كشف الإعلامي الفلسطيني جمال ريان، أقدم مذيعي قناة الجزيرة الفضائية التي تبث من الدوحة، عن عروض تلقاها من قنوات فضائية مصرية من أجل العمل فيها، في خطوة اعتبرها مراقبون "هجوماً ناعماً" يأتي في إطار الحرب الإعلامية التي تخوضها وسائل الإعلام المصرية ضد المعارضين لها. وكتب ريان على صفحته في موقع التغريدات القصيرة "تويتر": "أهم حدث قبل الانقلاب على الرئيس مرسي وقد غاب عن الإعلام العربي والدولي كان الانقلاب المتفق عليه بين طنطاوي والسيسي داخل المؤسسة العسكرية". مضيفاً: ومنذ وصول الرئيس المصري محمد مرسي إلى الرئاسة، جند الجيش المصري وجهاز المخابرات العشرات من القنوات الفضائية لتهيئة الرأي العام المصري للانقلاب العسكري الذي أطاح لاحقاً بمرسي، وتستمر هذه القنوات حتى اليوم في الدفاع عن النظام المصري. ويرى مراقبون أن سعي القنوات الفضائية المصرية لضم مذيعين مشهورين ومعروفين بمعارضتهم لنظام السيسي يأتي في إطار الحرب الإعلامية التي يقوم بها الإعلام المصري ضد المعارضين، وهي محاولة لتحقيق "انتصار وهمي" عبر ضم وجوه بارزة معارضة. وتمكنت عدد من القنوات المصرية من ضم مذيعين سابقين في الجزيرة ووسائل إعلام أخرى، لكنها لم تتمكن للآن من اجتذاب أي من الوجوه الإعلامية المعروفة بمعارضتها للسيسي. ولم يكشف ريان، الذي يعد مقدم أول نشرة أخبار في قناة الجزيرة عام 1996، عن القنوات التي قدمت عروضاً له، لكن أبرز الفضائيات في مصر الآن هي قناة ON TV، والحياة، ومجموعة قنوات cbc. -قناة ON TV ذاع صيتها مع بداية شرارة ثورة 25 يناير، وهي قناة إخبارية خاصة، يملكها رجلا الأعمال نجيب ساويرس والتونسي طارق بن عمار، وبدأت البث الفضائي على النايل سات في 6 أكتوبر الأول 2008. وتعتبر القناة أول قناة مصرية خاصة يُسمح لها ببث نشرات الأخبار مباشرة. وتبث القناة برامج مباشرة يومياً من الأحد إلى الخميس، ومن أهم برامجها المباشرة "مانشيت" و"البورصة اليوم" و"بلدنا بالمصري" و"آخر كلام". ومالك القناة نجيب ساويرس هو أحد أكبر رجال الأعمال المصريين، ورئيس أوراسكوم للاتصالات وأوراسكوم للتكنولوجيا، وهو نجل أنسي ساويرس رئيس ومؤسس مجموعة أوراسكوم المتعددة النشاطات. ولساويرس مؤسسات إعلامية متعددة انطلقت قبل ثورة 25 يناير أو بعدها بقليل، وهو مساهم في جريدة المصري اليوم. وقدرت مجلة فوربس سنة 2015 ثروته ب2.9 مليار دولار، وترتيبه رقم 577 في قائمة أغني أغنياء العالم حيث يحتل المرتبة الرابعة في مصر. - قناة الحياة هي قناة فضائية مصرية ترفيهية ولها برامج حوارية "توك شو" متعددة، ويملكها مجموعة من رجال الأعمال. ويتولى رئاسة القناة محمد سمير، أما رئيس مجلس إدارتها فهو السيد البدوي شحاتة، رجل الأعمال المصري ورئيس حزب الوفد. وفي استطلاع للرأي أجرته جامعة "ميريلاند" الأمريكية بالتعاون مع مؤسسة زغبي للأبحاث، ومعهد بروكنغز وكارنيغي، جاءت قناة الحياة في المركز الأول على المستوى المصري، والثاني على المستوى العربي بعد مجموعة قنوات إم بي سي. - قنوات cbc يمتلك قناتي CBC رجل الأعمال المصرى محمد الأمين، الذي عاش فترة طويلة في الكويت، ثم ظهر فجأة ف ي صيف 2011، وقد سعى إلى شراء ما استطاع من فضائيات تبث في مصر، وله أسهم بقناة النهار الفضائية. ويمتلك الأمين، كذلك، مجموعة قنوات مودرن، بالإضافة إلى امتلاكه جريدة الوطن التي قام بتدشينها اعتماداً على مجدى الجلاد، رئيس التحرير السابق لجريدة المصري اليوم. وقام الأمين بقطع الإرسال عن الإعلامي معتز مطر في قناة مودرن حرية، عندما كان يوجه انتقاده للمجلس العسكري المصري، الأمر الذي دفع عديدين إلى اتهام الأمين باستخدام أمواله لحماية المجلس العسكري من الانتقاد، وشراء كل وسائل الإعلام التي تعارض من في المجلس. وفي المقابل، يقول الأمين إنه لا يعمل لأي غرض سياسي، وإنه لا يسعى لحماية النظام القائم، واستدل باعتماده على إعلاميين محسوبين على الثورة آنذاك؛ منهم عبد الرحمن يوسف القرضاوي، والشيخ مظهر شاهين الذي عُرف بخطيب الثورة. وختم ريان تغريداته بالقول: والله لو استغنت الجزيرة عن خدماتى لبقيت امتدح الجزيرة والقيادة القطرية لوقوفها مع قضايا الحق والعدل وأولها فلسطين انظروا كيف تبنى فى غزة.