هيمنت أجواء من الغضب على الكاتدرائية المرقسية، جراء ما اعتبرته الكنيسة "تهميشًا" للمسيحيينفي ترشيحهم على قوائم الحزب "الوطني" على الرغم من ترشيح عشرة مرشحين مسيحيين، وهي نسبة أكبر من الانتخابات الماضية، وتفوق أعداد النواب المنتخبين والمعيين من المسيحيين بالبرلمان الحالي، في الوقت الذي تلقى فيه البابا شنودة بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية وعودًا بزيادة عدد المسيحيين الذين سيتم تعيينهم ضمن الأعضاء المعينيين ببقرار جمهوري. وكشف أسقف مقرب من البابا شنودة، أن الأخير يدرس بجدية إعطاء تعليمات للمسيحيين بعدم التصويت لمرشحي الحزب "الوطني" خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، احتجاجًا على ضعف تمثيل الأقباط على قوائم الحزب، حيث كان يتطلع لترشيح مسيحيين يتراوج عددهم ما بين 20 إلى 30 مرشحًا على الأقل، وجاء ترشيح هذا العدد من المسيحيين ليصيبه بحالة من "الغضب الشديد"!.
كما أن إعادة ترشيح النائب المخضرم عبد الرحيم الغول عن دائرة نجع حمادي بمحافظة قنا، قد أثار حالة من الاستياء داخل الكنيسة والبابا شنودة نفسه، مع تحميله إياه مسئولية الهجوم الذي شنه مسلحون على المسيحيين أثناء خروجهم من مطرانية نجع حمادي ليلة عيد الميلاد في يناير الماضي، حيث تقول الكنيسة إن النائب كان على صلة بالمتهم الرئيس في القضية الشهير ب "حمام الكموني".
وقال الأسقف، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن النائب عمر هريدى كان قد منح وعودًا لمسيحيى المهجر بزيادة تمثيل المسيحيين المرشحين على قوائم الحزب "الوطني" عندما التقاهم خلال شهر أغسطس الماضي، بشريطة عدم مساندة الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل آنذاك للرئاسة، لكن مع إعلان الأخير عدم رغبته في خوضه الانتخابات الرئاسية نقض الحزب وعده مع الكنيسة، بشأن زيادة تمثيل المسيحيين بالبرلمان.
وكشف الأسقف عن هناك اتصالات مكثفة يجريها الحزب "الوطني" مع البابا شنودة، لتهدئته وكان آخرها زيارة للنائب خالد الأسيوطي، الذي أكد له أن اختيارات الحزب كانت بحسب الكفاءة فقط ولا علاقة لها بالدين.
ولاقت دعوة البابا بعدم التصويت لمرشحي الحزب الحاكم قبولاً شديدًا بين قيادات مسيحيى المهجر وعلى رأسهم مايكل منير الذي طالب بكوتة للأقباط أسوة بالمرأة، التي سيتم تخصيص 64 مقعدًا لها بدءًا من الانتخابات المقبلة، ولمدة فصلين تشريعيين.
وفي الإسكندرية، أطلق عدد من شباب المسيحيين حملة عن طريق الرسائل قصيرة لأصدقائهم المسيحيين بالإسكندرية لمطالبتهم بمقاطعة الانتخابات البرلمانية، جاء فيها "قاطعوا الانتخابات.. كفانا ظلما"، بسبب استبعاد نادر مرقص رئيس العلاقات العامة بكاتدرائية الإسكندرية، ورئيس لجنة السياحة فى المجلس المحلي بالإسكندرية من الترشيح للانتخابات عن دارة كرموز، واختيار شريف فخري بقطر وهو يتبع الكنيسة الإنجيلية.
وكان مرقص قد حصل على وعد من الحزب "الوطني" بأنه سيكون مرشحه عن دائرة كرموز إلا أنه تفاجئ باستبعاده واختيار المرشح الإنجيلي بدلا منه، ما أثار موجة اعتراضات بين المسيحيين الأرثوذكس في دائرة كرموز.
وتضم قائمة المسيحيين المرشحين على قوائم الحزب "الوطني"، كلاً من الدكتور يوسف بطرس غالي النائب الحالي في دائرة المعهد الفني بشبرا (القاهرة)، و ألبير إسحاق مقعد الفئات بدائرة شبرا (القاهرة)، وخالد الأسيوطي بدائرة الأزبكية الظاهر (القاهرة)، وشريف بقطر، فئات، دائرة كرموز، (الإسكندرية)، اللواء صبحي سليمان، دائرة المراغة، عمال (سوهاج)، و إيهاب يوسف نسيم عن بندر ومركز بنى سويف، وجورج زكي جوارجي، فئات، بالدائرة الثامنة صدفا والغنايم (أسيوط)، وسعاد شنودة إسرائيل على مقعد الأقصر (كوتة)، وعلاء رضا رشدى دائرة أبو قرقاص (المنيا)، وعماد أديب (الفيوم).
من جانب آخر، يرفع المحامي نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان دعوى قضائية اليوم الخميس لصالح المستبعدين من قوائم الترشيح عن الحزب "الوطني" الذين حرموا من الترشح كمستقلين، لأنهم سلموا بطاقات الهوية الخاصة بهم للحزب خلال تقدمهم بأوراقهم للمجمع الانتخابي لخوض الانتخابات تحت مظلته، حيث يطالب بإتاحة الحق في مشاركتهم مستقلين.