قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله اليوم الجمعة إن المفاوضات المباشرة ، التي بدأت بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واشنطن برعاية الإدارة الأمريكية ، "ولدت ميتة" ، واصفا إياها بأنها "لا قيمة لها". وقال نصر الله ، في كلمة ألقاها في احتفال أقامه حزب الله بمناسبة إحياء "يوم القدس العالمي" بضاحية بيروت الجنوبية: "إن أغلبية الفصائل الفلسطينية رفضت هذه المفاوضات" ، موضحا أن "كل استطلاعات الرأي أوضحت أن أغلبية الشعب أعلن رفضه للمفاوضات ، فبالتالي لا قيمة لها". وأكد أن المفاوضات مع إسرائيل لا نتيجة لها سوى "إعطاء المزيد من الشرعية التي ليست شرعية لهذا الكيان" ، وأن "استهدافاتها واضحة والتوظيف السياسي الأمريكي والحاجة الأمريكية والإسرائيلية السياسية لها واضحة ، كما أن حاجة بعض الأنظمة العربية الرسمية لها واضحة" ، قائلا إن "آخر ما تعنيه هذه المفاوضات هي فلسطين". وفي معرض حديثه عن الانسحاب الأمريكي من العراق ، أشار نصر الله إلى أن "البعض اعتبر أن احتلال أمريكا للعراق انتهى وهذا غير صحيح " ، واصفا الانسحاب بأنه " عنوان فشل وهزيمة". وأكد أنه لم يجرؤ أحد في أمريكا على إلقاء خطاب نصر بل "إن ما تلي هو خطاب هزيمة ، وتحدث البعض عن إنجاز متواضع وهزيل". وقال إن "الأمريكيين فوجئوا بعامل المقاومة الذي بدأ باكرا" ، وهذا ما أدى إلى "فشل" الأمريكيين في العراق. وفرق نصر الله بين "عمليات المقاومة" و"العمليات الجهادية" التي تستهدف المحتل ، وتلك التي تستهدف الشعب العراقي من كل الأطياف ، واصفا الأخيرة بأنها "عمليات إجرامية وعمليات قتل منظم وجرائم حرب لا يمكن تحميل نهج المقاومة مسؤولياتها". وأشار إلى أن "حجم الخسائر الأمريكية أكبر من أن يتحملها الشعب الأمريكي ، وحجم الإنفاق لمواجهة هذه المقاومة هي أكبر من أن تتحمله الخزينة ، ولهذا كان الانسحاب الخيار الوحيد". كما لفت إلى أن "هنالك عاملا ثانيا لا يقل أهمية عن أهمية المقاومة ، وهو صمود الشعب العراقي". ووصف مناسبة يوم القدس بالمناسبة الجليلة والمقدسة ، وقال: "نحن أمام قضية يخشى من الزمان والتواطؤ والتخاذل والتخلي والتآمر الدولي والإحباط واليأس عليها" ، مضيفا أنها "قضية لا يمكن لأمتنا أن تنساها لأنها جزء من التزامنا الديني وثقافتنا وحضارتنا وماضينا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا". ودعا إلى أن تكون هذه القضية "حاضرة في وعي الأمة" قائلا إن يوم القدس "هو يوم التأكيد على الثوابت وليس إعلانها ، فهي معلنة وقدم لأجلها الكثير من التضحيات والآلام والأسرى والشهداء والمهجرين ، وإن هذا اليوم هو يوم تكرار الحق وتأكيد الثوابت". واعتبر أن "التحديات لم تغير حرفا واحدا في ثوابتنا ، وإن تغير البعض أو سقط في منتصف الطريق" ، لافتا إلى أن تلك الثوابت هي التي تقول "إن فلسطين من البحر إلى النهر هي حق للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية ولا يحق لأحد أن يتنازل عن حبة تراب من ترابها المقدس و، لا حتى عن حرف من اسمها ولا نقطة مياه من مياهها". ووصف نصر الله إسرائيل بأنها "دولة غير شرعية غير إنسانية قامت على الاغتصاب والمجازر ، ولا يمكن أن تكتسب شرعية لو اعترف به من اعترف وأقر به من أقر" ، قائلا إن "القدس لا يمكن أن تكون عاصمة أبدية لدولة إسرائيل". وشدد على ضرورة "تسليط الضوء على ما تتعرض له القدسوفلسطين وشعب فلسطين وما يتعرض له المسجد الأقصى من مخاطر ، وما تتعرض له القدس كمدينة مقدسة بمقدساتها الإسلامية ومسيحية من تهويد ، وما يتعرض له سكان القدس من تشريد وطرد ، وما تتعرض له الضفة من زحف استيطاني لن توقفه حتى المفاوضات التافهة التي بدأت بالأمس ، وما تتعرض له أراضي ال48 من محاولة فرضها كأرض إسرائيلية ، وما تتعرض له غزة من ظلم ، وما يتعرض له الفلسطينيون في الشتات".