أختار مجلس الشورى العسكري التركي الأعلى، برئاسة رئيس الوزراء “أحمد داود أوغلو”، وبمشاركة وزير الدفاع “وجدي غونول”، وكبار القادة العسكريين، قائد القوات البرية الفريق الأول “خلوصي آكار” رئيسا لأركان الجيش التركي، خلفاً لرئيس الأركان السابق “نجدت أوزال”. فمن هو خلوصي أكار؟ وماهي أبرز المحطات في نشأته؟ ما هو لقبه الذي اشتهر به في القوات المسلحة التركية. وتفاصيل أخرى نعرضها في هذا التقرير عن السيرة الذاتية لقائد الجيش التركي الجديد الفريق الأول خلوصي أكار. عن خلوصي أكار ولِد خلوصي أكار عام 1952 في مدينة قيصري في تركيا. والتحق بالمدرسة العسكرية للقوات البرية عام 1972، وفي عام 1973 تخرّج أكار من مدرسة سلاح المشاة العسكرية، منذ ذلك الوقت إلى عام 1980 عَمِل قائدا للقوات البرّية في وحدات مختلفة ضمن القوات البرِّية التركية. وفي عام 1982 أتم أكار دراسته في الأكاديمية العسكرية الحربية ومن ثم لبى نداء الخدمة في مقر قيادة كتيبة المشاة السابعة. تقلَّد خلوصي أكار العديد من المناصب العسكرية في فترات مختلفة، فعمل في إدارة الشعبة اللوجستية لفرقة المشاة الثانية عشر سنين، وعُيِّن كضابط تخطيط في إدارة القيادة العامة، ومن ثم عمل كمدرِّس في الأكاديمية العسكرية الحربية، وكضابط استخبارات في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكضابط تخطيط للقوات البرية في سكرتاريا القيادة العامة، ومن ثم عُيّن مديرا في وحدة القلم الخاصة في الأركان العامة، وعمل بعدها معاونا لقائد القوات التركية في البوسنة. خلوصي أكار آمرا للأكاديمية الحربية في عام 1998 تمّ ترفيع خلوصي أكار إلى رتبة “توجنرال“وتقلّد منصب قائد لواء سلاح مشاة الأمن الداخلي 51، وعُيِّن رئيسا لدائرة التخطيط والمبادئ الحربية في قيادة حلف شمال الأطلسي. وفي عام 2002 ترَفَّع إلى رتبة ” تم جنرال” (Tümgeneral) وسُلِّم قيادة مدرسة سلاح البر الحربية وأكاديمية سلاح البر الحربية. مناصب عسكرية رفيعة في عام 2007 عُيِّن الفريق خلوصي أكار قائدا لقوات البرية التركية اللوجستية وعُيِن قائدا للفيلق الثالث في القوات التركية ثم رُفّع إلى رتبة فريق أول في عام 2011. وبتعيينه برتبة فريق أول تقلّد خلوصي أكار منصب النائب الثاني لرئيس أركان الجيش التركي، واعتبارا من شهر أغسطس عام 2013 تم تعيينه كقائد لقوات سلاح البر التركي. ثم أخيرا ترشّح خلوصي أكار لمنصب رئيس أركان الجيش التركي. “سيري باشا“ اتَّسمت حياة خلوصي أكار العملية والمهنية بالكثير من الإنجازات المختلفة. فخلال خدمته في القوات المسلحة التركية عُرف عنه اتخاذه للقرارات السريعة دون التطرق إلى التفاصيل، وتفكيره كمواطن مدني وتصرفه بحنكة بمبادئ عسكرية لهذا لقب ب”سيري باشا”. بين الأبوة والقيادة يذكر “ميتيهان ديمير” بأن خلوصي أكار والد لشاب وفتاة. وبينما يكمل نجله دراسته في العلاقات الدولية القائمة على الاقتصاد الأميريكيّ والبريطاني، تخرجت ابنته كطبيبة من كلية الطب في جامعة “هاجي تبه”. ومن إحدى الصفات التي يمكن ملاحظتها بوضوح في حياة أكار حفاظه على حمية صحية شديدة منتظمة ونمط مشي لمسافات طويلة في منطقة “كوشك” التي يقطن بها. انتظام أكار ودقته وإصراره في العمل هي ما تميزه لدرجة أنه إن أَعطى أمرا للتنفيذ يُعمَل على تنفيذ هذا الأمر بشكل فوري. يعود سبب دقته الكبيرة إلى زوجته التي تعمل كأخصائية تغذية. حيث إن هناك جدولا معينا لكل ما يأكله ويشربه أثناء قضاء وقته في البيت وكل هذه الأمور تتم بانتظام ودقة. متابعة صامتة اهتم خلوصي أكار بعائلات العساكر المحكومين بقضايا “المطرقة” و”الارغنكون” والتي فضّل أن يلتزم الصمت فيها. وبسبب تقارب الأفكار بين خلوصي أكار والفريق الأول رئيس أركان الجيش التركي نجدت أوزال عمل أكار نائبا ثانيا له لسنوات عديدة. وفي الفترة التي أدار فيها مدرسة سلاح البر الحربية كان قد أنجز عملا ملفتا ترك بصمة كبيرة في تاريخ حياته. حيث دعا من الخبراء الأكاديميين و العسكريين و المدنيين المعروفين إلى أهم المؤتمرات العالمية المُنظَّمة من قِبَله ثم وجه لهم انتقادا كبيرا. وفي إحدى الاجتماعات التي عقدها قام بجمع العديد من الخبراء المدنيين والعسكريين من الذين عُرِفوا بانتقاداتهم الشديدة، وعمل من خلال هذا على إعطاء فرصة للطلاب الموجودين في الكلية العسكرية للتعرف على التوازنات العسكرية والسياسية من منظور دولي ومن وجهات نظر مختلفة.