أكد الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، أن الحوادث الطائفية في مصر لا ترقى لفتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، معتبرا أن ما يحدث من مشاكل بين الطرفين أمور لا تصل لظاهرة الفتنة، وأشار إلى أن الشعب المصري يتميز بالتسامح في مسألة الانتماء الديني. وانتقد في مقابلة مع برنامج "علمتني الحياة" على فضائية "المحور"، أقباط المهجر، الذين اتهمهم بأن لديهم أجندة شخصية يحاولون تطبيقها كي يثبتوا وجودهم ويصنعون قضايا من أنفسهم ليس لها وجود مثل تصريحاتهم بوجود فتنة طائفية في مصر، وهذا غير حقيقي ويختلقون المشاكل وهم ليس لهم حق في مطالبهم، وهم أيضًا لا يمثلون البابا شنودة فهم يحاولون إيجاد فروق بين المسلمين والمسيحيين. وقال الباز "لم أتعاون مع أقباط المهجر في أي يوم من الأيام، وأنا حضرت عهد اليهود في مصر أثناء ما كانوا يعيشون كمصريين وكنا ننظر لهم على أنهم مصريون وليسوا يهودًا، ولم ننظر للديانة أبدًا فمصر هي بلد التسامح الديني". ونفى أن تكون مصر متجهة لتوريث الحكم كما تقول المعارضة في مصر، وقال إن جمال مبارك نجل الرئيس ليس راغبًا في تولي الرئاسة، وحول تأييده أو معارضته للدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أبدى رغبته بالترشح، قال الباز: حسب الأجندة الانتخابية التي سيطرحها حينها سيكون لي رأي فيها بالتأكيد. وحول زيارته لسعد الدين إبراهيم رئيس مركز "ابن خلدون" أثناء وجوده بالسجن عام 1999، وطلبه منه أن يعد ورقة بالمطالب الديمقراطية التي يراها لمصر كي يعرضها على الرئيس حسني مبارك، أكد الباز أن لإبراهيم الحق في التعبير عن رأيه في أي جريدة وجرائد المعارضة كثيرة ومصر بلد حرية الصحافة. وتابع "عندما زرته في السجن كان بهدف أن أعرف ما يدور في ذهنه من أفكار وتصورات ليس للعرض على الرئيس مبارك، فليس أي شخص يدور في ذهنه تصورات نعرضها على الرئيس مبارك فهناك أمور أهم بكثير من تصورات سعد الدين إبراهيم". وعن أخطر ما يواجه مصر من تحديات حاليا، اعتبرها التعليم أهم التحديات، وأضاف "نحن في حاجة لنهضة حقيقية في مجال التعليم، ورفض أن يكون الشعب المصر قد أصبح أكثر كآبة"، وقال "الشعب المصري يضحك رغم كل الهموم وهذه هي طبيعته"، وقال "كنت قريبًا في مشوار في إحدى الأحياء الشعبية لاشتري شيء معين وقابلني أحد الناس وقال لي يا بيه يا بيه، فنظرت له وقلت نعم فضحك، وقال: ها ها عهد البهوات انتهى من زمان! فضحكت هل معنى هذا أن أقول أن الشعب المصري أصبح شيوعيُا!!". وعن اختلافه مع الزعيم جمال عبد الناصر، قال "لم أختلف معه في السياسة العامة ولكن هناك أمور رفيعة لا أتذكرها الآن كان لي رأي فيها"، ونفى عنه اتهامه بأنه من دعاة قمع المثقفين، وقال "لم يكن يعتقلهم لأنهم مثقفون ولكن لأمور كانت تضر بمصالح الوطن". وعزا هزيمة يونيو 1967 إلى الظروف رافضا تعليقها في رقبة عبد الناصر أو غيره بل لظروف أكبر بكثير من أشخاص وليس هنا مجال للحديث عنها بل تحتاج لدراسة، ونفى الباز اتهامه بأنه كان من خلال مشاركته في التنظيم الطليعي كان يقوم بكتابة تقارير سرية ليعرضها على الرئيس عبد الناصر وعلى أساسها كان يعتقل الطلاب، وقال "هذا كلام غير صحيح ولم أكتب أي تقارير أمنية إلا فيما كان يخص مصلحة الوطن وأمنه واستقراره". إلى ذلك، كشف الباز أنه هو الذي قام بكتابة الخطاب الشهير الذي ألقاه الرئيس أنور السادات في الكنيست الصهيوني وليس بمعاونة الكاتب الصحفي الراحل موسى صبري بل بمفرده، وقال "حينما عرضت الخطاب على الرئيس السادات، وكنا في عزومة غداء، قال لي عندما سمعني ألقي عليه الخطاب وكان يريده باللغة العربية: يا ابن الإيه الآن أستطيع أن أقول لإسرائيل أنا ربكم الأعلى"، وأضاف "كان لهذا الخطاب تأثير بالغ وعميق على الإسرائيليين". ورفض الباز اتهام السادات بأنه فرط في القضية الفلسطينية من أجل مصالح مصر، وقال: السادات كان ينشد السلام للمنطقة العربية كلها ولم يفرط أبداً في القضية الفلسطينية ولم يضحي بها من أجل مصر. وروى موقفا أثناء كتابة الاتفاقية، وقال "الرئيس الأمريكي آنذاك جيمي كارتر كان يريد أن يضع بندا خطير في الاتفاقية وهو أن يكون لإسرائيل حق المرور الحر في قناة السويس، وقلت للرئيس: هذا كلام خطير وكيف نعطي لإسرائيل هذه الميزة ورفضنا بالطبع". وقال الباز إنه لم يتوقع اغتيال الرئيس السادات، ورفض أن يكون قد رحل ضحية لسياساته بل كان ضحية لناس جهلاء بسياسته التي كان لها بعد استراتيجي مهم للمنطقة العربية ككل، ورأى أنه كان يميل لأسلوب الصدمات الكهربائية في قراراته وهذا الأسلوب كان مطلوبا في ذلك الوقت. واعتبر الباز أن مصر ليست في خصومة مع إيران، وقال "إيران ليست دولة معادية لنا وليست مهددة لأمن مصر القومي فلماذا نخاف من إيران؟"، ونفى أن يكون هو صاحب الصوت الأعلى في عدم وجود تعاون بين مصر وإيران، لكنه انتقد سياسة إيران الحالية، وقال "سياسات إيران وقت الرئيس محمد خاتمي أفضل منها بكثير في الوقت الحالي". وعن مسألة السلاح النووي الإيراني، قال "هذا شأنهم ولكن عليهم تحمل تبعات هذا القرار ومصر مع الرأي الذي يقول أنه كلما قل انتشار الأسلحة النووية كلما كان في مصلحة العالم". وختم الباز مؤكدا أنه لم يندم على أي قرار اتخذه وأنه لم يسعى لأي منصب رسمي ولم يعمل سفيرًا في أي مكان في العالم فهو فقط سياسي أو دبلوماسي كما هو معروف عنه، وقال: الذي لا يعرفه الناس عن نصفي الآخر أن مهنتي الأساسية هي القضاء فأنا نصفي قاض والنصف الآخر دبلوماسي أو سياسي كما تقولون.
مبارك أو ابنه من جهته، أعرب نبيه العلقامي عضو مجلس الشورى، عضو الأمانة العامة للحزب "الوطني" عن ثقته بأن المرشح الذي سيختاره الحزب إلى الانتخابات الرئاسية في عام 2011 لن يخرج عن واحد من اثنين، هما الرئيس حسني مبارك الذي لم يعلن قراره بعد بخوض الانتخابات من عدمه، أو نجله جمال الأمين العام المساعد أمين "السياسات" بالحزب الحاكم، قاطعًا الطريق على أية احتمالات أخرى. وشن العلقامي هجومًا لاذعًا على الدكتور محمد البرادعي الذي يطرح نفسه كمرشح محتمل للرئاسة في حال إقرار تعديلات دستورية تتضمن تخفيف القيود عن ترشح المستقلين إلى الانتخابات الرئاسية، قائلاً إن عليه أن يتفرغ لكتابة مذكراته حتى يشغل نفسه وأن يوقف طموحه، وأكد في الوقت ذاته أن "الإخوان المسلمين" لن يحصلوا على مقعد واحد في الانتخابات البرلمانية القادمة، وأن عليهم أن ينسوا تكرار ما حدث في انتخابات 2005، حين حصلوا على 88 من مقاعد مجلس الشعب. وأضاف أن مبارك هو مرشح الحزب القادم وفي حال عدم رغبته في الترشح، سيكون الاسم المطروح هو جمال مبارك، لأن مصر لا تستطيع أو ترضي أن يحكمها أي شخص سواهما، مشيدًا بنجل الرئيس الذي قال إنه استطاع أن يحدث طفرة في الخطاب السياسي بنقله إلى مواقع الأحداث، أسوة بما يفعل الرئيس مبارك في جولاته الميدانية بالمحافظات. وأشار إلى الدور الذي لعبه جمال على الساحة السياسية منذ انخراطه في العمل الحزبي في فبراير عام 2000م حين انضم للحزب "الوطني"، لافتًا إلى أنه نجح في تغيير منهج الحياة الحزبية، وأتى معه بلغة سياسية قادرة على الاستجابة للتطورات الاقتصادية والاجتماعية وهو رجل يحترم كل الآراء التي تحقق المصلحة للوطن والمواطن، وهو ما يفكر فيه الرئيس مبارك. ونفى العلقامي بشدة ما يتردد عن وجود انقسام داخل الحزب الحاكم، ردًا على تصنيف الإعلام لأقطاب الحزب إلى فريقين أساسين، "الحرس القديم" و"تيار الفكر الجديد"، موضحًا أن الحزب على كافة مستوياته وأماناته هو حزب واحد يعمل تحت مظلة الرئيس مبارك. واتهم صحفًا وإعلاميين، دون تحديدهم بالاسم، بالعمل على تشويه صورة الحزب "الوطني" أمام الرأي العام دون هدف من ذلك سوى أنه يناطح الحزب والذي لولاه ما استطاع أن يتحدث ويطلق الانتقادات في ظل الديموقراطية التي حرصت القيادة السياسية على احترامها وجعلها مظلة لجميع المصريين. إلى ذلك، قال العلقامي إن الحزب "الوطني" لا يمانع من خوض محمد البرادعي انتخابات رئاسة الجمهورية في العام القادم إذا ما توافرت فيه الشروط الخاصة التي تجعله مؤهلاً لخوضها، لكنه قال ساخرًا بأنه وما دام لا تنطبق عليه الشروط التي حددتها المادة 76 من الدستور فعليه أن ينشغل بعمل بعيدًا عن فكرة الترشح. وأضاف إن علي البرادعي أن يبحث عن دور آخر يتصدر من خلاله عناوين الصحف والبرامج الفضائية أو يكتب مذكراته ليلهي نفسه عن وهم انتخابات رئاسة الجمهورية، واتهم المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية وأنصاره بأنهم لا يعملون لصالح مصر وإنما من أجل "الشو"، وقد ظهرت عليهم حاليا بوادر الانهزامية عندما شاهدوا جموع الشعب تلتف حول الرئيس مبارك وتطالبه بالاستمرارية. وأعرب العلقامي عن اعتقاده بأن الحزب "الوطني" سيكتسح الانتخابات القادمة، مرجحًا أن تصل نسبة فوزه إلى 100% في انتخابات التجديد الثلثي لمجلس الشورى، و85% من مقاعد مجلس الشعب على أدنى تقدير. ورجح في المقابل ألا يكون هناك تواجد ل "الإخوان" في البرلمان القادم، وقال بلهجة تحد إن "الإخوان" لابد أن يعلموا أنهم لن يحصلوا على مقعد واحد في الانتخابات القادمة، وأن عليهم أن يفيقوا من غيبوبتهم لأنهم لا يزالون مصدومين حتى الآن من هول مفاجأة حصولهم على 88 في انتخابات 2005، وعليهم أن يدركوا أن نهايتهم السياسية قد قربت.