يواصل الكاتب السعودي عبدالله المفلح في الجزء الثاني من حواره الخاص ل"شؤون خليجية"، فتح ملفات شائكة وحيوية تتعلق بالداخل السعودي والعلاقات السعودية الإقليمية، وإلى أين تتجه علاقة السعودية بنظام السيسي، كاشفًا حقيقة أسباب القطيعة بينهما، فيقول: الواضح جدًا أن السعودية لا تستطيع المراهنة على نظام السيسي، فهو نظام يترنح كالمخمور في كل الملفات. ففي الداخل هناك انقسام شعبي، وانفلات أمني ومطاردات واسعة للناشطين من كل التيارات، وفي سيناء هناك حرب خاسرة، والبلد على وشك الإفلاس، وعقيدة الجيش اهتزت، فبعد أن كان العدو هو إسرائيل، تحول ليكون الإخوان المسلمين وكل من ينتقد السيسي. ويضيف المفلح: ولا أعتقد أن القطيعة السعودية المصرية كانت بسبب الثورة السورية وموقف البلدين منها، بل لمجمل طريقة السيسي في إدارة مصر منذ انقلابه العسكري، فحتى الآن هو بالنسبة للسعوديين حاكم فاشل لا يمكن التعويل عليه. ولهذا نسمع الآن عن دعم خليجي يمكن أن يُقدَّم لأحمد شفيق، لإزاحة السيسي عن سدة الحكم، ولو بالطريقة ذاتها التي أوصلته للحكم. إضافة إلى أن سلم الأولويات السعودي زمن الملك سلمان تغير عن زمن سلفه، فلم يعد الإخوان المسلمون هم العدو الأول، بل إيران، وهو أمر لا يعجب نظام السيسي بطبيعة الحال.