شهدت البورصة المصرية، أمس، ما يمكن تسميته «ثلاثاء أسود»، إذ هوى المؤشر الرئيسى للأسهم النشطة «Egx 30» بنسبة 6.08%، فاقدا 384 نقطة، ليصل إلى 5936 نقطة مع الإغلاق، فيما يعد أكبر انخفاض فى تاريخ المؤشر منذ عام 2008، وسط هبوط جماعى وحاد فى الأسواق العربية، على خلفية الانخفاضات فى أسواق المال العالمية تأثراً بتجدد المخاوف من امتداد أزمة اليونان إلى القطاع المصرفى فى منطقة اليورو. وأعادت أحداث أمس إلى الأذهان انهيارات الأزمة المالية العالمية عام 2008 و«الثلاثاء الأسود» الشهير.
وتفشت حالة من الرعب بين المستثمرين، أمس، دفعتهم إلى البيع، وقررت البورصة إيقاف التداول على أسهم 15 شركة لانخفاضها بنسب تجاوزت 10%، وفى أوروبا، التى تؤثر أسواقها بشكل مباشر على البورصة المصرية،
انخفضت مؤشرات بورصة لندن بنسب تجاوزت 2.5% فى التعاملات الصباحية، وانخفضت البورصات العربية بشكل حاد بنسب تراوحت بين 1.8 و6.1%، وكان أعلى الخسائر فى بورصات السعودية ودبى والكويت والدوحة وأبوظبى.
وهوت البورصة المصرية بشكل حاد خلال تعاملات أمس، فى مشهد أعاد إلى الأذهان انهيارات الأزمة المالية العالمية، خاصة مع تراجع أسواق المال العربية والعالمية بشكل كبير، تأثراً بتجدد المخاوف من أزمة ديون اليونان وامتدادها إلى القطاع المصرفى فى منطقة اليورو.
وتجاوزت نسب الانخفاض فى مؤشرى الأسعار حاجز 8%، بعد تظليل اللون الأحمر شاشات التداول، حيث تراجعت أسعار إغلاق 163 ورقة مالية، مقابل ارتفاع 7 ورقات فقط.
واتجهت تعاملات الأجانب للبيع المكثف بداية الجلسة، غير أنهم تحولوا للشراء مع الإغلاق، دون أن يكون لذلك تأثير على وقف تراجع المؤشر بسبب المبيعات المكثفة من قبل المصريين والعرب. وفقدت الأسهم 21.2 مليار جنيه من قيمتها السوقية قياساً على رأسمالها السوقى البالغ 396.8 مليار جنيه، مقارنة بنحو 418 مليار جنيه بداية الجلسة.
وبلغت التعاملات الإجمالية 2.1 مليار جنيه متضمنة عمليات على السندات بنظام المتعاملين الرئيسيين بقيمة 1.1 مليار جنيه.
وشهدت الأسهم القائدة انخفاضاً جماعياً بنسب تراوحت بين 1 و11%، مما دفع إدارة البورصة لإيقاف التداول لمدة نصف ساعة على 15 شركة بسبب تجاوزها نسب انخفاض بنحو 10%، تصدرتها أسهم المصريين للإسكان والدولية للمحاصيل والخليجية الكندية للاستثمار العقارى والمصرية السعودية وبنك الأتحاد الوطنى وماريدايف والعز للسيراميك.
ولم تفلت الأسهم الدولارية «المتداولة بالدولار» من الهبوط، بل كانت فى صدارة الأسهم المنخفضة بفعل التذبذب فى أسعار العملات وانخفاض اليورو.
على جانب الأسواق الأوروبية والأكثر تأثيراً على البورصة المصرية، فقد تراجعت بنحو 2.5% فى التعاملات الصباحية أمس، فى الوقت الذى تراجعت فيه شهادات الإيداع المصرية فى بورصة لندن بين 2 و15% تصدرتها شهادات السويس للأسمنت والأوراسكومات وليسيكو والمصرية للاتصالات.
وقال معتصم الشهيدى، العضو المنتدب لإحدى شركات الأوراق المالية، إن الهبوط جاء نتيجة انخفاض أسواق المال العالمية على خلفية أزمة اليونان وتجدد المخاوف بشأنها وامتدادها إلى مصارف وبنوك أوروبية.
وعلى صعيد أسواق المال العربية ، انخفضت البورصات بشكل حاد كمثيلتها المحلية والعالمية بنسب تراوحت بين 1.8% و6.1%، تصدرتها أسواق السعودية ودبى والكويت والدوحة وأبوظبى.
وعالمياً، تراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسية فى بورصة طوكيو للأوراق المالية فى تعاملات الجلسة الصباحية أمس، فى أعقاب الخسائر التى منيت بها نظيرتها فى «وول ستريت»، كما ساهمت قوة الين اليابانى فى تراجع أسهم شركات التصدير.
وخسر مؤشر نيكى القياسى، الذى يقيس أداء 225 سهماً نحو 2.38%، بينما كان مؤشر داو جونز الصناعى الأمريكى قد خسر خلال جلسته المسائية 1.24% أمس الأول، وسط مخاوف متواصلة بشأن استقرار دول منطقة اليورو الغارقة فى الديون.
من ناحية أخرى، كشف ماجد شوقى، رئيس البورصة المصرية، عن اعتزامه عقد لقاء مع رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، لمناقشة أوضاع بعض الشركات فى سوق خارج المقصورة، التى يتلاعب ملاكها الرئيسيون للحيلولة دون عودتها إلى الجدول الرسمى، لاستفادتهم من الوضع الراهن.
وقال شوقى فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، على هامش مؤتمر نظمته شركة بلتون للأوراق المالية المصرية مع بورصة نيويورك، أمس، لمستثمرين مصريين وعرب، إن حالة إحدى الشركات العاملة فى المقاولات ستكون محور النقاش مع رئيس هيئة الرقابة المالية خلال الاجتماع المرتقب.
وأشار إلى أن إدارة البورصة كانت تنتظر الانتهاء من وضع القواعد الجديدة للتداول خارج المقصورة للنظر فى كيفية التصدى لتلاعب بعض الشركات.
الخسائر تجذب الاستثمارات! من ناحيته، أكد ماجد شوقي رئيس البورصة المصرية أن الأزمات الاقتصادية العالمية جعلت أسهم الشركات المصرية الأكثر جاذبية على مستوى العالم، حيث إن فقد تلك الأسهم الكثير من قيمها السوقية قابله أداء جيد على الصعيد الاقتصادي الكلي للدولة أو للشركات .
وأشار شوقي، خلال مشاركته في المؤتمر السنوي الثالث بنيويورك لطرح الفرص الاستثمارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي نظمته شركة بلتون المصرية بالتعاون مع بورصة وول ستريت، إلى أن أزمة اليونان أفقدت الأسهم المصرية أكثر من 50% من قيمتها دون مبرر وهو ما جعلها أكثر جاذبية في الوقت الحالي، معتبرا أن التأثر بما يجري خارجيا أمر طبيعي لكن الإفراط في التأثر يصعب قبوله.
وأوضح أن الاقتصاد المصري نجح في تجاوز التداعيات الكبرى للأزمات العالمية سواء الأزمة المالية التي أعقبت إفلاس "بنك ليمان برازرز" أواخر 2008، أو أزمة ديون اليونان وذلك نتيجة حزمة القوانين والإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية والبنك المركزي.
ولفت إلى أن البورصة المصرية حققت خلال السنوات الثلاث الماضية أفضل أداء بين الأسواق الناشئة، كما شهدت تطورا كبيرا على الصعيد التكنولوجي والتقني، مشيرا في نفس الوقت إلى أن السوق المصرية نجحت في الحفاظ على سيولتها في ظل الأزمات المالية العالمية المتعاقبة، وهو ما يعكسه أحجام وقيم التداول وعدد العمليات وأعداد ونوعيات المستثمرين من أجانب وصناديق استثمارية أجنبية ومحلية وأفراد.
وأكد شوقي أن البورصة المصرية تملك كل مقومات جذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما انعكس في تواجد أكثر المؤسسات المالية والصناديق الاستثمارية العالمية للاستثمار في سوق الأسهم المصرية مثل جولدن مان ساكس وبي إن إمرو وبنك أوف نيويورك ومورجان ستانلي وميرل لينش وسيتي جروب.
وقال ماجد شوقي رئيس البورصة المصرية إن هناك العديد من عوامل الجذب للأسهم المصرية عالميا أبرزها عدم وجود قيود على الاستثمار الأجنبي، ودخول وخروج السيولة الأجنبية فضلا عن عدم فرض ضرائب على الاستثمار في البورصة المصرية، بالإضافة إلى المعايير الدولية المتوافرة في السوق المصرية مثل الحوكمة والإفصاح والشفافية، معتبرا أن البورصة المصرية من أولى الأسواق الناشئة التي تطرح مؤشرات لقياس الحوكمة والمسئولية الاجتماعية.