أشارت الإذاعة الصهيونية إلى قرب نشر أول بطارية من منظومة "القبة الحديدية" للوقاية من الصواريخ في الجنوب الصهيونى خلال الأيام القليلة المقبلة وفقا لما أوردته الإذاعة في تقريرها . وتأتي تلك الخطوة بعد الجولة التي قام بها مساء أمس، الجمعة، ايهود باراك، وزير الحرب الصهيوني بين أماكن قيادة القوات المنتشرة في محيط قطاع غزة وشارك في جولته بني جانتس رئيس هيئة الأركان العامة. وقال باراك خلال الجولة التفقدية أن "منظمات الإرهاب" تكبّدت خلال الأيام العشرة الماضية ضربات مؤلمة وقتل أحد عشر من أفرادها، مضيفا أن تل أبيب لن تسمح لتلك المنظمات تشويش سير الحياة الاعتيادية كما حذرها من عاقبة التعرض "للمدن والقرى في الجنوب والعمق الإسرائيلي"، وفقا لما نقلته عنه نفس الإذاعة الصهيونية. وقالت الإذاعة أن المنظومة تعمل على منع تعرض المدن الجنوبية الصهيونية من قصف الصواريخ وقذائف، مضيفا أن نشر البطارية الأولى سيعقبه المزيد من التجارب لمعرفة مدى فعاليتها، وذلك وفقا للتعليمات الصادرة عن ايهود باراك، وزير الحرب الصهيوني، موضحة في تقريرها أن الأخير قرر تقديم موعد نشر هذه المنظومة في أعقاب الأحداث الأخيرة في الجنوب واطلاق حركة حماس للصواريخ عليه من القطاع .
وذكر التقرير الصهيوني أن تجربة البطارية ستستغرق عدة أسابيع بحيث ستنقل المنظومة بين القطاعات المختلفة في الجنوب حسب الحاجة ، مضيفا ان نشرها يأتي في الوقت الذي أطلق فيه "المخربون" الفلسطينيون من قطاع غزة قذيفتين صاروخيتين الليلة الماضية في النقب الغربي، لتنفجر إحداهما بالقرب من احد المنازل وتسقط الثانية في أرض خلاء دون وقوع إصابات أو أضرار.
وأشارت التقرير إلى أنه حتى الآن لم يتم بعد بناء غرف آمنة في منازل التجمع السكني الذي تعرض للقصف وكذلك في 5 تجمعات سكنية اخرى في هذه المنطقة رغم قرار الحكومة رصد الميزانيات اللازمة لذلك ناقلة عن مصادر بمجلس بلديه اشكول "عسقلان" الإقليمي بالجنوب الصهيونى أن الاموال لم تحول اليه حتى الان.
البحرية المصرية ثاني اكبر قوة بحرية وتحت عنوان "أقوى دولة عسكرية بالقارة الإفريقية"، أعد ماتي زوهار محلل الشئون السياسية في الإذاعة الصهيونية تقريرا عن الجيش المصري موضحا ان مصر هي اقوى دولة عسكرية في القارة الأفريقية.
وقال زوهار، في تقريره بالإذاعة، أنه وفقا لتقديرات الخبراء العسكريين فإن الجيش المصري يعتبر أقوى جيوش الدول الإفريقية من حيث حجمه وقدراته وتسليحه.
مضيفا أنه ووفقا لتقييمات مركز دراسات الامن القومي، التابع لجامعة تل ابيب، مرت القوات العسكرية المصرية خلال العقود الثلاثة الماضية بتطورات بالغة الاهمية من حيث التسلح والتحديث معتمدة في ذلك بشكل رئيسي على منظومات الاسلحة الامريكية.
ونقل المحلل الصهيوني عن الخبراء قولهم: ان مصر تحولت بفضل هذه التطورات الى اقوى دولة افريقيا وعربيا مضيفين أن المساعدات العسكرية التي تتلقاها مصر سنويا من الولاياتالمتحدة منذ 1979 تبلغ قيمتها مليارا وثلاثمائة مليون دولار،كما تتلقى مصر ما قيمته بضع مئات الملايين من الدولارات من العتاد الذي يفيض عن حاجة الجيش الامريكي كما تشتري مصر الأسلحة والعتاد العسكري أيضا من فنلندا وايطاليا وهولندا والصين وروسيا واوكرانيا وفقا للتقرير.
وأضاف زوهار، أن التقرير الأخير لمركز دراسات الامن القومي الصهيوني كشف عن وصول عدد الجنود النظاميين بالجيش المصري إلى اربعمائة وخمسين الفا وتوجد بحوزته قرابة ثلاثة الاف واربعمائة دبابة في الخدمة الفعلية مضيفا أن سلاح المدرعات المصري استوعب خلال الأعوام الأخيرة حوالي تسعمائة دبابة متقدمة امريكية الصنع من طراز (ابرامس- Abrams) تم تجميعها في مصر.
وقال المحلل الصهيوني أنه خلال الوقت الراهن تقوم الصناعات العسكرية المصرية بعملية تجميع مائة وخمس وعشرين دبابة اخرى من هذا الطراز مضيفا أن الجيش المصري يمتلك حوالي اربعة الاف مدفع بما فيها 200 مدفع متقدم ذاتي الحركة وفيما يتعلق بسلاح الجو قال زوهار أنه يضم حوالي 505 طائرات مقاتلة كما أن بعض الطائرات المصرية تحمل منظومات أسلحة جو- ارض دقيقة التوجيه.
واختتم زوهار تقريره بالحديث عن سلاح البحرية موضحا أنه ثاني اكبر قوة بحرية في منطقة الشرق الأوسط بعد تركيا وهو يشمل حوالي سبعين قطعة بحرية مقاتلة معظمها أمريكية الصنع بما فيها عشر فرقاطات صاروخية متقدمة, وعشرون زورقا سريعا حاملا للصواريخ اضافة الى 103 زوارق دورية وأربع غواصات قديمة صينية الصنع لافتا إلى أن عدد المنصات التي تمتلكها القوات المصرية لاطلاق صواريخ ارض ارض تقدر بأربع وعشرين منصة.
التصعيد الصهيوني وعملية "السلام" من ناحية أخرى، كشفت وسائل الإعلام الصهيونية والفلسطينية تفاصيل اللقاء الذي جرى بين نبيل العربي ورافي باراك، مدير عام الخارجية الصهيونية، والذي بدأ زيارته للقاهرة مساء الأربعاء الماضى، موضحة ان اللقاء تضمن تأكيد العربي تعهد مصر باتفاقية (كامب دافيد) للسلام مع تل أبيب وتحذيراته في الوقت نفسه للأخيرة من اي عمل عسكري ضد قطاع غزة.
ونقل موقع المركز الفلسطيني للإعلام، التابع لحركة حماس، عن مصادر دبلوماسية بالخارجية المصرية، أن الدكتور نبيل العربي وجه رسالة شديدة اللهجة لرافي باراك مفادها التحذير من عاقبة محاولات التصعيد أو القيام بعمل عسكري تجاه الفلسطينين في قطاع غزة.
وقالت المصادر الدبلوماسية للمركز الفلسطيني أن العربي: طالب باراك بضرورة الالتزام بالتهدئة مع الفلسطينيين، "لأن أي عمل عسكري ضد غزة سيكون له عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها" مضيفة ان وزير الخارجية المصري انتقد سياسة الكيان الإسرائيلي خاصة العسكريين الذين يلوحون بالعدوان على غزة وإشعال الحرب مرة أخرى ضمن عملية "الرصاص المصبوب 2".
كما انتقد العربي، وفق المصادر الدبلوماسية، تحذيرات عاموس جلعاد رئيس القطاع السياسي والأمني بوزارة الحرب الصهيونية من عدم استمرار السلام بين القاهرة، وأن السلام مع مصر "لن يدوم"، مشيرًا إلى أن "سياسه "إسرائيل" تجاه الفلسطينيين واستمرار عمليات التصعيد هي التي قد تنسف عملية السلام برمتها"، مؤكدًا أن سياسة مصر الثابتة هى رفض وإدانة استهداف المدنيين.
بدوره قال موقع "نيوز وان " الإخباري الصهيوني أن زيارة رافي باراك مدير عام الخارجية للقاهرة تستمر ليومين وتعد الزيارة الرسمية الأولى لعنصر دبلوماسي صهيونى للعاصمة المصرية منذ اندلاع الثورة الشعبية واسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، لافتا في تقريره ان باراك يلتقي خلال الزيارة بعدد من القيادات المصري في المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم الفعلي للبلاد ، مضيفا أنه من بين الشخصيات التي التقي بها باراك المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري.
ونقل "نيوز وان" عن وزير الخارجية المصري قوله للمسئول الدبلوماسي الصهيوني أن مصر تحترم التزاماتها واتفاقياتها التي وقعت عليها في الماضي.
بدورها قالت إذاعة الجيش الصهيوني أن العربي أكد لباراك حرص مصر والتزامها باتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب خلال لقاءه بمدير عام الخارجية الصهيونية في القاهرة مضيفا في تقريرها أن ذلك هو اللقاء العلني الأول بين شخصيات صهيونية رسمية وعنصر مصري بارز منذ الثورة الشعبية ، ونقلت الإذاعة العسكرية عن العربي قوله لباراك أنه بالرغم من التغييرات التي حلت في النخبة المصرية الحاكمة الا ان الحكومة الجديدة ملزمة بالاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها.