صادق برلمان إقليم بونتلاند الصومالي على قانون جديد يسمح للإقليم باتخاذ علم ونشيد وطني جديدين، مما اعتبره مراقبون خطوة نحو انفصال الإقليم عن الصومال في ظل خلافاته مع الحكومة الانتقالية. وقد صوت لصالح المشروع 38 نائبًا من أصل 41 حضروا جلسة التصويت التي عقدت بمدينة جرووي فيما عارضه نائب واحد وامتنع اثنان عن التصويت. وبعد التصويت قال رئيس برلمان الإقليم عبد الرشيد محمد حرسي: "إننا بحاجة إلى علم ونشيد خاصين لبونتلاند، لكن في نفس الوقت نشدد على ضرورة وحدة الصومال". وتحدث عبد الرشيد محمد حرسي عن سماح دستور الحكومة الانتقالية بإعداد نشيد وعلم خاصين بالإقليم، وقال: "يعتبر بونتلاند رمزًا لوحدة الصومال، ويسعى إلى إنشاء حكومة صومالية"، وفق زعمه. ويرى المحللون أن هذه الخطوة تعتبر الأولى من نوعها التي يتخذها الإقليم منذ إنشاء الحكم المحلي عام 1998 بقيادة العقيد عبد الله يوسف أحمد رئيس الحكومة الانتقالية السابق، وبدعم من الحكومة الإثيوبية.
عوامل تقف وراء محاولات الانفصال وقال المحلل الصومالي برهان أحمد محمد المنحدر من الإقليم والمقيم في نيروبي: "هذه الخطوة هي بداية الانفصال عن الجنوب المضطرب، وهناك عوامل عدة سياسية وأمنية دفعت الإقليم نحو الانفصال والنظر بجدية حيال علاقته مع الجنوب". وأضاف المحلل: "من بين تلك العوامل أن الجنوب أصبح عقبة أمام حلحلة الأزمة الصومالية، والمصالحة إضافة إلى دور الجنوب في الاضطرابات الأمنية التي يشهدها الإقليم في الآونة الأخيرة". خلافات بين شريف وفرولي إلى ذلك كشفت مصادر عن وجود خلافات حادة بين الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد، ورئيس حكومة الإقليم عبد الرحمن محمد فرولي. وقالت المصادر إن شريف مستاء من إبرام الإقليم اتفاقيات تجارية وغيرها مع الدول دون الرجوع إلى الحكومة الانتقالية، واستغلال ثرواته المحلية دون تدخل الحكومة الانتقالية. وأضافت أن خلافات الرجلين قد تنتقل إلى أعلى المستويات في الحكومة الانتقالية، وأن رئيس حكومة إقليم بونتلاند وأنصاره في الحكومة الانتقالية يسعون إلى إسقاط حكومة شريف شيخ أحمد. من جهته قال المحلل الصومالي معلم بري إنه توجد تحركات سياسية مضادة لحكومة شريف شيخ أحمد يقودها إقليم بونتلاند، بينما أعلنت الحكومة الأمريكية أنها تقدم مساعدات عسكرية لتدريب القوات المسلحة التابعة للحكومة الانتقالية.