اتهم البروفسور دانيال جاتوين - استاذ التاريخ في جامعة حيفا، وزير التعليم الصهيوني ان القانون المقترح امام الكنيست لمعاقبة الاكاديميين الصهاينة المؤيدين للمقاطعة، بانه يحاول تطويع العمل الاكاديمي الصهيوني وتخويفه واسكاته، وجاءت تصريحاته بعد ان كسبت الحملة الدولية دفعة قوية بعد العملية الصهيونية ضد قوافل الحرية المتجهة لغزة نهاية شهر مايو. ويعتبر البروفسور احد الموقعين على عريضة وقعها عدد من الاكاديميين الصهاينة بمن فيهم وزيرا تعليم سابقين احتجاجا على خطوات تقدم بها وزير التعليم جدعون سار لاتخاذ اجراءت ضد من يدعمون مقاطعة الدولة الصهيونية، فالحملة الدولية "المقاطعة والتعرية والعقوبات"، التي بدأت منذ اكثر من عقد وان ظلت موضوعا مشحونا ومثيرا للنقد داخل الدولة الصهيونية خاصة العام الماضي عندما انضمت مجموعة من الباحثين الصهاينة في جامعة النقب بمن فيهم نيفيه جوردن ومؤلف كتاب "الاحتلال الاسرائيلي"، الذي عمل سابقا في سلاح المظليين وجرح اثناء الخدمة.
وقال نيفيه في تصريحات لصحيفة "اوبزيرفر"، ان "الاسرائيليين يرون في دعم الحملة الدولية تجاوزا للخطوط الحمراء". وقال انه تلقى تهديدات بالقتل "انا قلق مما يحدث لفضاء الحوار داخل اسرائيل ولا اشاهد الا شكلا يشبه العقلية الفاشية يتشكل. وواحد من الشعارات التي تسمعها الآن: ان لا مواطنة بدون ولاء، وهو عكس المفهوم الجمهوري الذي يرى ان الدولة يجب ان تكون موالية للمواطنين".
ويرى الداعمون للحملة الدولية ان العدوان الصهيوني على قافلة الحرية يعتبر النقطة المهمة في زيادة الدعم للحملة، فقد قرر عدد من نجوم الفن والموسيقى الغاء رحلاتهم الفنية للدولة الصهيونية من مثل الفيس كوستيلو وغيل سكوت هيرون وبركسيس، فيما تجاهل نجوم هوليوود مهرجان القدس الدولي للسينما فيما انضم عدد كبير من الكتاب المشهورين للحملة الدولية هذه.
ونقلت الصحيفة عن عضو صهيوني في الحملة قوله ان الوضع الآن تغير عما كان عليه قبل شهر وبحسب كوبي ستينتز فجأة عدد كبير من الناس ومن مشارب مختلفة يدعمون الحملة، اشخاص لم تكن تتوقع دعمهم.
ومن مظاهر اثر الحملة على الدولة الصهيونية، حسب مدون، انها اجبرت العديد من الصهاينة على التفكير في القضايا السياسية، ومع ان كاتب المدونة لا يدعم المقاطعة الا انه قال انه سيعيد تذاكرحفلة وهو فرح ان كانت هذه ستساعد على انهاء الاحتلال.
وكانت عادي عوز المحررة الثقافية للاسبوعية (هاعير) قد تحدثت عبر إذاعة "راديو اسرائيل" عن سبب دعمها لنشاطات المقاطعة، وقالت انها "لا تلوم بركسيس ولكنها تنتقد حكومة بلدها لانها المسؤولة عن عزلتنا".
وقالت ان مرحلة ما بعد الهجوم جعلت من المقاطعة الثقافية امرا يدعمه الجميع وهناك الكثيرون يفضلونه مع انهم لم يفكروا به سابقا. ويلاحظ ان نقاشا دار وان لم يكن واسعا داخل الصحافة المالية الصهيونية منها ما اجرته مجلة المال "كالكاليست" والتي نشرت مقالا غير نقدي حول جماعة صهيونية اسمها "من يربح؟"، وهي الجماعة التي تقوم بتوثيق اسماء الشركات التي تنتفع من الاحتلال. ونقلت عن المنسقة لتحالف نساء من اجل السلام والتي قالت ان الصحف تنشر يوميا مقالا حول الحملة مما يظهر ان هناك مشكلة يسببها الاحتلال.
يذكر ان العريضة الاحتجاجية وقع عليها 500 اكاديمي. واقترح وزير التعليم الحالي جدعون سار مشروع قانون يجعل الحملة غير قانونية يعاقب مؤيدها على دعمها، وبحسب المشروع فان اي شخص او جهة تنشر معلومات او تشجعها او تقدم الدعم ستجبر على دفع تعويضات الخسائر الناجمة عنها للشركات المتضررة، فيما سيحظر على الناشطين الاجانب المنخرطين في الحملة دخول الدولة الصهيونية لمدة عشرة اعوام.
وفي الوقت الذي لا يدعم فيه الكثير من الموقعين على العريضة المقاطعة للاكاديميين الا انهم انضموا الى العريضة احتجاجا على قمع حرية الرأي. ونقل عن اكاديمي قوله ان هناك تفاوتا في وجهات النظر حول مشاكل البلد وطريقتها ولكن الجميع متفقون على امر لا يمكن التنازل عنه وهو حرية التعبير والحرية الاكاديمية التي تعتبر شريان الحياة للعمل الاكاديمي. وكتب نيفيه مقالا في "اوبزيرفر"، جاء فيه ان "الحملة الدولية لمقاطعة اسرائيل" تريد من تل أبيب الالتزام بالقانون الدولي.
وقال "ان هناك فهما خاطئا حول الحملة الدولية فهي ليست ضد اسرائيل ولكن ضد سياساتها، فعندما تتغير السياسات تنتهي الحملة. وهي ليست حول تقديم حل محدد للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني، ولكن تطالب اسرائيل بالالتزام بالقانون الدولي".
وقال "ان الحملة يمكن لاي شخص دعمها ايا كان يدعم حل الدولتين او حل الدولة الواحدة وحتى لو كان صهيونيا".
واشار الى ان تجارب السنين تشير الى ان الدولة الصهيونية لن تنهي الاحتلال حتى تعرف قيمة الثمن لهذا الاحتلال. واشار الى قمع الرأي الاخر، والخوف الذي يعانيه حتى عندما يسير في حرم الجامعة، قائلا ليس غريبا ان الداعمين لحملة المقاطعة الدولية على الدولة الصهيونية بشكل واضح في الداخل الصهيونى هم ثلاثة، فيما يدعمها اخرون بشكل خافت لان الدعم لا يعتبر نقدا مشروعا في نظر الكثيرين.
ويتهم الكاتب مؤيدي الحكومة بأنهم ذهبوا بعيدا في سياساتهم التي لا تستهدف فقط اليسار ولكن كل شخص يعارض بشكل خفي سياسات الحكومة. واشار الى ان مدير مدرسة عارض زيارة ضابط عسكري للحديث مع التلاميذ وتعرض للنقد الكبير.
ويرى ان غضب الكثير من الاكاديميين على الهجوم عليهم لا علاقة له الا من بعيد بالمقاطعة ولكن بمحاولة الحكومة اسكاتهم.