شهد الربع الأول من العام الجاري تضاعفا في خسائر قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية بأفغانستان مقارنة بالتي تكبدتها في الفترة نفسها من العام الماضي، وحذر مسئولون أمريكيون من ارتفاع كبير في الخسائر مع نشر قوات إضافية قوامها 30 ألف جندي وقرب شن عملية واسعة في ولاية قندهار جنوبي أفغانستان. وطبقا لإحصاءات استقتها وكالة "أسوشيتد برس" من وزارة الحرب الأمريكية، فقد قتل 77 جنديا أمريكيا منذ مطلع العام الجاري مقابل 41 قتيلا العام الماضي، أما الجانب البريطاني فقد تكبد 33 قتيلا مقابل 15 في العام الماضي، حسب الإحصاءات الغربية المشكوك فى صحتها.
وفي تفاصيل أرقام وزارة الحرب قتل 57 جنديا أمريكيا في شهري يناير وفبراير الماضيين مقارنة بمقتل 28 خلال نفس الشهرين من العام الماضي، وقتل في مارس الجاري 20 جنديا مقارنة بمقتل 13 في الشهر نفسه من العام الماضي.
وبخصوص الإصابات في صفوف القوات الأميركية والتي تلقى اهتماما أقل من القتلى، ارتفع عدد جرحى جيش الاحتلال الأمريكي في أفغانستان بشكل كبير من 85 مصابا في أول شهرين من العام الماضي إلى 381 جريحا هذا العام بزيادة نسبتها 350%.
وبلغ عدد المصابين من القوات الأميركية خلال الأيام الستة الأولى من مارس الجاري 40 جريحا، مقارنة مع 50 جريحا في مارس الماضي كاملا، أي بمعدل سبع إصابات في اليوم.
وإزاء هذه الأرقام حذر مسئولون أمريكيون من ارتفاع عدد الخسائر بصفوف القوات العاملة في أفغانستان بشكل كبير، في وقت تنهي فيه وزارة الحرب نشر 30 ألف جندي إضافي وتستعد لشن عملية واسعة على معقل حركة طالبان في ولاية قندهار جنوبي البلاد خلال الأشهر القادمة.
أيام قاسية وفي هذا السياق قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مايك مولن الشهر الماضي إن أياما وصفها بالقاسية تنتظر قواته في أفغانستان.
وكانت قوات احتلال دولية مشتركة، أمريكية وأفغانية عميلة ومن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قوامها عشرة آلاف جندي، قد أعلنت سيطرتها على منطقة مرجه في ولاية هلمند المجاورة بخسائر وصفت نسبيا بالقليلة، لكن طالبان رغم ذلك واصلت هجماتها الناجحة بالعبوات الناسفة.
ومن المقرر أن يشارك العديد من القوات الأمريكية الإضافية في العملية العسكرية الواسعة المزمعة في ولاية قندهار والتي يرى محللون أنها ستكون أصعب بكثير من عملية مرجه.
وتهدف العلميات العسكرية في مرجه ولاحقا في قندهار، وفق مزاعم مسئولين أمريكيين، إلى الضغط على حركة طالبان ل "إجبارها على التفاوض والعمل على تسوية سياسية" تنهي صراعا طويلا امتد لأكثر من ثماني سنوات. وتعتقد واشنطن أن عملية التفاوض ستأخذ زخما بمجرد تراجع قوة طالبان في أرض المعركة.