ذكرت مصادر فلسطينية أن أطرافا عربية تبذل حاليا جهودا من أجل تنظيم قمة عربية مصغرة في القاهرة بشأن تطويق الخلافات الفلسطينية الداخلية، يشارك فيها وفد فلسطيني يضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ورئيس وزرائه اسماعيل هنية. وأشارت المصادر الى أنه لم يتم حتى الآن معرفة ردود فعل الحكومات العربية المؤثرة في الملف الفلسطيني على الاقتراح. وأعربت المصادر الفلسطينية عن خشيتها من أن تتدخل الإدارة الأميركية لإحباط هذه الجهود، مشيرة الى أن الولاياتالمتحدة معنية بأن تواصل الأطراف العربية فرض مقاطعة على الحكومة الفلسطينية بقيادة حركة حماسوأشارت المصادر الى أن هذه المخاوف تكتسب جدية مع قرب موعد الزيارة التي ستقوم بها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للمنطقة. من ناحية ثانية قالت مصادر فلسطينية أنه لم يتم تحديد موعد الزيارة التي سيقوم بها هنية الى الأردن تلبية لدعوة من نظيره الأردني معروف البخيت، التي من المقرر أن يلتقي خلالها بأبو مازن برعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وأضافت المصادر أنه لم تجر حتى الآن اتصالات بين الأردن وممثلي الحكومة الفلسطينية للاتفاق على جدول أعمال محدد للزيارة. يذكر أن جبريل الرجوب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، قال إن الأردن سيقدم لكل من عباس وأبو مازن صيغة اقتراح لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي ذات السياق قال زياد أبوعمرو، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني المستقل، وأحد المقربين من أبو مازن، إنه طرح خلال الأيام القليلة الماضية مشروعا مستقلا للخروج من الأزمة الحالية بين حركتي فتح وحماس في موضوع حكومة الوحدة.
وقال أبو عمرو للصحافيين إن اقتراحه يتضمن تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة، يتم تشكيلها وفق وثيقة الوفاق الوطني وتكون فترة عملها ستة أشهر فقط، وان يكون المجلس التشريعي الحالي شبكة أمان لهذه الحكومة. وتابع القول إن مهمة الحكومة المؤقتة تتمثل فقط في وقف الاقتتال الفلسطيني الداخلي وتهيئة الأجواء لانتخابات مبكرة إذا فشلت حماس وفتح في تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على فك الحصار الدولي. وأضاف أن الحكومة المؤقتة لن تكون مخولة إجراء أي مفاوضات مع اسرائيل بشأن مفاوضات الحل النهائي. وأوضح أنه يقترح تشكيل الحكومة الجديدة من كفاءات وطنية تتميز بالكفاءة والنزاهة والشفافية. واتهم أبو عمرو حركة حماس بالمسؤولية عن افشال تشكيل حكومة وحدة وطنية عندما رفضت المحددات الثمانية التي اتفق عليها مع أبو مازن كأساس لتشكيل هذه الحكومة من ضمنها الموافقة على المبادرة العربية للسلام. يذكر أن أبو عمرو تم انتخابه كمستقل في الانتخابات الأخيرة بفضل الدعم الذي لقيه من قبل حماس.