اندلعت الأربعاء اشتباكات عنيفة بين معارضين للحكومة اليمنية وموالين لها في حضرموت جنوب شرقي اليمن، أدت إلى مقتل أحد أنصار الرئيس علي عبد الله صالح وإصابة آخر بجروح فجر الأربعاء. وأعلن مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية أن "الاشتباكات وقعت بين أشخاص مؤيدين ومعارضين للرئيس من قبيلة واحدة" في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت.
وأوضح مصدر محلي أن العشرات من أبناء قبيلة نهد نصبوا عددا من الخيام للاعتصام تأييدا للرئيس اليمني في بلدة حورة غرب سيئون غير أن معارضين من القبيلة نفسها أطلقوا النار على المخيم ما أدى إلى مقتل ربيع النهدي وإصابة آخر.
وفي مدينة سيئون أيضًا، أصيب متظاهران بجروح خلال تفريق عناصر النجدة والأمن المركزي تظاهرة سلمية شارك فيها الآلاف للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس على عبد الله صالح، وفقًا لشهود عيان ومصدر طبي.
واكد الشهود أن عناصر الأمن صدوا التظاهرة في الشارع العام وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء والغاز المسيل للدموع. كما استخدموا الهراوات لقمع المتظاهرين.
وقال مصدر طبي في مستشفى سيئون إن المستشفى استقبل جريحين اثنين الأول يعاني كسرًا في اليد نتيجة الضرب والثاني ضربه بالرأس.
وفي مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، خرج الآلاف من الطلاب في مسيرة احتجاجية جابت شوارع المدينة تدعو لإطلاق سراح زملائهم المعتقلين وإسقاط النظام، بحسب شهود عيان.
يأتي ذلك بعد أن قتل متظاهر وأصيب ما لا يقل عن ثمانين شخصا الثلاثاء بعد أن فتحت الشرطة اليمنية النار عليهم مستخدمة الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع في مسعى لتفرقة المحتجين الذين احتشدوا أمام جامعة صنعاء.
وذكرت صحيفة "يمن بوست"الإلكترونية الناطقة بالإنجليزية أن ما لا يقل عن ثمانية عشر مصابا في حالة خطيرة بعد الهجوم الذي وقع في وقت متأخر ليل الثلاثاء.
وأدان محمد قحطان، المتحدث باسم ائتلاف أحزاب "اللقاء المشترك" الهجمات وحمل صالح المسئولية.
في الوقت الذي انتقدت فيه منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المعنية بحقوق الإنسان، المسئولين في اليمن للسماح باستخدام النيران الحية ضد المتظاهرين.
وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة، إن "إطلاق النار على الجموع ليس طريقة للرد على الاحتجاجات السلمية"، وأضاف "حكومات المنطقة وما وراءها يجب أن توضح لليمن أن المساعدة الدولية تأتي بشرط احترام حقوق الإنسان".
وقالت المنظمة إن قوات الأمن أطلقت نيران أسلحتها الشهر الماضي في مدينة عدن جنوبي اليمن على المتظاهرين مستخدمة البنادق الهجومية والرشاشات لتقتل تسعة على الأقل وربما ضعف هذا العدد وجرح أكثر من 150 بعضهم أطفال.
وتزامن ذلك مع إصدار الحكومة أوامر للجيش بالانتشار في الشوارع للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة الشهر الماضي. وتمركزت القوات حول جامعة صنعاء والقصر الرئاسي حيث يعتصم المحتجون.
وألقت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" باللائمة في عمليات إطلاق النار على مسلحين لهم صلة بقائد قبلي هو المحرض وراء أعمال العنف، وقالت إن المسلحين حاولوا دخول الحرم الجامعي بأسلحتهم.
وكان مئات القبليين في مدينة خولان قرب العاصمة نظموا موكبا ضم أكثر من مائتي سيارة في وقت سابق أمس الأول الثلاثاء للانضمام المتظاهرين المناهضين للحكومة خارج جامعة صنعاء.
ويشهد اليمن احتجاجات متزايدة منذ شهر في أنحاء البلاد تطالب بإسقاط نظامه وأدت إلى مقتل نحو 30 متظاهرا وجرح العشرات. ويواصل عشرات الآلاف في العاصمة صنعاء وعدة مدن أخرى اعتصاماتهم للمطالبة بإسقاط النظام.