بقلم: د. صلاح عبد المتعال E-mail:[email protected] كان الخُلع من الزوج على هامش ثقافة الحياة الأسرية رغم وروده القرآنى فى أحكام الفراقبين الزوجين .الذى إستأثر به الرجال على طول الأزمان الى أن تذاكرالفقهاء المحدثون بضرورة الأخذ باحكام خلع الزوجة لزوجها إذا أصرت على ذلك عندما تستحيل الحياة بينهما بشرط تنازلها عن حقوقها ساعة الإنفصال ورد ما حصلت عليه من مهر ومنافع أخر يمكن تقديرها. وبقليل من المقارنة بين قوانين الأحوال الشخصية التىيحتكم اليها الأزواج للفصل بين الخلافات الحادة بينهم ؛ وبين القوانين الإجتماعية فى الأحوال السياسية فى العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، فإن الأحكام السلطانية تشترط رضاء المحكومين عن سلاطينهم عن طريق البيعة غير القهرية التى يعبر عنها فى القاموس السياسى الحديث بالإختيار الحر دون إكراه .وهذا غالبا ما يحدث فى الدول الديموقراطية على عكس ما يحدث فى النظم التسلطية والإستبدادية التى إستولى جكامها عل مقاليد السلطة لأسباب غير مشروعة فى غالبها ؛ ومشروعة شعبيا فى أقلها ، إلا أن المشروعية الشعبية تنتكس عندما تتركز السلطة بين أيدى فئة قليلة تستدرج بإسم الشرعية الثورة وتتحول تدريجيا الى دائرة الإستبداد والتسلط . وذلك ما جرت به الأحداث على مدارالنصف الثانى من القرن العشرين خلال الإرهاصات التى واكبت حركات التحرير والإستقلال فى العالم العربى . وأنتهت الشرعية الثورية للجمهوريات كذلك الشرعية الوراثية للملكيات ، الى إستبداد خانق لقدرات الشعوب العربية أدت تداعياته الى هزائم فاضحة أمام العدو الصهيونى بسبب التخلف الذى أورثته هذه النظم السياسية التسلطية فى مجالات الفكر والثقافة والتعليم والقدرة على الإبتكار، مما أدى إلىإستبعاد الجامعات العربية من قائمة أفضل حمسمائة جامعة فى العالم . يضاف الى ذلك مؤشرات التخلف الأخرى كالنمو الإقثصادى العشوائى دون التنمية المستدامة القائمة على العلم والتخطيط . ووضع الدول العربية فى ذيل قائمة الشفافية ضد الفساد أستنادا الى دراسات ميدانية قامت بها الهيئة الدولية للشفافية ضد الفساد .هذا فضلا عن عشوائيات السلوك الإجتماعى والثقافى والفنى وإنتشار الإنحلال الأخلاقى الذى تغض النطم السياسية الطرف عنه ووضع المعوقات أمام الصحوات الدينية بل إضطهاد نشطائها يزعم مقاومة نزعات العنف السياسى التى قام بها عُصب من المتطرفين . وقد كان ذلك مبررا لفزض قوانين الطوارئ والقوانين سيئة السمعة التى كبلت قوى وقدرات الشعوب التى سحب من تحت أقدامها البساط للمشاركة الجادة فى منظومة التنمية وردعها عن مساندة المقاومة اللبنانية والفلسطينية وذلك حفاظا على صور زؤساء الدول هذه أمام صاخبة التعم عليهم أمريكا الحامية لإسرائيل ولكراسى الأنظمة الحاكمة التى يتنعمون بها . نحن الأن أمام مأزق حضارى حاسم نكون أو لا نكون إذا ما إستمر إنبطاح النطم الإستبدادية الحاكمة للنفوذ الصهيونى الأمريكى والإستسلام له بإسم الدعوة الى السلام الذى انتهك بإسم دفاع إسرائيل عن نفسها. خلاصة القول أن هذه النظم المتسلطة على مقدرات الشعوب العربية ومستقبل وجود الأجيال القادمة الواعدة قد أرتبط مآلهابالنفوذ الخارجى لأمريكا وأضرابهاوهى ما زالت تخشى غضبها بدليل مواقفها من الكارتة اللبنانية الأخيرة وادانتهم لتهور حزب الله فى أسر جنديين أسرائيليين مما أعطى الضوء الأخضر للعدو الصهيونىلتدمير لبنان من أدناه إلى أقصاه وفى خبالهم تحطبم إرادة المقاومة فى العالم العربى والإسلامى حتى ينبسط النفوذ الأمريكى الإسرائيلى على شرق أوسط جديد منتزع منه الكرامة والإرادة والقدرة على تحديد المصير وإستشراف المستقبل الواعد بالحرية من أسار التبعية السياسية والإقتصادية والثقافية . لقد تمّ إستحكام غلق دائرة العلاقة الحميمة بين الشعوب العربية ونطمها الجاكمة التى تكرس سيطرة العدو الصهيونى الأمريكى على شعوبهم مما يستحيل معه التعايش بين الشعوب و تلك النطم الموالية للعدو فلا بد من الفراق والتفريق بالخُلع السياسى ولكن كبف ؟ هذا ما سينطق به التاريخ وسنن التغييرالتى أرستهاإرادة الشعوب وباركها الله سبحانه.. مالك الملك .وقد يكون إنتصار مقاومة حزب الله المجيدة التى ساندتها الوحدة اللبنانية والتاييد المطلق من الشعوب العربية والإسلامية بعد إنكشاف أمر المتواطئين ؛ هىمنصة الإطلاق التى تدفع إرادة الأمة للمقاومة المستمرة وتحقق دون رجعة الخُلع السياسى بين شعوبها وحكامها المتستبدّين .