"من شأن هذا النزاع النووي الصغير أن يودى حتمًا بحياة عشرات الملايين، وإن لم يكن بحياة مئات الملايين من الأرواح البشرية، حتى لوافترضنا مرة أخرى أنه لن يصل النزاع إلى حرب نووية عالمية شاملة". هذا ماجاء فى تقرير نشره موقع "وورلد سوشياليست" الاشتراكي، حسب مصر العربية، حذر خلاله من احتمال نشوب حرب نووية صغيرة بين حلف الناتو بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية وبين روسيا. و كانت صحيفة الجارديان البريطانية قد ذكرت الأربعاء الماضي أن حلف شمال الأطلسي يجهز استراتيجية نووية أكثر عدوانية، كرد فعل على العدوان الروسي. وبحسب مصادر بالناتو، فثمة مناقشات سرية حول ضرورة التوسع النووي في الحلف في مواجهة الخطر الروسي. التغييرات المنشودة تأتي على رأس أولويات قمة بروكسل الخاصة بالحلف، التي تسعى إلى بلورة سياسة جديدة في هذا الشأن، من خلال مؤتمر فريق التخطيط النووي. ونقلت الجارديان عن دبلوماسي بالحلف طلب عدم الكشف عن هويته قوله " هناك قلق جاد حول كيفية التعامل مع روسيا رسميًا بشأن القضايا النووية، ولذلك سيتم اتخاذ مجموعة تدابير كاملة في مواجهة ذلك". ووفقا للموقع الاشتراكي، فإن مبدأ إعادة النظر في السياسة النووية للحلف كرد فعل على التصعيد الروسي سيقلب الأمور رأسًا على عقب. ولفت إلى أن تطورات الأحداث في أوكرانيا دفعت الحلف إلى العسكرة في شرق أوروبا، وتشكيل قوة هجومية للرد السريع قوامها 40000. من جانبه، أعلن "آشتون كارتر" وزير الدفاع الامريكى أن الولاياتالمتحدة سوف تمركز بشكل دائم الدبابات والعربات العسكرية وغيرها من المعدات العسكرية في البلدان التي تحد روسيا، كما ستجرى مناقشة مسألة التسليح المباشر لأوكرانيا من خلال دعم موسع من الخارج. ويخطط شمال الأطلسي الآن بالرد العسكري الرادع، الذي لا يستبعد خيار الأسلحة النووية أيضًا، ضد أي محاولة روسية للرد على ما تسميه موسكو " المبادرات العدوانية الإمبريالية الأمريكية في شرق أوروبا". صحيفة "فاينانشال تايمز" ذكرت أن الحلف يعد العدة لتهديدات روسية باستخدام الصواريخ النووية متوسطة المدى، إذا حدث نزاع مع واحدة من دول البلطيق. ودوره، قال بريدج كولبي، من مركز دراسات العلوم السياسية والإستراتيجية والعلاقات الدولية، : "لابد ألا يعيد حلف شمال الأطلسي النظر في إاستراتيجيته النووية بشكل تام، ولكن ينبغي أن ينظر للأمر بواقعية، لبحث كيفية الرد، ولابد أن يستعد لتوجيه رسالة لبوتين مفادها أنه لن يفلت من العقاب ". وتبرر أمريكا هذا السيناريو بانتهاكات روسية لاتفاقية بشأن الصواريخ النووية متوسطة المدى. كما زعمت مصادر بالبنتاجون، وفقا لتقرير الموقع الاشتراكي العالمي، أن وزارة الدفاع الأمريكية تدرس شن عملية هجوم وقائية على أهداف معينة في روسيا كرد فعل على إنتهاك أتفاقية محتمل من الجانب الروسي. وأوضحت دراسة أجراها المركز البحثي المذكور أن الولاياتالمتحدة سوف تجعل ترسانتها النووية للحرب ضد روسيا أو الصين أو أي قوة أخرى أسهل في الاستخدام، وتطوير استراتيجيتها النووية بما يناسب مع واقع القرن 21 عن طريق جيل جديد من الرؤوس الحربية التكتيكية ومنصات الإطلاق. وبحسب الدراسة، فإن الأسلحة النووية التكتيكية المتطورة سوف تمكن واشنطن من التهديد بنشوب حرب نووية أصغر حجما دون أن يردعها التهديد بمحرقة نووية. وأفادت أيضا أن واشنطن تحتاج إلى تطوير أسلحة نووية متنوعة الاستخدام، من أجل التقليل من الأضرار الجانبية وتحسين الانبعاث النووي والمحفزات الكهرو مغناطيسية وغيرها من الأمور، وهذا يتوقف على مستوى تطوير التكنولوجيا. وفقا لنظرية "الرد المناسب" التي أعلنها مركز الإستراتيجيات الدولية ، فإن بإمكان الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تقود هجمات نووية مسيطرة مع آثار جانبية قليلة، وتصوب بتوجيه مسار دقيق وبمؤثرات خاصة على أهداف العدو بدون أن يؤدي ذلك إلى حرب نووية شاملة. ووفق هذه النظرية فإن أراضي الولاياتالمتحدة ستكون بمنأى عن آثار حرب نوويةإقليمية عن طريق نظام ردع صاروخي أمريكي هائل، يضمن النجاة من الأعمال العدائية النووية الموجهة ضدها. وسبق لعضو الكونجرس الأمريكي ماك ثورنبيري التقدم باقتراح للجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب لتوسيع القدرات النووية الأمريكية. ووضعت إدارة أوباما 10 مليار دولار لتوسيع برنامج يحدث أسلحتها النووية. وفي ذات السياق، هدد الجنرال الألماني هانز لوتر دومروزوه المسؤول بحلف شمال الأطلسي روسيا بإمكانية أن تدفع ثمنا غاليا، لتدخلها في أوكرانيا، ومنطقة شرق أوروبا والبلطيق. وأشار القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي في وسط وشمال شرق أوروبا، في مقابلة مع صحيفة دي فيلت الألمانية، إلى أن موسكو لا يمكنها الصمود على حسب تعبيره، مطالبا الرئيس الروسي بعدم استبعاد رد قوي من الناتو. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في افتتاح المعرض العسكري الجيش 2015"، في وقت سابق، عن زيادة الترسانة النووية لبلاده قائلا: "خلال العام الجاري ستحصل قواتنا على أكثر من 40 صاروخا بالستيا جديدا عابرا للقارات، ستكون قادرة على اختراق أي منظومات دفاعية حديثة".