وجه كتاب صحفيون ومفكرون علمانيون مسيحيون، نقدا لاذعا إلى الكنيسة الأرثوذكسية بسبب تصريح مطران كنيسة دير مواس التابعة لمحافظة المنيا بصعيد مصر، تادرس سمعان عبدالملاك، بأن الكنيسة كانت على علم بوجود خلافات عائلية بينه وبين زوجته، كاميليا شحاتة، وأن الأمر لم يكن به شبهة خلافات طائفية من البداية. وتغيبت كاميليا عن منزل الزوجية لخمسة أيام، قبل أن تعثر عليها أجهزة الأمن يوم الجمعة الماضي عند صديقة لها، وتقتادها تحت حراسة الشرطة إلى منزل الزوج الذي تركته إثر خلاف بينهما.
ومع انتشار الشائعات عن تعرضها للخطف ومحاولة إرغامها على اعتناق الاسلام، جرت عدة تظاهرات غاضبة للمسيحيين في القاهرة ومحافظة المنيا.
في غضون ذلك، رأى المفكر المسيحي جمال أسعد أن "أخطر ما في حادث كاميليا هو أن الأقباط بدأوا يستخدمون أسلوب التظاهر والاعتصام إمعانا في لي ذراع النظام منذ أن نجح ذلك في حادث وفاء قسطنطين"، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب سيكون له أثر سلبي على الوحدة الوطنية داخل مصر.
بدوره، طالب المفكر المسيحي كمال غبريال بمحاسبة المسئولين عن إشاعة معلومات خاطئة عن أسباب اختفاء كاميليا، مؤكدا أنها كانت ستؤدي إلى زعزعة الأمن في البلاد، وتهتك النسيج الوطني الواحد.
في نفس السياق، قال القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل بطريركية المسيحيين الأرثوذكس لصحيفة "الجريدة" الكويتية ، إن "أجهزة الأمن سلمت كاميليا إلى أختها وزوج أختها، وأن الكنيسة لا علاقة لها بالأمر"، ونفى أن يكون هروبها بسبب أي مشاكل عقائدية.
من جانبه، نفي سمعان أن يكون قد اتهم أحداً أو صرح بأن زوجته كانت مختطفة، وأنه كان يؤكد في كل تصريحاته أن زوجته مختفية.
وعن أسباب عدم ذكره وجود خلافات بينه وزوجته أكد الكاهن أنه لم يكن يعتقد أن بعض المشكلات البسيطة والمشادات العادية بينه وزوجته ستؤدي إلي هروبها من المنزل، ولم يكن يضع في حسبانه أن هذه الخلافات هي أساس المشكلة.
ومن ناحيته أكد شحاتة زاخر، والد زوجة الكاهن، أنه منذ بداية الأزمة وهو يؤكد في أقواله أن ابنته مختفية وليست مخطوفة، وأنه شخصياً يتقدم باعتذار لجميع المسلمين علي ما بدر من بعض الشباب المسيحي والذين أخذتهم الحمية والخوف علي مصير ابنتهم، مؤكداً عمق العلاقة بينه وجيرانه المسلمين.
واستنكر النائب المسيحي عيد لبيب، عضو مجلس الشوري بدائرة ملوي وديرمواس، عمليات التهييج التي قام بها بعض المسيحيين في هذه الأزمة، مؤكداً أنه شخصياً تعرض للاعتداء أثناء محاولته تهدئتهم، ومطالباً الحكومة بمراعاة عدم وجود طلاق عند المسيحيين الأرثوذكس.
الأنبا اغابيوس، مطران مركز ديرمواس قال انه لا يوجد أى سبب دينى فى واقعة اختفاء زوجة الكاهن. وأضاف ان الكنيسة كانت على علم بوجود خلافات عائلية بينها وبين زوجها وأن البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية، كان على علم بالواقعة وكان يتابع الموقف أولا بأول.
وكان البابا قد أعرب عن شكره لأجهزة الأمن عن تحركها السريع للوصول إلى زوجة الكاهن المختفية، فضلا عن رفضه الشديد لكل مظاهر "إثارة الفتنة".
ونقل عنه أحد أعضاء السكرتارية المرافقين له فى الولاياتالمتحدة أنه أجرى اتصالا هاتفيا بالأنبا أغابيوس وبخه فيه على التصريحات النارية التى أطلقها إبان اشتعال الأزمة، "والتى تسببت فى تهييج الأقباط بلا داع وتظاهرهم فى الكاتدرائية".
أما كمال غبريال الناشط الحقوقى صاحب كتاب البرادعى والثورة الخضراء فطالب بمحاسبة المسئولين عن إثارة الرأى العام فى القضية وأضاف "إذا كانت زوجة الكاهن قد تم اختطافها فعلى القضاء محاسبة من اختطفها، وإن كانت على خلاف مع زوجها ورجال المطرانية دفعوا الأقباط للتظاهر، فهذه إثارة وتحريض للرأى العام يجب أن ينال المسئول عنها حسابه".