اندلعت معارك بين مقاتلين تابعين لقوات المحاكم الإسلامية وقوات حكومية يدعمها جنود إثيوبيون قرب مقر الحكومة في بيدوة، بحسب شهود عيان وقائد بالمحاكم.وقال شاهد عيان إنه يمكنه سماع أصوات القتال في سفار نولاي على مسافة 30 كيلومتر جنوب غربي بيدوة على امتداد الخط الدفاعي الذي أقامت المحاكم لتطويق نحو نصف المدينة الوحيدة التي تسيطر عليها الحكومة. وأضاف الشاهد إسحق علي أنه كان على مسافة حوالي ثلاثة كيلومترات جنوب غربي القتال. وقال "رأيت سحب دخان كثيف، وأنا أسمع نيران المدفعية وبنادق صغيرة تتبادل النيران". وقال إنه رأى قوات إثيوبية وصومالية تتقدم باتجاه خط دفاع الإسلاميين. ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل للقتال ولم تتوافر تقارير عن الخسائر البشرية. وفي وقت سابق قال الشيخ شريف أحمد رئيس مجلس المحاكم الإسلامية بالصومال أمام حشد تجمع في العاصمة مقديشو بعد صلاة الجمعة إنه سمع لتوه تقريرا عن هجوم للإثيوبيين والحكومة على قوات المحاكم قرب بيدوة. دعوات للجهاد على صعيد متصل، طغت على العديد من خطب الجمعة في مقديشو ومدن صومالية أخرى دعوات الأئمة للصوماليين من أجل الجهاد ضد القوات الإفريقية المزمع إرسالها إلى الصومال بقرار من مجلس الأمن الدولي. وقال الشيخ معلم بشير إمام وخطيب مسجد الخالق بمنطقة "ورطيجلي" جنوب مقديشو إن "الصوماليين يجب عليهم أن يجاهدوا ضد القوات الإفريقية القادمة التي تهدف إلى إبادة علماء ومثقفي الصومال، ليبقى على الساحة مجموعة من الخونة الصوماليين الذين لا يهمهم سوى الوصول إلى الكراسي عن طريق إبادة الشعب". ونوه بأن "القوات القادمة تريد أن تمارس في الصومال ما تمارسه القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان حيث يغتال كل يوم مئات من علماء ومثقفي هذين البلدين، وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى الخميس 7-12-2006 قرارا يدعو إلى إرسال قوة أفريقية إلى الصومال، وهو ما يرفضه بشدة اتحاد المحاكم الإسلامية. وفي خطبة حماسية أخرى، تحدث الشيخ يوسف عبدي أمين إمام وخطيب مسجد النور بمدينة بلدوين(وسط الصومال) عن أهمية الجهاد في سبل الله. وطالب الصوماليين بالدفاع عن دينهم ضد القوات الأجنبية القادمة، متهما مجلس الأمن الدولي ب"الانصياع لمخططات صهيونية تريد تحويل منطقة لإفريقي إلى منطقة شرق أوسط جديد، حيث تمثل إثيوبيا إسرائيل أفريقيا". وناشد العالم الصومالي البلاد الإسلامية والعربية إلى "التنبه لخطورة ما تريد الولاياتالمتحدة ممارسته في الصومال". وفي السياق ذاته شهدت العديد من المدن الصومالية بعد صلاة الجمعة مظاهرات حاشدة؛ احتجاجا على قرار مجلس الأمن الددولي الداعي إلى إرسال قوة إفريقية إلى الصومال. ومن بين المدن التي شهدت المظاهرات مدينة مقديشو حيث تجمع آلاف من الصوماليين في إستاد رياضي شمال العاصمة، مرددين هتافات رافضة للقرار الدولي الذي اعتبروه يصب في مصلحة الحكومة الإثيوبية. كذلك شهدت مدينتا كسمايو (جنوب) وبلوين(وسط) مظاهرات مماثلة؛ احتجاجا على القرار الأممي، وقال عضو اللجنة التنفيذية في محكمة بلدوين، الشيخ على باري: "الهدف من المظاهرات هو أن نظهر للمجتمع الدولي رفضنا لهذا القرار". تطويق المساجد ببونت من ناحية أخرى، اتخذت سلطة بونت لاند "شمال شرق الصومال تدابير عسكرية ضد خطباء المساجد في منطقها حيث نشرت عشرات من أفراد شرطتها حول المساجد في مدينة بوصوصاصو. جاء ذلك إثر رفض علماء وخطباء المساجد مرسوما أصدرته السلطة أمس الخميس 7-12-200 يدعو خطباء المساجد إلى تسجيل أسمائهم وعدم إدلاء خطب لا تعلمها الجهات المختصة في السلطة، كما دعا إلى عدم الحديث عن الجهاد وخطب تؤيد المحاكم الإسلامية في جنوب الصومال. وأكد شاعد عيان في مدينة "بوصاصو" أنه "ومنذ صباح الجمعة الباكر شوهدت عشرات أفراد من الشرطة المحلية وهي تطوق بعض المساجد". وأضاف أن معظم علماء المدنية أصروا على عدم تدوين أسمائهم، حيث دعا أحدهم الشيخ محمد طاهر مسئول سلطة بونت لاند الامتناع عن هذه "الممارسات القمعية". وتشهد مناطق شمال شرق الصومال توترا شديد بين علماء الدين هناك وبين مسئولي سلطة بونت لاند الذين بدءوا ملاحقة واعتقال كل من يشتبه بتأييده للمحاكم الإسلامية في الصومال.