قالت مصادر مقربة، أن زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط المرتقبة إلى الولاياتالمتحدة، تأتي في إطار محاولة لإخراج المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة من نفق الانهيار، وإيجاد صيغة تجمد بها تل أبيب جزئيًا البناء الاستيطاني بالضفة الغربية والقدس الشرقية، تمهيدًا لاستئناف المفاوضات بين الطرفين. وسيكون هذا الأمر على رأس المباحثات التي سيجريها الغيط مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون، لاسيما وأن زيارة اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية لإسرائيل قبل عدة أيام شهدت مشاورات حول خطوات صهيونية ينبغي القيام بها لاستئناف مسار المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.
وسيعرض أبو الغيط على الجانب الأمريكي رؤية مصرية، لضمان عدم تعثر مسار المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة في المستقبل، في مقابل الاستماع إلى وجهة النظر الأمريكية الرامية إلى التوصل لحل وسط مع الصهاينة فيما يتعلق بتجميد بناء المستوطنات.
بدورها، ذكرت صحيفة "معاريف" الصهيونية أمس أن مصر تتجه لطرح مبادرة ستكون بديلة في حال فشلت الإدارة الأمريكية في الخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الصهيونية.
وأوضحت أن المبادرة التي يُطلق عليها (خطة الموجة الثانية)، من المتوقع أن يتم عرضها خلال لقاء يجمع مسئولين مصريين بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في واشنطن، قبل يومين من لقائها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو.
ووفق الصحيفة، فإن المبادرة المصرية تتضمن التنازل عن موضوع تجميد الاستيطان، مقابل "تنازلات" صهيونية بعيدة المدى في المجالات الأمنية، تشمل إعادة انتشار قوات صهيونية جديدة بالضفة الغربية، ومنح صلاحيات أمنية إضافية للسلطة الفلسطينية.
من جانب آخر، توقعت مصادر دبلوماسية مطلعة أن يبحث أبو الغيط خلال الزيارة مقترح الكونفدرالية الذي طرحته مصر بخصوص تحديد مستقبل العلاقة بين شمال وجنوب السودان في حال تصويت الجنوبيين لصالح الانفصال خلال الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل.
وأكدت المصادر أن مصر تدعم هذا المقترح وسبق وأن طرحته لتجنب إمكانية اشتعال حرب بين شطري السودان، وأن أبو الغيط سيطلب من واشنطن دعمها للمقترح، على الرغم من أن البعض قابل المبادرة بالتشكيك في أهدافها، واعتبرها محاولة لاستغلالها في ملفات على الساحة الداخلية المصرية.
ويرى الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق أن المبادرة المصرية تأخرت كثيرا بعد أن حسم الجنوبيون أمرهم بالتصويت للانفصال.
ويقول إن المبادرة المصرية حول الكونفدرالية تستهدف محاولة إرضاء الرأي العام الداخلي، لاسيما مع الاقتراب من موعد انتخابات مجلس الشعب المقررة في أواخر نوفمبر الجاري، حيث يسعى النظام لتبرئة ساحته من انفصال جنوب السودان.