أثارت الكلمة التي ألقاها حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، بمناسبة "يوم القدس" السبت الماضى، موجة من ردود الفعل الصهيونية خاصة بعد انتقادها انطلاق المفاوضات المباشرة بين تل أبيب ورام الله في واشنطن مؤخرًا واتهامات نصر الله للمشاركين في تلك المفاوضات بالتنازل عن فلسطين. وكان نصر الله قد قال، في خطاب تليفزيوني، إن مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والصهاينة "وُلدت ميتة ولا أي قيمة لها"، موضحًا أن "أغلبية الشعب الفلسطيني أعلنت معارضتها ورفضها لهذه المفاوضات"، موضحا بقوله "للأسف الشديد المفاوضات مع العدو الإسرائيلي ليست لها نتيجة سوي إعطاء المزيد من الحياة والعمر والشرعية، التي ليست شرعية لهذا الكيان وهذا الاحتلال".
من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، في تقرير لها، إنه بعد معانقة القادة بعضهم البعض في واشنطن وبعد عودتهم إلي أرض الواقع في منطقة الشرق الأوسط قام حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بمهاجمتهم وانتقاد قرار السلطة الفلسطينية بافتتاح المباحثات المباشرة مع تل أبيب واصفًا إياها بأنها "وُلدت ميتة" مضيفة أن نصر الله قال كلمته تلك لينقلها التليفزيون اللبناني خلال أحد أكبر الاحتفالات الشيعية بأنحاء العالم الإسلامي وهو احتفال يوم القدس.
وذكرت "يديعوت" في تقريرها أن نصر الله قام بتوجيه انتقادات غير مباشرة وضمنية للقادة العرب المشاركين في المفاوضات المباشرة وهم الرئيس المصري حسني مبارك ومحمود عباس والملك عبدالله عاهل الأردن حينما قال إن سعي "بعض العرب" وراء المفاوضات مع تل أبيب واضح ومفهوم كما أن سعي أوباما وراء تلك المباحثات هدفه النجاح في انتخابات الكونجرس المقبلة مشيرًا إلي أن "غالبية الشعب الفلسطيني تعارض تلك المفاوضات وهناك أشخاص يعارضون مبدأ التفاوض مع إسرائيل ونحن معهم ".
في السياق نفسه، حذر مايكل أورين، السفير الصهيوني بواشنطن، من قيام حزب الله بتسليح نفسه منذ حرب لبنان الثانية عام 2006 موضحًا أن المنظمة اللبنانية قامت بامتلاك 15.000 صاروخ ووضعتها علي الحدود الصهيونية محذرة من قدرة تلك الصواريخ علي الوصول إلي مدينة إيلات الصهيونية الحدودية مع مصر واصفًا حزب الله بأنه حزب مدعوم من إيران وسوريا ويشكل خطرًا شديدًا علي أمن الدولة الصهيونية .
وأضاف أورين أن حزب الله يمتلك عددا من الصواريخ يفوق أربعة أضعاف ما كان بحوزته خلال حربه مع الصهاينة "لافتًا إلي أن كل المدن الإسرائيلية تقع الآن تحت رحمة تلك الصواريخ بما فيها إيلات التي تقع في جنوب إسرائيل" موضحًا أن الصواريخ الجديدة تتميز بدقتها أكثر من التي تم إطلاقها تجاه الشمال الصهيوني خلال عدوان 2006.