ارتفع عدد قتلى قوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان "الناتو" منذ بدء العام الجاري، إلى أكثر من مائتي جندي، لتتكبد هذه القوات أكبر الخسائر في فترة مماثلة لأي عام مر خلال أكثر من ثماني سنوات منذ بدء عمليات الاحتلال التي قادتها الولاياتالمتحدة عام 2001. وصباح الاثنين، قُتل جنديان إيطاليان في انفجار لغم يدوي الصنع لدى مرور قافلتهما قرب هراة غرب أفغانستان، كما أصيب جنديان إيطاليان آخران في هذا الهجوم. وقُتل بعد ساعات جنديان آخران من الحلف الأطلسي بقنابل يدوية الصنع في غرب وجنوب أفغانستانالمحتلة، كما أعلن الحلف من دون أن يحدد جنسيتيهما. وبمقتل هؤلاء الجنود الذي يأتي غداة سقوط جنديين من قوات الاحتلال في الجنوب الأفغاني، يتجاوز عدد القتلى في صفوف هذه القوات عتبة المائتي قتيل بحسب حصيلة اعدتها وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى موقع الكتروني مستقل. وعلى سبيل المقارنة قُتل 119 جنديا من قوات الأطلسي بين يناير وأواخر مايو 2009، واعتبر العام 2009 مع مقتل 520 جنديًا من قوات الاحتلال في أفغانستان، الأكثر دموية منذ بدء عمليات الاحتلال عام 2001، ويقتل جندي أو جنديان للاحتلال كل يوم في أفغانستان كمعدل وسطي منذ صيف 2009. ويأتي هذا التصعيد المستمر للمقاومة الأفغانية في وقت ترسل فيه تعزيزات جديدة وفقًا لإستراتيجية البيت الأبيض الجديدة، حيث من المفترض أن يرتفع عديد جنود الاحتلال من حوالي 130 ألفًا إلى حوالي 150 ألفًا، أكثر من ثلثيهم من المرتزقة الأمريكيين، وحذر العديد من الخبراء من ارتفاع الخسائر مع تزايد عدد قوات الاحتلال المنتشرة في أفغانستان. وكان رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الأمريكي الأميرال مايكل مولن اعتبر أنه ينبغي توقع سقوط مزيد من القتلى في صفوف قوات الاحتلال، وخصوصا الأمريكية. وأقر في ديسمبر بأن "هذه المهمة ستكون أصعب بكثير مما كانت عليه قبل عام" بالنسبة إلى الجنود الأمريكيين، وأضاف "قلت لقواتنا بأن يستعدوا لمزيد من المعارك ومزيد من الخسائر" لأن "المقاومة أصبحت أكثر عنفًا وتوسعًا وأكثر تطورًا" وطالبان "أكثر فاعلية". وأثبتت عملية "مشترك"، وهي أوسع هجوم للحلف الأطلسي منذ بدء عمليات الاحتلال عام 2001 وقد شنت في فبراير في مرجه، المعقل الريفي لطالبان في ولاية هلمند، أن المقاومة الأفغانية احتفظت بكل قوتها الضاربة. وقد زرعت في هذه المنطقة مئات الألغام اليدوية الصنع، وهي السلاح المفضل لطالبان والمقاومة، كما أن قوات الاحتلال الأمريكية لاحظت أن بإمكان طالبان زرع قنابل بعد ساعات قليلة فقط من تنظيف طريق من جانب خبراء إزالة الألغام التابعين للحلف الأطلسي. وقد أظهر الهجوم الذي وصفته صحف أمريكية بأنه "فشل"، حدود الإستراتيجية لمحاربة المقاومة. وأفاد استطلاع أجرته المنظمة غير الحكومية لحقوق الإنسان "انترناشيونال كاونسيل أون سيكيوريتي آند ديفلوبمنت" عبر ناشطة في هلمند، أن 61% من الأفغان في مرجه عبروا عن رأي "أكثر سلبية" بشأن قوات الحلف الأطلسي منذ بدء هذا الهجوم. إلى ذلك يستعد الحلف الأطلسي منذ أشهر عدة لاختبار قوته في قندهار مهد طالبان، في هجوم يتوقع أن يصل إلى ذروته خلال الصيف عندما ستصل كل التعزيزات. ويتوقع جيش الاحتلال الأمريكي الذي تضاعف عدد جنوده القتلى في 2009، مقاومة شرسة من جانب مقاتلي طالبان الذين دعوا السكان للتسلح استعدادًا للهجوم، فيما يرى محللون أن هذا الهجوم ربما يقضي على قوة الاحتلال ويجبره على الانسحاب.