من المتوقع ان تنشب حرب طاحنة داخل الكونجرس الأمريكي بشأن الاتفاق النووي الذي أبرم بين السداسية الدولة وإيران بشأن نشاطاتها النووية , حيث أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن مصير الاتفاقية متوقف على عدد من النواب المترددين فى اتخاذ قرار بشأن الموافقة او رفض الصفقة , مشيرةً إلى أن ال"إيباك" تضغط لرفض الاتفاقية عبر تشكيل مجموعات ضغط داخل المجلس. وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه من غير المرجح ان يناقش الكونجرس الاتفاق مع إيران قبل ستة أسابيع أخرى على الأقل، إلا ان مصير الاتفاق بيد نواب مثل كريستوفر كونز عضو مجلس الشيوخ الذى كان يعمل كمحامى وحاكم لمقاطعة ديلاوير، والذى يسعى لاتخاذ قرار مدروس فى هذا الشأن. وأشارت الصحيفة الأمريكية وفق "صدي البلد" إلى ان الأمر الغير مريح للرئيس الأمريكى أوباما وفريقه التفاوضى، هو أن غالبية النواب المترديين بشأن الاتفاق من الديمقراطيين ، وهم الحزب الذى ينتمى إليه الرئيس أوباما. وقالت الصحيفة إن استعراض الاتفاق قد يؤدى إلى عدم التوصل لنتيجة بشأن تصويت الكونجرس على الاتفاق لأسابيع، مما يعنى الدخول فى عطلة الكونجرس الصيفية حيث من المتوقع ان يسعى المدافعين عن مواقفهم سواء بالموافقة او المعارضة للاتفاق للضغط على أولئك الذين لم يحسموا مواقفهم على كلا الجانبين. وقالت واشنطن بوست إن من بين الأمور اللافتة للانتباه ان لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة ب "إيباك" شكلت الشهر الماضى جماعة ضغط جديدة يعج مجلس إداراتها بالعديد من النواب السابقين بما فيهم مرشحون سابقون لمنصب نائب الرئيس وأعضاء بمجلس الشيوخ مثل جوزيف ليبرمان. وأشارت الصحيفة إلى ان من بين الداعمين لجماعة الضغط حركة " مواطنون من أجل إيران الخالية من النووى" والتى تعهدت بجمع 40 مليون دولار لدعم حملتها ضد الاتفاق. فى الوقت ذاته التقى السفير الإسرائيلى بالولايات المتحدة، رون دريمير بأكثر من 50 عضوا بالكونجرس لتحذيرهم بشأن الصفقة ، كما سيعقد المزيد من اللقاءات هذا الأسبوع، وفقا لما قاله مسؤولون إسرائيليون. على الجانب الآخر أعلنت مجموعة " جى ستريت" الليبرالية المؤيدة للكيان الصهيوني والسلام، إنها تخطط لجمع ملايين الدولارات لمساندة الصفقة بينما وعد البيت الأبيض بأن يظل يعمل على إقناع الجميع بالصفقة خلال الشهرين القادمين. وتضمنت جهود البيت الأبيض عقد جلسة لعشرات النواب السبوع الماضى، ومكالمات تليفونيه أجراها الرئيس الأمريكى مع النواب الديمقراطيين المتشكيين والمترديين بشأن التصويت للاتفاق. وقالت الصحيفة الأمريكية إنه فى مجلس النواب، قام 150 عضوا ديمقراطيا بالكونجرس الشهر الماضى بالتوقيع على خطاب، يؤيد بشكل عام الاتفاق النووى، وفى حالة ما إذا صوت هؤلاء النواب لصالح الاتفاق فى الكونجرس فإن عددهم سيكون كافيا كى لا يستخدم الرئيس الأمريكى حق الفيتو على قرار الكونجرس بالرفض، ولكن فى الوقت ذاته فإن معارضى الاتفاق يعتقدون انهم سيكونون قادرين على استمالة عدد من مؤيدى الاتفاق من خلال الحديث عن نقاط الضعف فى الاتفاق علنا بما فى ذلك عدم تحديد وقت او مكان محدد لعمليات التفتيش على إيران، وكذلك احتمال رفع الحظر المفروض على الأسلحة التقليدية بالاضافة لحالة الشك فى الاتفاق الخاص المبرم بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران. أما عن مجلس الشيوخ فالوضع مماثل تقريبا لمجلس النواب، حيث توجد شكوك بشأن ما إذا كان هناك أغلبية معارضة للاتفاق النووى، فيما تشير مراكز البحوث إلى أن 60 عضوا بمجلس الشيوخ على الأقل سيقومون بمعارضة الاتفاق، لكن فى حال لم يحدث هذا فإن هذا سيوفر للرئيس أوباما ضرورة استخدام حق النقض "الفيتو" ضد قرار الكونجرس. وقال ينجامين إل كاردين، وهو أكبر نائب ديمقراطى فى لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية :" أغلب الديمقراطيين يأخذون مراجعة الاتفاق يمنتهى الجدية، إنهم يعرفون انه موقف معقد، إنها ليست مسألة الحكم ب نعم أم لا بدون معرفة الحقائق".