قالت تركيا الاحد (18-4)، انها ترغب في معالجة قضية قبرص المقسمة عرقيا في غضون ثمانية اشهر وذلك بعد فوز السياسي القومي درويش ايروغلو بالانتخابات الرئاسية في شمال قبرص الذي يعتمد على انقره في وجوده. وفاز ايروغلو وهو مؤيد قوي لاستقلال قبرص التركية باكتساح في الانتخابات التي يرى دبلوماسيون ومحللون انها قد تبطئ من الجهود الرامية الى اعادة توحيد الجزيرة المتوسطية وتعرقل امال تركيا في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. واظهرت نتائج نهائية غير رسمية ان ايروغلو حصل على 50.38 في المئة من جملة الاصوات فيما حصل الرئيس المنتهية ولايته محمد علي طلعت على 42.85 في المئة. وتتمتع تركيا وهي الدولة الوحيدة التي تعترف بشمال قبرص كدولة بتأثير هائل على القبارصة الاتراك. وتدعم انقرة اقتصادهم بما يقدر بنحو 700 مليون دولار سنويا ولها 30 الف جندي هناك. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بعدما اظهرت النتائج تحقيق ايروغلو تقدما مريحا ان انقرة ترغب في التوصل الى حل للمسألة القبرصية بحلول نهاية 2010. وهذه القضية عقبة رئيسية تعترض طريق امال بلاده في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. واضاف اردوغان الذي اظهر اهتماما اكبر بالتوصل الى تسوية لقضية قبرص عن سابقيه في تصريح لتلفزيون (ان.تي.في) التركي "يجب ان يواصل القبارصة الاتراك المحادثات وهذا شيء يؤمن به ايروغلو ايضا. ان هدفنا هو التوصل الى حل بحلول نهاية العام." وأيدت تركيا طلعت الذي قاد المحادثات مع القبارصة اليونانيين منذ عام 2008 لاعادة توحيد الجزيرة كدولة ذات سيادة مع منح الحكم الذاتي للمنطقتين لكن تحت قيادة ادارة مركزية فعالة. ويسعى ايروغلو لاقامة حكم ذاتي موسع للقبارصة الاتراك في محادثات اعادة التوحيد وهو ما يعارضه القبارصة اليونانيون الذين يمثلون قبرص في الاتحاد الاوروبي وقالوا انهم سيعرقلون انضمام تركيا للتكتل حتى توحد الجزيرة مرة اخرى. وقال ايروغلو وهو رئيس وزراء شمال قبرص كذلك لمناصريه في كلمة بمناسبة الفوز "ستستمر المحادثات لانني ارغب في السلام على نحو اكبر من الذين يقولون انني لا ارغب فيه." ووصف القبارصة اليونانيون فوز ايروغلو بأنه "تطور سلبي". وقال ستيفانوس ستيفانو المتحدث باسم الحكومة القبرصية المعترف بها دوليا "الامر المهم الان هو التعامل مع الامور الاساسية لهذا التطور والكيفية التي سنتناول بها تلك الامور وما هو اسلوبنا في التعامل حتى نستطيع تحقيق هدف الوصول الى حل." وقال ستيفان فويل مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون التوسع بعد التصويت ان الاتحاد "ملتزم تماما ازاء التوصل لحل سريع لقضية قبرص." واضاف "المفوضية (الاوروبية) ستواصل دعم القادة في جهودهم نحو التوصل لتسوية شاملة في المستقبل القريب.