نكست أعلام الدول في مقر الاتحاد الاوروبي الاحد حدادا (11-4)، على وفاة الرئيس البولندي و90 مسئولا اخر في حادث طائرة السبت. وأصاب الحادث الذي وقع خارج مدينة سمولينسك الروسية جميع دول أوروبا بالصدمة. وقد انضمت بولندا للاتحاد الاوروبي عام 2004 ومثلها الرئيس ليخ كاتشينسكي في سلسلة من قمم الاتحاد الاوروبي. وكان الرئيس البولندي الذي ينتمي لجناج اليمين مثيرا للجدل في بروكسل حيث كان مشهورا بأسلوبه العدواني وانتقاداته غير الدبلوماسية في بعض الاحيان. ولكن وفاته بالاضافة لعدد من كبار المسئولين البولنديين وعدد من الشخصيات العسكرية عندما كانوا في طريقهم لحضور مراسم الاحتفال بالذكرى ال70 للمذبحة التي ارتكبها السوفييت بحق ضباط من الجيش البولندي في غابة كاتين أصابت الجميع بالحزن. وأرسل رؤساء الاتحاد الاوروبي الثلاثة، رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزيك ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو ورئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبي رسائل عزاء لبولندا السبت. ولزمت بولندا كلها الصمت لمدة دقيقتين الاحد في حوال الساعة 10,00 ت غ حدادا على الضحايا. ونقلت قنوات التلفزيون البولندية لقطات من مختلف انحاء بولندا تصور السيارات والمارة وقد تسمروا في اماكنهم عند سماع صفارة الانذار التي اعلنت بدء هذه اللحظات من الخشوع والذكرى. وقام اعضاء الحكومة والنواب واعضاء مجلس الشيوخ بايقاد الشموع امام مقر البرلمان. وتجمع العديد من ابناء وارسو في دقيقتي الصمت هاتين امام القصر الرئاسي في الوسط التاريخ للعاصمة امام بحر من الشموع وباقات الزهور العديدة التي وضعت امامه منذ السبت. وفي الشوارع الكبرى للعاصمة توقفت السيارات وخرج منها ركابها كما افاد مراسلو فرانس برس. ووصلت طائرة عسكرية بولندية تحمل جثمان الرئيس البولندي الراحل ليخ كاتشينسكي إلى وارسو امس الأحد. وكان في استقبال النعش في المطار العسكري برونيسلاف كوموروفسكي القائم بأعمال الرئيس ورئيس الوزراء دونالد تاسك ومسئولون آخرون.
جنازة عسكرية وودع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين نعش كاتشينسكي في مراسم عسكرية لم تستغرق وقتا طويلا في سمولينسك. ونقلته طائرة عسكرية الى وارسو حيث يقول مسؤولون بولنديون إن مراسم إلقاء الجماهير النظرة الأخيرة على كاتشينسكي ستجرى في وقت لاحق بالقصر الرئاسي. وأرسلت جثث الضحايا الآخرين ومن بينهم ضباط كبار بالقوات المسلحة البولندية ونواب من المعارضة الى موسكو لتحديد هوياتهم. ويحلل محققون روس ايضا أدلة من الصندوقين الأسودين. واحتشد ملايين المشيعين في الكنائس للصلاة على أرواح الضحايا. وتجمع الآلاف امام القصر الرئاسي في وارسو وحولوا المنطقة الى بحر من الزهور والشموع وأعلام البلاد وصور الراحلين. وقد تحطمت الطائرة صباح السبت (10-4)، بالقرب من سمولينسك التي تبعد اكثر من 400 كلم غرب موسكو ليلقى كل ركابها ال96 مصرعهم ومن بينهم الرئيس كاتشينسكي وزوجته والعديد من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين البولنديين. وفي كندا حيث يوجد نحو مليون شخص من اصل بولندي، قال رئيس الوزراء ستيفن هاربر "ان الكنديين والبولنديين ينعون معا ليخ كاتشينسكي وزوجته ماريا وكذلك مسؤولين سياسيين وعسكريين كبارا غابوا عنا في الحادث". وعبر البابا بنديكتوس السادس عشر عن "المه العميق" وقال "اتضرع الى الله عز وجل ليبارك الشعب البولندي".
تنكيس الأعلام واعلن الاتحاد الاوروبي الحداد الاثنين في بروكسل. وحيا الاتحاد بالاجماع كاتشينسكي بالرغم من انه اعاق الاتفاق حول معاهدة لشبونة. ونكست اعلام المؤسسات الاوروبية في بروكسل وسيتم الوقوف دقيقتي صمت في كل اجتماعات الاتحاد في اليوم نفسه. وتحدث رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو عن "مواطن بولندي كان في الوقت نفسه ملتزما جدا بالاتحاد الاوروبي". واشاد رئيس الاتحاد الاوروبي هرمن فان رومبوي ب"مواطن ورئيس دولة كبير". وعبرت المستشارة الالمانية انغيلا مركيل عن 'حزنها العميق' وكذلك رئيس الوزراء البريطاني الذي اعرب عن "صدمته وحزنه" لمقتل كاتشينسكي "احد اهم اللاعبين في التاريخ السياسي الحديث لبولندا" فيما عبرت الملكة اليزابيث الثانية عن "حزنها الشديد". وفي فرنسا عبر الرئيس نيكولا ساركوزي بدوره عن "تأثره الشديد" مؤكدا ان كاتشينسكي ناضل دوما من اجل "الديمقراطية والحرية ومحاربة التوتاليتارية". وقال رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني ان وفاته تمثل "خسارة كبيرة" بالنسبة لايطاليا. واشار الرئيس البرتغالي انيبال كافاكو سيلفا الى اسهام الرئيس البولندي في "ترسيخ الديمقراطية ودولة القانون في بلاده". وقال رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينندي "يختفي معه رئيس دولة مميز دافع بكل وضوح عن مصالح بولندا". وتحدث رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو عن "خسارة لا تعوض". وقال الرئيس التشيكي فاسلاف كلاوس انه "حادث مريع" ورفع العلم البولندي فوق قصر براغ مقره الرسمي. كما وصف رئيس سلوفاكيا ايفان غاسباروفيتس الحادث بانه "نبأ مثير للصدمة". واعتبر رئيس رومانيا ترايان باسيسكو انها "مأساة ذات بعد تاريخي"، فيما اكد رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوروسوفو ان بلاده تشاطر "بولندا الصديقة حدادها". الى ذلك اشاد رؤساء وزراء الدانمارك والنروج والسويد بصفات الرئيس كاتشينسكي الرجل الذي يحظى ب'الاحترام' بحسب كوبنهاغن.وفي ليتوانيا التي تضم اقلية بولندية كبيرة اعلن حداد وطني امس . وقالت الرئيسة داليا غريبوسكايتي "ان ليتوانيا فقدت صديقا طيبا". وفي كييف حمل العديد من الاوكرانيين الازهار واشعلوا الشموع امام السفارة البولندية. وعبر قادة البلاد والمعارضة بالاجماع عن حزنهم. ووجه الرئيس الجورجي ميخائيل سكاشفيلي تحية شخصية الى كاتشينسكي ووصفه ب'صاحب القلب الكبير' الذي دعم كثيرا جورجيا خصوصا في وجه روسيا. وقال انه 'اعاد معنى النزاهة ومعنى الكرامة الى السياسة البولندية وسياسة كل المنطقة'. الى ذلك عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن 'صدمته' لمصرع الرئيس ليش كاتشينسكي، وكذلك المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان. كما اعرب الامينان العامان للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ومجلس اوروبا ثوربيورن ياغلاند ورئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا ووزير خارجية كازاخستان كانات سوداباييف عن حزنهم. وعبرت طهران عن تعازيها، فيما وصفت انقرة الرئيس البولندي ب"صديق" تركيا. كما وصف الصهاينة كاتشينسكي ب"الصديق الذي ساهم الى حد كبير في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الشعبين البولندي واليهودي" كما قال رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو. كذلك توالت برقيات التعازي من جنوب افريقيا والمغرب. وفي امريكا اللاتينية اعلنت الحكومة البرازيلية الحداد الرسمي لثلاثة ايام. وعبرت مكسيكو وبوغوتا ايضا عن تأثرهما وكذلك اوتاوا.