طالب رئيس الكنيسة المصرية البابا شنودة الثالث الدولة المصرية بتلبية مطالب المسيحيين خصوصا بناء الكنائس، في وقت شددت فيه السلطات الإجراءات الأمنية حول الكنائس مع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد المسيحي، بعد الاعتداء الذي استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية، ورجحت مصادر أمنية أن يكون من تدبير تنظيم القاعدة. وفي مقابلة مع التلفزيزن المصري الحكومي الليلة الماضية دعا البابا شنودة الحكومة إلى أن تأخذ في الاعتبار مطالب المسيحيين الذين زعم إنهم "يتعرضون إلى العنف ويعانون التمييز ولا سيما بالنسبة لبناء الكنائس".
وقال شنودة (87 عاما) "إذا رأت الدولة أن القانون لا ينصف البعض فإن عليها تغييره أو سن قانون آخر". ودعا الأقباط إلى الهدوء وقال "ليس معنى أننا نحزن على أولادنا الذين استشهدوا ألا نتصرف بحكمة".
وأعرب شنودة عن أسفه لبعض المظاهر التي واكبت مظاهرات الاحتجاج إثر اعتداء الإسكندرية، وقال إن الشعارات التي استخدمها البعض انتهكت كافة القيم، "وحاول البعض استخدام العنف الذي هو ليس من أساليبنا بتاتا".
واتهم بعض الأشخاص الذين قال إنهم لا ينتمون إلى الطائفة المسيحية بالضلوع في هذه السلوكيات، دون أن يحددهم!.
شنودة رجل المواقف الصعبة! من جانبه، احتفى موقع الحزب "الوطني" بتصريحات البابا شنودة، وقال موقع الحزب "الوطني" أنه لمرة جديدة يثبت قداسة البابا شنودة أنه رجل المواقف الصعبة، وأنه دائما يتحلى بأنبل صفات الحكمة والوطنية المصرية، وذلك من أحاديثه وتصريحاته المستمرة التي تؤكد على عمق معاني الوحدة الوطنية والروابط المشتركة التي تجمع بين مسلمي مصر ومسيحيها.
ولفت الموقع إلى أن أهم ماجاء في حديث البابا هو "تشديده على أهمية تحلي الشباب بالعقل وعدم الانجرار وراء هتافات وأحاديث القلة المندسة التي ركبت الموجة" وتكلمت باسم المسيحيين وهم بعيدون عنهم تماماً، على حد ما جاء في الموقع.
صدامات وأدت صدامات بين متظاهرين مسيحيين ورجال الشرطة الأحد إلى إصابة 45 من أفراد الأمن كما أعلنت الشرطة أمس الاثنين. كما ذكر مسئول في وزارة الصحة أن 27 شخصا آخر أصيبوا في هذه المواجهات.
وجرت الاشتباكات خلال تجمع ضم مئات الأشخاص داخل كاتدرائية القديس مرقس بالعباسية مقر البابا شنودة.
وفي وقت سابق هاجم المتظاهرون المسئولين الذين جاؤوا لتقديم التعازي في ضحايا الاعتداء على كنيسة القديسين.
ومساء أمس رشق متظاهرون بالحجارة رجال شرطة كانوا يحاولون وقف مسيرة ضمت آلاف الأقباط في حي شمال القاهرة. وردت الشرطة برشقهم بالحجارة أيضا.
وفي الإسكندرية بدا الوضع هادئا الاثنين، إلا أن مجموعة من نحو 30 شخصا منعت عمال الصيانة من مباشرة العمل في إصلاح الكنيسة مطالبين ببقاء دماء الضحايا على جدرانها كشاهد على المذبحة.
وفي القاهرة، تظاهر نحوا 200 مثقف وفنان مصري مساء أمس في وسط المدينة تنديدا بالاعتداء، ورفعوا لافتات رسم عليها الصليب والهلال وكتابة "مصر شعب واحد".
استنفار وتم تشديد الإجراءات الأمنية ونشر أعداد كبيرة من قوات الأمن حول الكنائس في مصر مع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد المسيحي يومي الخميس والجمعة المقبلين.
وتم تعزيز انتشار قوى الأمن في مراكز المراقبة أمام المباني الدينية وإلغاء إجازات العديد من رجال الشرطة، كما أعلنت مصادر في قوى الأمن.
كما تم تشديد إجراءات المراقبة في الموانئ والمطارات لمنع أي شخص قد يكون متورطا من الفرار خارج البلاد أثناء سير التحقيق.
وقال مصدر أمني إن الأمن يقوم بإعداد قائمة بأولئك الذين وصلوا إلى مصر في الآونة الأخيرة من دول يعرف أن القاعدة تجند عملاء فيها.
وقال مسئولون مصريون إن ثمة مؤشرات على أن عناصر أجنبية تقف وراء الانفجار، وأضافوا أن الهجوم نفذه "انتحاري فيما يبدو".
وبينما لم تعلن أي جهة مسئوليتها عن المجزرة التي راح ضحيتها 21 قتيلا وعشرات الجرحى، رجحت مصادر أمنية أن يكون من تدبير تنظيم القاعدة.
امتداد وفي فرنسا حيث يقدر عدد الأقباط هناك ب45 ألفا، أعلنت الشرطة أنها "ستعزز" إجراءاتها الأمنية في محيط الكنائس القبطية بعدما قدم قس شكوى إثر تبلغه بتهديدات بعد يومين على الهجوم الذي استهدف كنيسة الإسكندرية في مصر ليلة رأس السنة.
وفي ألمانيا حيث يعيش نحو ستة آلاف قبطي، أكد متحدث باسم وزارة الداخلية أن رئيس الكنيسة القبطية بألمانيا الأنبا دميان أبلغ السلطات قبل هجوم الإسكندرية بوجود تهديدات لأبناء كنيسته.