كشف مسئولون عسكريون أن قوات الاحتلال الأمريكيةبأفغانستان تخطط لشن هجوم كبير في غضون الشهرين القادمين على مدينة قندهار جنوبي البلاد، بهدف إخراج حركة "طالبان" الحاكمة السابقة بأفغانستان من معقلها الرئيسى قبل حلول شهر رمضان. يأتي ذلك غداة زيارة غير معلنة قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأفغانستان حيث التقى مساء الأحد (28-3)، بحشد من جنود بلاده في قاعدة باجرام في زيارة هي الأولى لأفغانستان منذ توليه الرئاسة، تعهد فيها بمنع عودة "طالبان" لحكم أفغانستان، معبرًا عن ثقته بأن قواته ستنجح في القضاء على الحركة، حسب زعمه.
هجوم موسع وذكر مسئولون أمريكيون رفضوا نشر أسمائهم أن قوات الاحتلال الأمريكية تخطط لشن هجوم كبير سيبدأ في يونيو المقبل، يتحول بعدها من مرحلة "التطهير" إلى مرحلة "التأمين وإقرار النظام" التي توقعوا أن تستمر حتى أواسط أكتوبر على أقل تقدير.
وستأتي الحملة بعد شهور على العملية العسكرية التي شنتها القوات الأمريكية بالاشتراك مع قوات "الناتو" والجيش الأفغاني العميل على "مرجة" التي تعد ضمن المعاقل المهمة لحركة "طالبان" في جنوبي أفغانستان.
وتعد قندهار ثانية كبرى مدن أفغانستان، وكانت معقلاً رئيسًا لحركة "طالبان" إبان حكمها البلاد حتى الإطاحة بها بالغزو الأميركي نهاية العام 2001.
وكانت "طالبان" قد تبنت سلسلة تفجيرات هزت قندهار منتصف الشهر الجاري وأودت بحياة العشرات، واعتبرتها رسالة موجهة إلى قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي قالت إنها تخطط لشن هجوم كبير هناك.
أوباما يعترف ومن ناحية أخرى، اعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخيبة أمله في تحقيق تقدم كبير بأفغانستان على صعيد مكافحة الفساد بعد أكثر من عام على وصوله إلى السلطة، ووضع خطة تهدف إلى سحب القوات الأمريكية من هناك في عام 2012.
جاء ذلك غداة عودته إلى واشنطن قادمًا من أفغانستان حيث أجرى زيارة خاطفة لم تستغرق بضع ساعات التقى خلالها عددًا من أفراد القوات الأمريكية بالقاعدة العسكرية الأمريكية في باجرام، واستقل مروحية إلى كابول حيث التقى الرئيس حامد كرزاي الذي يحظى بدعم الولاياتالمتحدة.
وردًا على سؤال خلال مقابلة مع محطة تلفزيون (إن.بي.سي. نيوز) عن رسالته بشأن مكافحة الفساد التي نقلها إلى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أثناء زيارته المقتضبة، قال أوباما "أظن أنه ينصت لما نقول.. لكنني أعتقد أن التقدم بطيء جدًا وما نحاول أن نؤكد عليه هو الحاجة الماسة إلى ذلك الآن".
وخلال لقائه كرزاي طلب أوباما منه مضاعفة الجهود للتصدي للفساد في بلاده، في علامة على عدم رضا واشنطن تجاه حليفها التي أتت به إلى السلطة عقب الإطاحة بحركة "طالبان" في أواخر 2001.
وفي اليوم التالي للزيارة، كان الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة في كابول، وحث كرزاي على اتخاذ مزيد من الإجراءات لمكافحة الفساد وإلا فإنه قد يقوض الإستراتيجية الأمريكيةالجديدة في الحرب.