أبعد عشرة عملاء كانوا يعملون منذ سنوات لحساب جهاز الاستخبارات الروسي من الولاياتالمتحدة كما أعلنت مساء الخميس محطة التلفزيون المحلية في نيويورك (ان واي1) ما ينهي قضية تشبه فصولها حقبة الحرب الباردة. وكان أحد محامي العملاء ريتشارد بوم أعلن سابقا للصحفيين أن كل الذين أقروا بذنبهم سيستقلون حافلة تقلهم إلى أحد مطارات نيويورك للتوجه إلى موسكو، وذلك قبيل إعلان محطة التلفزيون المحلية النيويوركية عن إبعادهم.
وأعطت موسكو موافقتها على الافراج عن أربعة أشخاص معتقلين للاشتباه بقيامهم بالاتصال بأجهزة استخبارات غربية مقابل الافراج عن الجواسيس العشرة المعتقلين في الولاياتالمتحدة منذ 27 يونيو كما أعلنت وزارة العدل الامريكية الخميس.
وبعد الإعلان الأمريكي قالت ناطقة باسم الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف كما نقلت عنها وكالات الأنباء الروسية إن الرئيس الروسي أصدر عفوا عن المعتقلين الأربعة الروس بينهم خبير الأسلحة ايغور سوتياغين والكسندر زابوروجسكي وغينادي فاسيلينكو وسيرغي سكريبال.
وكان هؤلاء الأشخاص وجهوا طلب عقو للرئيس أقروا فيه بذنبهم، كما اضاف المصدر نفسه. وأكد مسؤول أمريكي كبير من جهته رافضا الكشف عن اسمه أن الأشخاص الأربعة لم يكن لديهم خيارات أخرى غير توقيع اعترافات من أجل أن يتم الافراج عنهم.
وأعلنت واشنطن أن صفقة التبادل تقررت لاسباب تتعلق ب(الأمن القومي) ولأسباب انسانية، مؤكدة أن احتجاز العملاء العشرة الذين يعملون لحساب روسيا لم يعد ينطوي على مصلحة استراتيجية.
ولفتت الخارجية الأمريكية انه بين الجواسيس الأربعة الذين ستفرج عنهم موسكو من هم في وضع صحي سيء.
وانفراج هذه الأزمة يتيح تسوية قضية كانت تعرقل استئناف العلاقات الأمريكية الروسية التي تشكل أولوية بالنسبة لمدفيديف والرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وقال مصدر مطلع في الكرملين إن هذه العملية أصبحت ممكنة بفضل مستوى الثقة العالي بين الرجلين.
وبالنسبة للمسئول الأمريكي الكبير فان الطريقة التي تمت فيها ادارة هذه القضية تعكس التقدم الذي احرزناه في العلاقات الامريكية-الروسية.
وكان الجواسيس العشرة الذين يعملون لحساب روسيا مثلوا الخميس أمام محكمة فدرالية في نيويورك أقروا أمامها بذنبهم بعضهم بلكنة روسية لكن جميعهم تحدثوا بدون مساعدة مترجم باستثناء الصحافية الأمريكية-البيروفية فيكي بيلايز التي رفضت التكلم بالانكليزية.
وأعلنت القاضية كيمبا وود اثر ذلك انها قررت إبعادهم فورا من الولاياتالمتحدة وانهم قبلوا بعدم محاولة العودة اليها أبدا.
وأوضح مدعي في الجلسة أن مسؤولين روس التقوهم في السجن لبحث ظروف الحياة التي سيعيشونها عند عودتهم إلى روسيا.
والعملاء العشرة المشتبه بهم وجهت اليهم التهم بالتواطوء كعملاء سريين في الولاياتالمتحدة لحساب اتحاد روسيا، فيما وجهت إلى تسعة منهم أيضا تهمة تبييض الأموال. والشخص الحادي عشر المشتبه بضلوعه في هذه القضية لا يزال فارا.
ولم توجه إلى أي منهم تهمة التجسس لانهم لم يتمكنوا من الحصول على معلومات مصنفة أسرار دولة. وخلال جلسة المحكمة كشفوا عن أسمائهم الحقيقية.