لقي الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي وزوجته وعدد من كبار مسؤولي الدولة مصرعهم اليوم لدى تحطم طائرته الرئاسية قبيل هبوطها في مطار قرب مدينة سمولنيك غربي روسيا، حيث كان في طريقه لحضور حفل لإحياء ذكرى مقتل الآلاف من الجنود البولنديين على أيدي الروس أوائل أربعينيات القرن الماضي. واسفر الحادث بحسب التقديرات الاولية عن نحو 132 شخصا. وذكر مسؤولون محليون في مدينة سمولينسك الروسية أن لا ناجين في حادث تحطم الطائرة التي اصطدت الاشجار بسبب الضباب الكثيف عند محاولتها الهبوط في مطار المدينة. وقد أظهرت صور بثها التلفزيون الروسي حطام الطائرة المشتعل في إحدى الغابات. وقال المتحدث باسم الخارجية البولندية بيوتر بازكوسكي في تصريح لتلفزيون بولندي:"ان الطائرة احتكت بشجرة عالية، فاشتعلت بها النيران وتحطمت". وأضاف أن الرئيس كان برفقته أيضا فرانشيزيسك جارون رئيس اركان الجيش البولندي وأندريه كريمر وكيل وزارة الخارجية ومحافظ البنك المركزي. واكد حاكم مدينة سمولينسك الروسية سيرجي انتوفييف للتلفزيون الروسي انه ليس ثمة اي ناجين في حادث تحطم الطائرة البولندية قرب المدينة. وقال "بينما كانت تستعد للهبوط، فشلت الطائرة التي تقل الرئيس البولندي في الهبوط على مدرج المطار". وكان الرئيس البولندي متوجها برفقة زوجته وعدد من المسؤولين البولندين في طريقهم إلى كاتين بالقرب من الحدود مع روسياالبيضاء، للمشاركة في احتفالات الذكرى السبعين لمجزرة كاتين التي قتل فيها أكثر من عشرين الف جندى بولندى على يد السوفيت ابان حكم ستالين. وكان أيضا ضمن ركاب الطائرة أفراد عائلات الجنود البولنديين القتلى. واوضحت وزارة الطوارئ الروسية لوكالة اتار-تاس للانباء ان حدث تحطم الطائرة وقع في الساعة 1056 بتوقيت موسكو (حوالي السابعة إلا خمس دقائق بتوقيت جرينتش). وقد سارعت الحكومة البولندية إلى عقد اجتماع طارئ بعد الإعلان رسميا عن مقتل الرئيس وكبار المسؤولين. يشار إلى أنه وفقا للدستور البولندي يتولى رئيس مجلس النواب رئاسة البلاد في حالة وفاة الرئيس. وكانت شخصية الرئيس البولندي وآراؤه مثيرة للجدل على حلبة السياسة الدولية، لكن مواقفه السياسية اليمينية كانت تحظى بقبول الكثير من مواطنيه البولنديين. ولم يتردد كاتشينسكي في استخدام الأسلوب العاطفي، للوصل الى درجة اعلى من التأثير على البولنديين. وحين كان عمدة للعاصمة وارسو منع مسيرات للمثليين مرتين، كما عبر عن تأييده لعقوبة الإعدام. وانتخب كاتشينسكي رئيسا لبولندا عام 2005 ممثلا عن حزب العدالة والقانون، وقال كاتشينسكي في حملته الانتخابية حين ترشحه للرئاسة إن بولندا بحاجة الى الانتقال من مرحلة "الجمهورية الثالثة" كما كانت تسمى الى "الجمهورية الرابعة" القائمة على القوة والعدل الاجتماعي. وكان كاتشينسكي قد أسس حزب العدالة والقانون الذي يعتمد قيم الكنيسة الكاثوليكية، مع شقيقه التوأم ياروسلاف عام 2001. وكان الشقيقان قد حظيا بشيء من الشهرة حين مثلا في فيلم "ولدان سرقا القمر" في سن الثامنة.