لُقب المحقق الأمريكيى داميون كورسيتي بال "وحش"، وهو أول محقق أمريكي التقى عمر خضر في المستشفى العسكري الأمريكي في باغرام بعد يومين من إصابته برصاصتين في ظهره وصدره كادتا تقتلاه في المعركة النارية التي أدت إلى إسره. ووصف كورستي أساليب التحقيق التي كانت مقبولة في باجرام: من تكبيل المعتقلين وتعصيبهم في مواقع ضغط جسدي لساعات الى الصراخ وتكسير الاثاث والتحدث عن العنف والاغتصاب الذي قد يتعرض له معتقلون في السجون الأمريكية. المحققون كانوا يهددون المعتقلين بارسالهم لدول عربية أو للدولة الصهيونية إن لم يتعاونوا، وكان نباح الكلاب والصراخ على مسمع دائم من المعتقلين. وجاءت هذه الشهادة خلال جلسة لتحديد ما اذا كان الاعترافات التي ادلى بها عمر خضر جاءت كرها نتيجة معاملة وحشية او غير انسانية او مهينة واذا كان الوضع كذلك فلا يمكن استخدام هذه الاعترافات كدليل في محاكمته بتهمة قتل جندي امريكي بقنبلة يدوية في افغانستان. وكان كورسيتي، وهو شاهد طلبه فريق دفاع خضر، أُتهم باساءة معاملة معتقلين في باغرام و لكنه بُرئ من التهم الموجهة إليه وهو يعاني الان، نتيجة تجاربه في أفغانستان من اضطراب ما بعد الصدمة وهو عاطل عن العمل. لكن كورسيتي لم يحقق مع خضر الا مرة واحدة، ولم يستطع أن يأتي بأي أمثلة على إساءة معاملة من هذا النوع أُستخدمت مع خضر. الدفاع قال إن شهادة كورسيتي تُلقي بالضوء على الجو العام في المعتقل. وقال كورسيتي إن المحققين كانوا تحت ضغط متواصل من قبل المسئولين، وبالذات من مكتب وزير الدفاع رامسفيلد في ذلك الوقت، بأن يأتوا بمعلومات استخبارية جديدة، و كان يتوقع منهم كتابة ما بين عشرين وأربعين تقريرا عن تحقيقات اجروها على مدار الأسبوع. لكن من غير الواضحِ كم من الوزن سيعطي القاضي لشهادة المحقق كورسيتي عندما يقرر القاضي ما اذا كانت اعترافات خضر طوعية، وهو هدف جلسات الاستماع الحالية، فليس هناك ما يشير الى أن َخضر بنفسه تعرض لهذا النوع من المعاملة اثناء الاستجواب. ومع دخول الجلسة اسبوعها الثاني مازال محاموا خضر يحاولون التفاوض على صفقة تسمح له بالإقرار انه مذنب مقابل استخدام الرأفة معه. وقال باري كوبرن، أحد محامي خضر المدنيين، إن "شهادة كورسيتي كانت أساسية للطريقة التي وصف فيها تكتيك الاستجواب بالتخويف وسيشهد محقق آخر عن استخدامه هذا الاسلوب مع خضر فبالتالي وصف هذا الاسلوب حتى لو لم يستخدمه كورسيتي مع خضر". اما المحقق كورسيتي فقال إنه كان يشعر بالشفقة تجاه خضر ووصفه بالطفل ذو الخامسة عشرةََ عاما، المصاب بطريقة فظيعة، والمتواجد بأسوء مكان على وجه الارض، كما قال، أي معتقل باغرام. واعتقل خضر الذي يبلغ عمره الان 23 عاما في أفغانستان خلال اشتباك في مجمع يشتبه بانه تابع للقاعدة في افغانستان في 27 يوليو تموز 2002 واصيب خضر بالرصاص مرتين في ظهره وكتفه وفقد عينه اليسرى نتيجة اصابته بشظية. وارسل خضر الى معسكر الاعتقال في القاعدة البحرية الامريكية في خليج جوانتانامو في اكتوبر تشرين الاول 2002 ويواجه خمسة اتهامات ستؤدي الى سجنه مدى الحياة من بينها القتل والتامر مع القاعدة وزرع قنابل على جوانب طرق استهدفت القوات الامريكية. ويؤكد خضر انه تعرض خلال استجوابه في افغانستان وجوانتانامو للضرب وتقييده في اصفاد في اوضاع مؤلمة واضطراره للتبول على نفسه وارهابه بالكلاب وتعريضه لدرجات حرارة منخفضة الى حد التجمد وحرمانه من النوع والتهديد باغتصابه. ونفى كل افراد مكتب التحقيقات الاتحادي والمحققون العسكريون الثمانية الذين ادلوا بشهاداتهم حتى الآن رؤية او معرفة اي انتهاكات ووصفوا عمليات استجواب ودية وتطوعية بناء على الثقة.