عقد وفد عسكري مغربي مؤخرا اجتماعات مع نظيره الإسباني في العاصمة مدريد، حيث جرى الاتفاق على عدد من المواضيع أبرزها التعاون في مكافحة الإرهاب والهجرة السرية، في حين ارتفعت أصوات في اسبانيا تطالبها بالحد من بيع السلاح للمغرب. في هذا الصدد، كانت العاصمة مدريد مسرحا يومي الأربعاء والخميس للقمة العسكرية السادسة المغربية-الإسبانية. ولم يتم الاعلان رسميا عن عقد هذه القمة خاصة من الجانب المغربي الذي يلجأ إلى الصمت والسرية في مثل هذه الحالات. وتبقى المعلومات الوحيدة التي تسربت عن القمة هي المتضمنة في بيان قصاصة صادرة عن وزارة الدفاع الإسبانية تبرز فيها وجهة نظر مدريد للقمة والقضايا المعالجة. وجاء البيان في أعقاب استقبال وزيرة الدفاع الإسبانية كارمن تشاكون لرئيس الوفد العسكري المغربي الجنرال عبد العزيز بناني، المفتش العام للقوات المسلحة المغربية. وأوضح البيان أن اسبانيا أعربت عن تأييدها لتسهيل الانخراط المستقبلي للمغرب في عملية الحلف الأطلسي 'أكتيف أندوفير' لمكافحة الإرهاب في شرق البحر الأبيض المتوسط. وفي الوقت ذاته، قدمت الوزيرة كارمن تشاكون شروحات للجنرال المغربي حول خلاصات القمة الأوروبية لوزراء الدفاع التي انعقدت في مدينة بالما في جزر الباليار الإسبانية. كارمن تشاكون التي تعتبر أول اسبانية تتولى حقيبة الدفاع في هذا البلد، اثنت على مجهودات المغرب في مكافحة الإرهارب والمخدرات والهجرة السرية، وأشادت بتعاون في تأمين الملاحة البحرية والجوية الدولية في غرب البحر الأبيض المتوسط. ويذكر أنه رغم التوتر الذي يحدث بين الرباطومدريد في المجال السياسي ورغم أزمة جزيرة تورة بين البلدين في صيف 2002، فالقيادات العسكرية تعمل على المحافظة على علاقات إيجابية، حيث يتجلى ذلك في تبادل الخبرات والمناورات العسكرية المشتركة بل وبيع اسبانيا أسلحة للمغرب. وكتبت جريدة "إمبرسيال" في موقعها في شبكة الإنترنت "القمة العسكرية السادسة تبرهن على التحالف المؤسساتي الاستراتيجي بين البلدين". وحول مبيعات الأسلحة ، طالبت عدد من الجمعيات الإسبانية من حكومة خوسي لويس رودريجز وقف عمليات بيع الأسلحة للمغرب بسبب استعمالها في نزاع الصحراء الغربية. واعتبرت هذه الجمعيات ومن ضمنها "اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئ" و"تجمع القانونيين من أجل الصحراء الغربية" أن المغرب يستعمل الأسلحة التي يقتنيها ضد الصحراويين في مدن الصحراء الغربية لقمعهم. ويذكر أن مقتنيات المغرب من الأسلحة الإسبانية تقتصر فقط على الأسلحة ذات الاستعمال المدني مثل الهراوات وعربات النقل العسكرية، في حين يركز مشترياته من فرنسا والولايات المتحدة.