قال مصدر عسكري سعودي رفيع الثلاثاء (12-1)، أن القوات السعودية قتلت المئات من الحوثيين اليمنيين على الأراضي السعودية بعدما رفضوا ترك مواقعهم بالقرب من الحدود مع اليمن. حسب قوله. وقالت وسائل الإعلام السعودية ان أربعة جنود سعوديين قد قتلوا في المعارك الحدودية.
ومن ناحية أخرى قالت وزارة الداخلية اليمنية ان القوات اليمنية قد قتلت 19 من عناصر الحوثيين في عمليات عسكرية "لتطهير" مدينة صعدة بشمال اليمن من مخابئ الحوثيين وألقت القبض على زهاء 25 آخرين.
وتركزت الأضواء على اليمن في إطار الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة لمحاربة حركات المقاومة الإسلامية بعد أن أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسئوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أمريكية في 25 من ديسمبر.
وبدأت السعودية هجومها على الحوثيين اليمنيين في المنطقة الواقعة قرب حدوها مع اليمن في نوفمبر بعد إعلان الحكومة السعودية عن مقتل جنديين سعوديين على أيدى الحوثيين في توغل عبر الحدود.
وقال التلفزيون السعودي ان العدد الإجمالي للجنود السعوديين الذين قتلوا في المواجهات الحدودية مع الحوثيين بلغ الآن 82 قتيلا. وكانت السعودية قد قالت في 22 من ديسمبر أن 73 جنديا قد لاقوا حتفهم في القتال.
وقال التلفزيون السعودي نقلا عن مساعد وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان ان المتسللين اليمنيين أمهلوا 48 ساعة لمغادرة منطقة الجابري حيث الموقع الحدودي.
وقال الأمير خالد ان الحوثيين لم يلتزموا بالمهلة وتم القضاء عليهم جميعا. وأضاف قوله ان المتسللين تكبدوا المئات من القتلى.
ورفض الحوثيون في موقعهم على شبكة الانترنت مزاعم السعودية بالسيطرة على موقع الجابري ووصفوها بأنها غير صحيحة وجددوا عرضا قدموه الشهر الماضي بمحاولة إنهاء الصراع إذا وافقت السعودية على الكف عن مهاجمتهم.
وتخشى الولاياتالمتحدة والسعودية أن يستغل تنظيم القاعدة الاضطرابات في اليمن كي يمد نطاق عملياته الى السعودية وغيرها من الدول في المنطقة.
وقالت السعودية مرارا ان اليد العليا باتت لها في الصراع بينها وبين الحوثيين اليمنيين لكن القتال استمر. ويقول الحوثيون ان الطائرات السعودية دأبت على قصف مناطقهم.
وقال اليمن ان عمليته العسكرية ضد المتمردين والتي أطلق عليها ضربة الرأس ما زالت مستمرة. ويحارب الحوثيون الحكومة اليمنية منذ عام 2004، إذ يشكون من التهميش الاجتماعي والاقتصادي و"الديني".
والى جانب مواجهة الحوثيين في الشمال تواجه أيضا الحكومة اليمنية نزعة انفصالية في الجنوب وتحارب تنظيم القاعدة الذي قويت شوكته في عدة محافظات. وقال مسئول امني ان قوات الأمن التي تطارد مقاتلي القاعدة في محافظة شبوة قد اعتقلت أربعة أشخاص مشتبه فيهم بعد اشتباك.
ويقول الحوثيون وهم من الشيعة الزيدية أنهم تعرضوا لسلسلة غارات جوية سعودية في الأيام الأخيرة وأن القوات اليمنية كثيرا ما تقصف مواقعهم بمدافع المورتر.
وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي انه يتم استهداف المدنيين كوسيلة للضغط على جماعته لإنهاء القتال.
وقال الحوثي في كلمة نشر نصها في موقع تابع لجماعته على الانترنت "من الواضح أيها الأخوة أن الأعداء قد جعلوا من استهدافهم للمدنيين استراتيجية أساسية يحاولون من خلالها الضغط علينا لأنهم يعرفون إنسانيتنا وأخلاقنا وألمنا على المدنيين."
وأورد سلسلة ضربات في ديسمبر قال إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 50 امرأة وطفلا وقال ان المدنيين هوجموا قبل ذلك داخل منازلهم وفي الأسواق والمساجد بطائرات أمريكية وسعودية ويمنية فيما وصفه "بالعدوان المشترك الظالم".
وأضاف الحوثي "إنني أدعوكم مجددا الى وقف استهداف المدنيين ووقف جرائمكم بحق الأطفال والنساء وإذا كان لديكم الرغبة والإصرار في قتالنا ولم يعد يهمكم مصلحة المنطقة واستقرارها والآثار الكارثية للحرب عليها فلا مانع، فلتحاربونا بشرف ولتحافظوا على الحد الأدنى من إنسانيتكم."
وأسفر الصراع الدائر في المناطق الجبلية بشمال اليمن عن مقتل المئات ونزوح عشرات الآلاف من ديارهم.
وقال وزير يمني ان اليمن بدأ أيضا مفاوضات مع خاطفين يحتجزون أسرة ألمانية من خمسة أفراد ورهينة بريطانيا.
وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي في مؤتمر صحفي ان المفاوضات جارية مع خاطفي الرهائن الألمان والرهينة البريطاني.
وكان وزير الخارجية الألماني جيدو فيستر فيله قد قال يوم الاثنين في صنعاء ان السلطات اليمنية حددت مكان الزوجين الألمانيين وأبنائهما الثلاثة.
وأغلب الأجانب الذين احتجزوا رهائن باليمن خطفوا على أيدي أفراد قبائل للضغط على الحكومة لتلبية مطالب معينة وأفرج عنهم دون أن يمسهم سوء. لكن مسلحين قتلوا بلجيكيتين في 2008. في هجوم زعمت السلطات ان القاعدة نفذته.
وكانت الأسرة الألمانية والبريطاني ضمن مجموعة من تسعة أجانب خطفوا في صعدة بشمال البلاد حيث يقاتل الحوثيون القوات الحكومية. ونفى الحوثيون مسئوليتهم عن الخطف.
وعثر على جثث ثلاث نساء من المجموعة وهن ألمانيتان وكورية جنوبية في وقت لاحق.
ونقلت صحيفة بيلد الألمانية عن مسئول حكومي لم تذكر اسمه في 23 من ديسمبر، قوله ان الحكومة الألمانية قد تلقت شريطا مصورا يظهر فيه الأطفال الثلاثة وأعمارهم بين عام وخمسة أعوام أحياء ولكن منهكين.