حكومة الانقلاب تواجه ارتفاع أسعار اللحوم ب"30 عجلاً"

"توريد 30 عجلاً لكل محافظة لمواجهة ارتفاع أسعار اللحوم!!" لم تكن هذه نكتة على صفحات التواصل الاجتماعي، لكنها للأسف تصريحات صادرة عن مكتب وزير التموين في حكومة الانقلاب.
وقال مسئول بمكتب وزير التموين الانقلابي إن الوزارة ستبدأ في توريد 30 عجلاً سودانيًّا يوميًّا لجميع محافظات الجمهورية في إطار استعدادات الوزارة لعيد الأضحى ولمواجهة ارتفاع أسعار اللحوم، مشيرًا إلى أن الوزارة استوردت نحو 75 ألف رأس ماشية.
هذه التصريحات التي وصفها خبراء ب"السطحية" تأتي في وقت ارتفعت فيه أسعار اللحوم البلدي والمستوردة الشهر الحالي بنسب تتراوح بين 20 و35% مقارنة بالشهر الماضي؛ ما دفع بعض المواطنين ونشطاء صفحات التواصل الاجتماعي إلى إطلاق حملة لمقاطع اللحوم بعنوان "بلاها لحمة"، وسط تفاعل شعبي ملحوظ.
ودفعت المبالغة في أسعار اللحوم جهاز حماية المستهلك إلى الإعلان عن دعم حملة "بلاها لحمة"، وقال عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك: إن هناك ارتفاعًا غير مبرر في الأسعار؛ بسبب تلاعب الجزارين في المعروض، مؤكدًا دعمه لجميع الحملات التي انطلقت لمقاطعة شراء اللحوم كحملة "بلاها لحمة" التي أطلقها عدد من أهل الصعيد.
فيما انتقدت سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك، تقاعس حكومة الانقلاب عن مواجهة الأزمة، وقالت: "إن على الحكومة أن تتدخل في الأزمة لإحداث التوازن، حتى تضيع فرص الاستغلال على التُجار.
وتساءلت عن دور وزارة الزراعة والإنتاج الحيواني في الأزمة، وعن دور وزارة التموين الذي من المفترض أن الشركة القابضة التابعة لها لديها إمكانات الاستيراد المباشر والتوزيع على منافذ البيع الاستهلاكية.
وأعربت الديب عن سعادتها بالحملات المناهضة لارتفاع أسعار اللحوم، معتبرة ذلك دليلاً على الوعي الذي يتمتع به المواطنون وعدم استسلامهم للاستغلال، مشيرةً إلى أن البدائل كالفراخ والأسماك ارتفعت أسعارها، وقالت: "هل ستنطلق حملات بلاها فراخ، بلاها سمك، بلاها خضراوات؟"، مؤكدة ضرورة تدخل الدولة لإحداث التوازن السريع، وتوفير بدائل بأسعار مناسبة.
يأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع متوسط أسعار اللحوم الحمراء المحلية في مصر من 17 جنيهًا كجم عام 2000 إلى 67.7 جنيهًا كجم عام 2013 بنسبة 298.2%.
وقال الجهاز، في دراسة بعنوان "اقتصاديات اللحوم الحمراء في مصر"، إن هناك انخفاضًا في نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء من 75.4% عام 2000 إلى 74.3% عام 2013، وبمتوسط 81.4% خلال الفترة (20002013)، مشيرة إلى ارتفاع الفجوة بين الإنتاج والمتاح للاستهلاك من 229 ألف طن إلى 333 ألف طن خلال نفس الفترة.