حذرت أوساط أمنية إسرائيلية من استخدام فصائل المقاومة الفلسطينية الإسمنت المصري، الذي سُمح بإدخاله إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح البري مؤخرًا، في إعادة بناء الأنفاق الهجومية. وعلقت صحيفة "يديعوت أحرنوت" على القضية قائلةً :"لأول مرة منذ عملية "الجرف الصامد"، قررت مصر فتح معبر رفح، ومنذ ذلك الوقت تم إدخال آلاف الأطنان من الإسمنت إلى غزة بدون مراقبة، الأمر الذي يثير تحذيرات أمنية في "إسرائيل"". وأشارت الصحيفة إلى أن مصر شددت من الحصار على غزة بعد سقوط نظام الرئيس السابق محمد مرسي، موضحةً أنه تم منذ مطلع العام 2015 وحتى اليوم فتح معبر رفح في الاتجاهين، لخمسة أيام فقط. وتحدثت الصحيفة الإسرائيلية عن تحسن طرأ على العلاقات بين القاهرة وحركة حماس – التي تسيطر على غزة - في الآونة الأخيرة، خاصةً بعد قرار المحكمة المصرية إخراج حماس من قائمة "التنظيمات الإرهابية". وفي المقابل تم تسجيل تعاون بين مصر وحماس في محاربة جماعات "الجهاد العالمي" في سيناء، والتي تتحدى حماس في غزة أيضًا. ولفتت إلى أن "هذا التقارب يجب أن يقلق "إسرائيل"، لأنه الآن وكلفتة حسنة بمناسبة شهر رمضان، قررت مصر فتح معبر رفح يوم السبت الماضي أمام حركة الناس والبضائع. وتم تمديد فتح المعبر حتى يوم الخميس القادم". وبحسب الصحيفة فإن "إسرائيل" تأمل أن تقيد مصر هذه اللفتة، وتعيد إغلاق المعبر في نهاية الأسبوع، لكنه يتضح من التقارير الواردة من جهات فلسطينية أنه منذ تم فتح المعبر، يتم يوميًا إدخال حوالي أربعة آلاف طن من الإسمنت بدون مراقبة. وتدعي مصادر أمنية إسرائيلية أن حركة حماس تقوم بعمليات ترميم الأنفاق الهجومية في غزة من خلال سيطرتها على الإسمنت، الذي يتم تحويله من "إسرائيل" لترميم القطاع. وزعم ذلك قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي سامي ترجمان، في لقاء أجرته معه "يديعوت" مؤخرًا. وطبقًا للصحيفة ذاتها، فإن "إسرائيل" تتابع بقلق التطورات الأخيرة، ولكن الجهات الرسمية فيها، تمتنع في هذه المرحلة من انتقاد المصريين خشية أن يمس ذلك بالعلاقات الحساسة بين البلدين، والتي تحسنت في السنة الأخيرة، وانعكست في التعاون الأمني". وادعت "يديعوت" أن منسق العمليات في المناطق (تقصد الفلسطينية) الجنرال يوآب بولي مردخاي، يواصل قيادة الخط الذي يقود إلى ترميم غزة، بينما تجري من وراء الكواليس مفاوضات بوساطة مصرية للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد. ولهذا السبب يتم زيادة حجم البضائع التي تحول إلى القطاع عبر "إسرائيل".