تواصلت الدعوات لرفع الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة منذ ثلاث سنوات، وآخرها كان دعوة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي قالت إن المطلوب بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة رفع الحصار الصهيونى بشكل كامل وليس فقط زيادة إدخال مساعدات. وأضاف مدير عمليات (الأونروا) جون جينج، خلال مؤتمر صحفي في غزة على هامش بدء توزيع مساعدات بتمويل سعودي، إنه يتوجب رفع شامل وكامل للحصار الصهيونى عن غزة، واعتبر أن أمل الفلسطينيين لا يتحقق من خلال المساعدات وإنما برفع الحصار امتثالاً للقانون الدولي وتوفير الحياة الكريمة لسكان القطاع.
يأتي ذلك وسط مقترح أوروبي برفع الحصار على أن يقوم المراقبون الأوروبيون بالإشراف على المعابر، وضمان تدفق المساعدات إلى مليون ونصف المليون فلسطينيون يعيشون تحت الحصار، وسط تردي في المرافق والخدمات العامة.
تخفيف الحصار ورحب جينج بأية خطوة من شأنها تخفيف الحصار عن سكان القطاع في ظل الحياة الصعبة التي يعيشونها وانهيار قطاع الخدمات الأساسية التي تقدم لهم، وأكد أن خطوة كهذه من شأنها أن تحقق الأمن والسلام في المنطقة برمتها.
يشار إلى أن تل أبيب كانت قد قررت الأسبوع الماضي إدخال تسهيلات على حصار غزة المفروض منذ ثلاثة أعوام استجابة لضغوط دولية عقب مهاجمتها سفن أسطول "الحرية" الشهر الماضي ومنعتها بالقوة من الوصول إلى القطاع، إلا أنها لم تكن خطوة برأي الكثيرين مع الدعوة لرفع الحصار المفروض بالكامل عن القطاع.
وكان الاتحاد الأوروبي أقر خطوة لرفع الحصار عن المساعدات إلى غزة في إطار حزمة من الإجراءات تهدف إلى التخفيف من الحصار المفروض على غزة.
وخلال زيارته إلى تل أبيب نهاية الأسبوع الماضي، قال المستشار الاتحادي النمساوي فيرنر فايمان "النمسا تؤيد وضع حد للحصار، وتود المشاركة في العملية التي من شأنها أن تؤدي إلى تطبيع حركة المرور عبر الحدود"، في إشارة إلى المشاركة ضمن فريق من المراقبين الأوروبيين للإشراف على المعابر.
مشكلة الكهرباء من جهة أخرى، طالب مدير عمليات (الأونروا) بحل سريع وفوري لمشكلة الكهرباء في قطاع غزة، مؤكدا أن المشكلة فلسطينية – فلسطينية، وقال: على الفلسطينيين أن ينهوا تلك المشكلة المأساوية بينهم حتى نركز جهودنا نحن في المنظمات الدولية لإنهاء الحصار بصورة شاملة وكاملة.
وكانت شركة توزيع الكهرباء في غزة أعلنت أن محطة التوليد الوحيدة توقفت عن العمل نتيجة نفاد الوقود، وهو الأمر الذي يعني أن الكهرباء سيتم تشغيلها 6 ساعات وتفصل 12 ساعة وهكذا دواليك حتى إنهاء الأزمة التي تتبادل حكومة حماس المقالة وحكومة تسيير الأعمال في رام الله، الاتهامات بالمسؤولية عنها.
وقال جينج: قطع التيار الكهربائي يعقد حياة الناس ويوقفها تماما ويؤدي إلى عرقلة كل أوجه النشاط ولا يمكن أن تتواصل المشكلة إذا كان الفلسطينيون يملكون حلها ويجب عدم تشتيت الجهد وتركيزه لإنهاء الحصار المدمر والغير أخلاقي.
وأكد أن المطلوب هو إنهاء الحصار وليس تحسينه وتخفيفه ويجب على المجتمع الدولي ترجمة أقواله إلى أفعال بإنهاء الحصار غير الشرعي واللا أخلاقي.
وحذر من أن النظام الاقتصادي والصحي والحياتي بغزة منهار تماما وأكثر من 80% من سكانه يعتمدون على المساعدات الإنسانية، مبينا أن سكان غزة لا يرغبون في الاعتماد على الغير ولا سبيل لتحسين ظروفهم إلا برفع الحصار وتوفير حياة كريمة وخلق آمال لهم في مستقبل أولادهم.
وشكر جينج السعودية على تبرعها "السخي" بمليوني دولار لشراء مواد غذائية للاونروا وتبرعها أيضا ب 1.9 مليون دولار لشراء أدوية، موضحا أن المملكة من الداعمين الكبار للاونروا وتبرعها السخي يأتي في وقت تحتاج فيه الوكالة إلى دعم كبير ومتواصل في ظل عجز ميزانيتها.