قال فلسطينيون يعملون في حقل التهريب، ان اجهزة الامن المصرية شرعت منذ يومين بحملة امنية استهدفت عددا من الانفاق الارضية التي تستخدم في تهريب البضائع لقطاع غزة، وكشف احدهم ان مختصي "لحام الاوكسجين"، زاد عملهم في الآونة الاخيرة في ثقب الجدار الفولاذي الذي تنشئه مصر. وقال رجل عرف نفسه بأبو عدي، وهو في مطلع الاربعينات من العمر ويملك نفقا لتهريب البضائع ان اعمال التهريب شهدت في اليومين الماضيين تباطؤا كبيرا بسبب حملة امنية شرعت بتطبيقها قوات الامن المصرية، تستهدف ردم انفاق جرى ضبط فوهاتها في الجانب المصري.
لكن ابو عدي توقع ان يعود العمل مجددا في عمليات التهريب على ذات الوتيرة السابقة خلال اليومين المقبلين، وقال ان الحملات الامنية المصرية تطبق بين الحين والآخر وتستهدف عددا من فتحات الانفاق، التي يعاد فتحها في مناطق اخرى من جديد. ووفق مصادر امنية مصرية فقد ذكرت ان قوات الامن كشفت 3 انفاق على الشريط الحدودي مع جنوبغزة، بينها نفق ضخم في منطقة الاحراش بمدينة رفح المصرية، يستخدم لادخال المركبات الى قطاع غزة، لكن لم يتم ضبط اي شخص بالقرب من النفق المذكور.
يشار الى ان عمليات تشييد هذه الانفاق وهي عبارة عن ممرات ارضية ازدهرت عقب الحصار المحكم الذي فرضه الصهاينة على قطاع غزة قبل اكثر من ثلاث سنوات، والتي تحول بموجبه دون دخول آلاف السلع الى السكان المحاصرين، مما اضطر رجال اعمال وتجار الى اللجوء الى حفر مئات الانفاق لادخال بضائع مهربة من مصر.
وشهدت الاشهر القليلة الماضية تراجعا في حجم البضائع المهربة الى سكان غزة، بحسب ما اكده شاب يعمل في مجال التهريب، حيث قال الشاب، الذي رفض الافصاح عن اسمه، انه بالكاد يعمل ليومين في الاسبوع في تهريب سلع من انفاق تعود ملكيتها لعدد من التجار.
وقال انه يتلقى اتصالا هاتفيا من هؤلاء التجار يبلغونه وعلى فترات متباعدة بموعد قدوم شحنة لادخالها لغزة، على خلاف ما كان الحال عليه في الفترة السابقة التي قال انه كان يواصل الليل بالنهار وهو يعمل.
ويرجع مهربون السبب في ذلك لتكدس اطنان من السلع في اسواق القطاع، بسبب سماح الصهاينة مؤخرا بادخال بعض السلع التي كانت ممنوعة، في حين يرى آخرون ان قلة توفر الاموال لدى السكان بسبب حالة الفقر والبطالة التي احدثها الحصار الصهيوني الخانق المفروض على السكان، هي السبب الرئيسي.
ووفق تقارير صدرت مؤخرا فان الحصار رفع نسبة البطالة الى نحو 70 بالمئة، وجعل 80 بالمئة من السكان يعتمدون على المساعدات الخارجية التي تقدمها هيئات اغاثية.
ويقول المهرب ابو عدي ان هناك عرضا الآن في الاسواق للبضائع لكن لا يوجد طلب عليها كما كان في السابق، وهذا اثر كثيرا على حركة تهريب غالبية اصناف السلع، بخلاف الاستهلاكية منها.
ولا تزال عمليات تهريب الوقود من مصر الى غزة تشهد رواجا كبيرا بسبب استمرار الصهاينة في فرض قيود على عمليات ادخال هذه السلع الى السكان المحاصرين.
وباتت غالبية المركبات في القطاع تعتمد على الوقود المهرب من مصر في ادارة محركاتها، خاصة وان هذه الاصناف يقل ثمنها كثيرا عن تلك التي توردها تل أبيب للسكان.
وفي سياق التهريب ايضا كشف عاملون في المهنة ان ملاك الانفاق شرعوا منذ اليوم الاول الذي اعترض فيه الجدار الفولاذي الذي تنشئه مصر لانفاقهم بثقبه عبر مختصين في "لحام الاوكسجين"، حيث استعان ملاك الانفاق ببعض المختصين الذين نزلوا في عمق النفق الذي يصل بعضها ل 20 مترا تحت باطن الارض لثقب الجدار الفولاذي، رغم المخاطر المحدقة بسبب نقص الاوكسجين جراء اشتعال ادارة الثقب.
وعلى مقربة من احد انفاق التهريب في مدينة رفح جنوب قطاع غزة كانت قطعة حديدية متوسطة الحجم لكن وزنها ثقيل ملقاه على الارض، قيل انه جرى قطعها من احد مقاطع الجدار الفولاذي الذي اعترض نفقا.
ونقل عن مسئول امني مصري القول ان عمليات ثقب الجدار تعد "فشلا كبيرا".
وكانت السلطات المصرية شرعت في بناء الجدار الفولاذي قبل ثمانية اشهر على طول حدودها مع قطاع غزة، في محاولة لوقف عمليات تهريب البضائع والسلع والسلاح.