غالبا ما ترفض السيدات والفتيات من يتقدم للزواج منهن إذا علمن أنه كان متزوجا وتم خلعه.. فما هي اسباب رفضهن؟ وما رأي علم النفس؟ وهل هذا الرجل يصعب عليه أن ينجح في اقامة علاقة زوجية جديدة مستقرة؟ وهل خلعه دليل علي أنه لا يصلح زوجا؟! جيهان عبدالله تخرجت في كلية التجارة تقول: لا يمكن أن أقبل الزواج من رجل مخلوع, لأنه لا يصلح لتأسيس أسرة مستقرة أو أن طباعه سيئة للغاية مما دفع الزوجة السابقة له لطلب الخلع. مني تمام معدة بإحدي القنوات الفضائية تري ان سيكولوجية المرأة ونشأتها الاجتماعية ونظرتها للأسرة هي السر في رفضها للزواج من مخلوع فهي تحرص دائما علي أن تحتضن الأبناء وتقدس الحياة الزوجية, والطلاق آخر شيء في حياتها ولا تفكر في الإقدام علي هذه الخطوة الا نتيجة تصرفات الزوج معها سواء بإهانتها أو هجره لها وغيرها من الأمور التي تدفعها رغما عنها لطلب الطلاق وأحيانا أخري الخلع, ومن هنا تتردد أي سيدة أو فتاة عندما يتقدم للزواج منها زوج مخلوع وتكون النتيجة الرفض قطعا!. وتؤكد فاتن محمود سكرتيرة أن فكرة الزواج من زوج مخلوع مرفوضة تماما.. فكيف أقبل الزواج من رجل قررت الزوجة السابقة الاستغناء عن كل شيء والتنازل عن حقوقها بل ورد المهر إليه وغيره من أجل حصولها علي حريتها منه؟ أن الزوجة لا تترك حقوقها إلا في حالات نادرة ولا يمكن أن تضحي بكل شيء أو تعصف بحياتها الزوجية بسهولة!! ولكن إذا كان هذا هو قدر الزوج المخلوع.. فماذا عن رأي علماء النفس.. د. عبدالعزيز الحسيني استاذ علم النفس بكلية عين شمس يعترف بأن المرأة قد لا تجد وسيلة للانفصال عن زوجها إلا بالخلع, وعلي الرغم من أنه في بعض الأحوال قد تتمادي المرأة بطلب الخلع من غير سبب أو يكون السبب غير وجيه, في مثل هذه الحالات يكون الزوج المخلوع مظلوما وتتهرب النساء من الزواج منه دون فحص الأسباب التي أدت لذلك, إلا أنه يمكن للزوج المخلوع أن يستأنف حياة زوجية جديدة مستقرة مع زوجة أخري دون مشاكل لأن طباع أي امرأة تختلف عن الأخري, وما لا يتناسب مع شخص قد يناسب غيره ولكن كيف يري الرجال هذا الرجل المخلوع. ** حسين فؤاد مدير مالي يقول: يجب ألا يترك الزوج الأمور حتي تصل لساحات المحاكم, فأنا كرجل لا أتصور الحياة مع امرأة لا تريدني! فهذا الزوج رضي لنفسه ومروءته أن تخلعه امرأة وتطرده من حياتها بأمر المحكمة! ** أما طارق محمد مراقب مالي فيقول تغيرت نظرة المجتمع إلي المخلوع وتحول لنموذج غريب ومعظم السيدات والفتيات يرفضن الارتباط به, فهو في نظرهم لا يمكن الاعتماد عليه في حياة زوجية جديدة. ** ويتفق أيمن أبوغنيمة بالمعاش مع الآراء السابقة ويقول: الرجل المخلوع يعيش صراعا نفسيا فهو كرجل شرقي فقد اعتباره وأصبح يشعر بالذل والمهانة لمجرد إن امرأة استخدمت حقها الشرعي وطلبت من المحكمة الخلع! ولكن.. ما هو موقف الأبناء بعد الخلع في رأي علماء الاجتماع والنفس.. وهل يمكن للرجل المخلوع أن يبدأ حياة زوجية جديدة أم أنه فقد صلاحيته؟.. ** في هذا الصدد يقول د. أشرف غيث أستاذ الاجتماع بجامعة حلوان: بالنسبة للأبناء فلا شك أن هناك تأثيرا سلبيا عليهم,فالمثل الأعلي الأب تحول لمخلوع ومن هنا يفتقد القدوة الحسنة! فتتأثر شخصيتهم ويرفضون التكيف مع المجتمع خشية أن يتعرضوا للمهانة أو السخرية من أقرانهم. ومن نفس المنطق ينعكس الأمر علي الرجل,فمجرد حصوله علي لقب المخلوع يشعره بأنه منبوذ في المجتمع, ويواجه صعوبات كثيرة فلا يجد هناك إقبالا من النساء للزواج به علي أساس أنه لم يعد صالحا للزواج خاصة انه فقد جزءا كبيرا من شخصيته الاعتبارية! كما يشعر أن صورته اهتزت أمام ابنائه وتصبح الأم من وجهة نظرهم هي الجهة الأقوي.. ويضيف د. أشرف غيث لا يجب الحكم بعدم صلاحية الرجل المخلوع للزواج بأخري, فلابد من أن تتسع الآفاق ومنحه فرصة جديدة لحياة جديدة, فلاشك أنه تعلم الكثير وذاق مرارة التجربة ومن هنا لا يمكن أن يكرر أخطاءه, فالانفصال في بعض الأحيان يكون الحل الأمثل لجميع أفراد الأسرة خاصة الأبناء, بشرط أن يدرك الأبوان مصلحة أبنائهم ويكونوا حريصين عليها وذلك بالتمهيد لهما قبل حدوث الانفصال! وطالب بضرورة تعاون كل الجهات الثقافية والإعلامية لإظهار الخلع في صورته الحقيقية. ** ويؤكد د. أحمد جمال ماضي أبوالعزايم أستاذ الأمراض النفسية والعصبية أن الخلع يزلزل كيان الأطفال, فهو يهز صورة أبيهم في عيونهم ومن هنا نجد أولاد الخلع مضطربين نفسيا ويفضلون العزلة نتيجة احساسهم بالذل وأحيانا تترسب عقد بداخلهم خاصة إن أقرانهم في المدرسة ينظرون اليهم كأنهم أبناء مجرم! وكثيرا ما يلجأ الأطفال في مثل هذه الحالات للسلوك الهروبي فهم يشعرون بالضعف الشديد, كما يعبر بعضهم عن غضبه عن وضعه الجديد بالسلوك القتالي وهذا يؤدي إلي مشاكل عديدة. أما بالنسبة للزوج فيجد نفسه محاصرا في بحر من المشاكل بعد أن أصبح في نظر المجتمع قليل الحيلة عديم الكرامة, حيث انتظر حتي تخلعه زوجته! فهو يصاب بالاضطراب والقلق وعدم الاستقرار والشعور بالتعاسة التي تمنعه من التركيز. ومن الأعراض الانفعالية الأخري الانطواء, فالرجل المخلوع يرغب في العزلة والانفراد والابتعاد حتي عن أعز الأصدقاء, ويطالب د. أحمد جمال ماضي أبوالعزايم بعدم التباهي أمام الصغار بالخلع وتوضيح الصورة لهم بأسلوب بسيط, أيضا يجب أن تكون النظرة للرجل المخلوع عادلة ولا يتم اتهامه قبل معرفة أسباب الوضع الذي فرض عليه, كما يجب ألا يتم التعامل مع الرجل المخلوع علي أنه فقد صلاحيته للأبد ولابد من النظر للأمور بشكل موضوعي فالمرأة استخدمت حقها الشرعي. ** ويشير عمرو شطا المحامي إلي أن الخلع حصن للمرأة فهي تحصل علي الطلاق دون الانتظار في المحاكم سنوات طويلة كما كان يحدث من قبل, فعلي الرغم من أنه قرار صعب للمرأة إلا أنه يكون الملاذ الأخير للتخلص من علاقة زوجية فاشلة, ومن هنا فهو يعد أحد مكاسب المرأة المصرية. ويشير عمرو شطا إلي أن معظم قضايا الخلع التي ترفع أمام ساحات القضاء تكون نتيجة سوء المعاملة أوالضرب والإهانة وأحيانا عندما يتزوج الزوج بأخري, أوعندما يصر الزوج أن تترك زوجته عملها ويرغمها علي الجلوس في المنزل من أجل رعاية مصالحه والأبناء رغم أن الزوجة قد لا تكون مقصرة في شيء.