هذا الإسفاف في حق المخالفين قال لي ضاحكاً اكتب مقالاً يأخذ على أيدي هؤلاء وضع عليه أسمي لأنه ليس لي في كتابة المقالات وبعد عشرين عاماً سأخرج وأقول لهم أنك من كتبت هذا المقال!
(8) أستقيل اليوم لغياب أفضل ما كان يميز جماعة الإخوان وهو الحب والإخاء بل وتم التعامل مع المخالفين كالصابئين الذين تركوا الدين والملة.
(9) أستقيل اليوم لصدمتي الكبيرة في قيادات وقفنا معها بكل ما نملك بل ومنا من دفع ثمن ذلك.. كانت بيننا تحضر جلساتنا واجتماعاتنا وكانت أكثر منا ثورية وتبنيا للفكر والنهج الإصلاحي وعندما جلست في مكتب الإرشاد تغيرت وتنكرت وأصبحت ملكية أكثر من الملك بل وتجمل القبيح بشتى الصور.