تواصل شركة المياه الصهيونية (مكوروت) سرقة مياه بركة الرام في الجولان السوري المحتل الواقعة بين مجدل شمس ومسعدة وضخها الى المستوطنات الصهيونية، ما ادى الى نفوق الاف الاسماك بسبب انخفاض مستوى الماء بشكل كبير جدا في البركة. وفي هذا السياق، قدم النائب د.جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي البرلمانية، استجوابا لوزير البنى التحتيّة عوزي لنداو حول الكارثة التي حلّت بالبركة. هذا وتقوم المؤسسة الاسرائيلية بتوزيع مياه الجولان ومن ضمنها (بركة الرام) على ثلاث وثلاثين مستوطنة في الجولان السوري المحتل مما يؤدي الى كوارث بيئية، كما حصل في (الرام) ونفوق الاف الاسماك وانبعاث روائح كريهة في المنطقة.
والضرر التي خلفته هذه المجزرة البيئية لم يطل الاسماك فقط بل اهل الجولان ايضا بسبب ضخ المياه من قبل لشركة مكوروت غير العادل بين المزارعين العرب في الجولان والمزارعين في المستوطنات، وادى الى اضرار جسيمة في المنتجات الزراعية للمزارعين العرب بسبب النقص في مياه الري، كما تساقطت كميات كبيرة من التفاح والمنتجات الاخرى، بما يقدّر بتلف حوالى 50 بالمئة من المنتج والذي ما يقارب 10 ملايين دولار لهذه السنة، واخرى 10 ملايين دولار (اي 20 مليون دولار بالمجمل) في السنة القادمة، بالاضافة الى الخسائر المتراكمة من سنوات سابقة.
هذا وتتسع (بركة الرام) لنحو 7 ملايين متر مكعّب من المياه، والتي يباع للمزارعين العرب اقل من نصف الكمية وبأسعار اعلى من المستوطنين، والباقي يذهب لاستخدام المستوطنات في الجولان، اذ يحصل في السنة المزارعون العرب على 3.5 مليون لتر مكعّب فقط بسعر يصل الى 3 ملايين دولار، بينما تبلغ حصة المستوطنات 34 مليون لتر مكعب بسعر لا يتعدى ال 7.5 مليون دولار.
وجاء في الاستجواب الذي قدّمه د. زحالقة، ان شركة (مكورورت)، وعلى مدار اعوام، قامت بضخ المياه منها كل سنة بكمية اكبر من السنة السابقة، وقامت بتوزيعها بأسعار مخفضة على المستوطنات المقامة على اراضي الجولان المحتل.
واشار الاستجواب الى ان عملية الضخ المتواصلة والمتزايدة للمياه ادت الى تدني مستوى المياه في البركة ونفوق الاف الاسماك. واشار النائب د.زحالقة في الاستجواب الى ان الجريمة لم تتوقف عند هذا الحد، بل ان (مكوروت) والهيئات ذات الصلة لم تهتم بتنظيف البركة من الاسماك النافقة، الامر الذي ادى الى اضرار بيئية خطيرة، علاوة على انبعاث الروائح الكريهة من المكان.
وطلب النائب زحالقة في استجوابه من وزير البنية التحتية الكشف عن الجهة التي تتحمل مسؤولية ما حصل، وعن كيفية محاسبة المسؤولين عن ذلك. كما استجوب عن الخطوات التي ستتخذها الوزارة لوضع حد لمثل هذه الجرائم حاليا ومستقبلا. واكد زحالقة ان الجولان منطقة محتلة والعبث بخيراته الطبيعية، على حساب سكانه واهله، هو خرق فاضح للقانون الدولي، فالمسألة ليست بيئية فحسب، بل هي بالاساس مسألة سياسية ولا يحق لتل أبيب ان تتصرف وكأن الجولان ملك لها وليس ارضا احتلتها. واضاف زحالقة بان الحق في المياه هو لاهل الجولان السوريين، وليس للمستوطنين والمحتلين الذين يسرقون المياه في وضح النهار.
وقد قام اهالي الجولان بمسيرتين حاشدتين شارك بهما المئات تحت عنوان (سقيني من القنينة). انطلقت مسيرة من قرية مسعدة والاخرى من عين القصب في مجدل شمس، حيث حمل كل مشارك قنينة ماء تمّ تعبئتها من العين بهدف سكب هذه المياه في البركة تعبيرا عن غضبهم من عمليات تفريغ المياه من قبل شركة (مكوروت) من البركة وعن عدم تنازلهم عن البركة التي هي من معالم الطبيعة في الجولان المحتل.