قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بحث اليوم، مع رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرزاق، سياسة التمييز العنصري والتطهير العرقي الذي يمارس ضد مسلمي الروهينغا، وأكدا على ضرورة التصدي لها في إطار قرارات منظمة التعاون الإسلامي، والأممالمتحدة، ومبادئ حقوق الإنسان العالمية، واستعراضا جهود المملكة البارزة في تقديم المساعدات الإنسانية لهم . جاء ذلك خلال استقبال الملك سلمان في مكتبه بقصر السلام رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرزاق، وجرى خلال الاستقبال استعراض علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات ، والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها، بالإضافة إلى بحث تطورات الأحداث على الساحتين الإسلامية والدولية . وبرزت مأساة مسلمي أراكان (الروهينغيا)بعد غرق العشرات المشردين منهم في عرض البحر اثناء هروبهم، واستغلال تجار البشر مأساتهم في مخيمات اللجوء بماليزيا وبنجلاديش، وطالب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن على ميانمار وقف التمييز ضد مسلمي أراكان (الروهينغيا)، وأضاف أوباما، خلال حديثه مع مجموعة من الشبان الآسيويين، أثناء زيارتهم للبيت الأبيض، أن إدارته تركز حاليا على إعادة توطين الأشخاص الذين وقعوا ضحية لتجار البشر، وتركوا في البحر في ظروف شديدة الخطورة. وأعرب أوباما عن تقديره لأندونيسياوماليزيا اللتين فتحتا أبوابهما لآلاف الأشخاص الفارين من الاضطهاد، مشيرا إلى أن بلاده ستستقبل مجموعة من هؤلاء الأشخاص. ولفت أوباما إلى الجهود التي بذلتها إدارته من أجل حماية الأقليات في ميانمار، بما فيهم مسلمو الروهينغا، قائلا إن هذه المسألة تمثل اختبارا كبيرا لمستقبل الديمقراطية في ميانمار. جدير بالذكر أن حوالي 1.3 مليون من مسلمي الروهينغيا يعيشون في مخيمات وبيوت بدائية بإقليم "أراكان" في ميانمار، فيما تحرمهم السلطات الحكومية من حق المواطنة منذ عام 1982، بحجة أنهم مهاجرون بنغاليون غير شرعيين. وتلقت إندونيسيا وعودًا بدعم ومساعدة مالية من العديد من البلدان حول العالم، وذلك بعد إعلانها الوقوف إلى جانب مسلمي إقليم أراكان في ميانمار (الروهينغا)، وبدئها في استقبال المهاجرين غير الشرعيين العالقين بقوارب في عرض البحر، وتعهدت كل من تركيا، والفلبين، وغامبيا، ونيوزيلاندا، وقطر، والولاياتالمتحدةالأمريكية بتقدم المساعدات، بعد إعلان وزيري خارجية ماليزيا وإندونيسيا استعداد بلادهما إيواء مسلمي أراكان بشكل مؤقت لمدة عام. ومع تخصيص تركيا مليون دولار أمريكي في المرحلة الأولى، أعلنت الفلبين، وغامبيا، والولاياتالمتحدة أنها ستقدم الدعم لقسم من مسلمي أراكان، في حين أعرب رئيس وزراء نيوزيلاند "جون كي" عن إمكانية استقبال بلاده لبعض المهاجرين. ودعا "فؤاد باهروم"، مدير منظمة "أوس ريليف" (AusRelief) الأسترالية (غير حكومية)، التي تقوم بإيصال مساعدات إلى المنطقة، إلى استقبال قسم من اللاجئين، مبينًا أن 95% من الأستراليين استنفروا طاقاتهم من أجل تقديم الدعم للمهاجرين، مضيفًا: "إلا أن الحكومة الأسترالية لا تقوم بأي خطوة من أجل المساعدة". من جهة أخرى، طلب والي أتشيه الإندونيسية، "زيني عبد الله" من السلطة المركزية توفير أموال بشكل عاجل للمنطقة، لافتًا إلى أنهم أنفقوا العديد من الأموال على اللاجئين في أتشيه، مؤكدًا ضرورة تخصيص دعم مالي عاجل للاجئين والمهاجرين. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية "أرماناثا ناصر"أن قطر تعهدت بتقديم دعم مالي، وخصصت 50 مليون دولار من أجل مراكز الإيواء التي ستُنشأ في إندونيسيا للاجئين، داعيًا دول منظمة التعاون الإسلامي إلى المساهمة في إيجاد حل لمشكلة المهاجرين. من جهتها، أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر سفارتها في جاكارتا عن تقديم الدعم للبلدان المتأثرة من أزمة المهاجرين بالتعاون مع المفوضية السامية للاجئين في الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. وبدأت المساعدات الدولية، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني بالوصول إلى المناطق التي تضم المهاجرين، حيث أرسلت المنظمات الأهلية طرودًا إغاثية للمهاجرين المحتاجين إلى المساعدة العاجلة في أتشيه وسومطرة ومناطق أخرى في إندونيسيا. وقامت منظمة "أوس ريليف" بتأمين احتياجات الإيواء لألفٍ و39 من لاجئي مسلمي أراكان في أتشيه، وقدمت طرودًا إغاثية لجميع المقيمين في المخيم بمنطقة لانغيسا في أتشيه، إذ أشارت المنظمة أنها اتفقت مع إدارة أتشيه على مساعدة المهاجرين لمدة عامين. كما عمل المسلمون من سكان سومطرة التي استقبلت جزءًا من مهاجري أراكان، على تقديم الغذاء ومياه الشرب للمهاجرين. ولا يزال حتى الآن نحو ألفين من مسلمي إقليم أراكان في ميانمار (الروهينغا) وبنغاليين عالقون في قوارب تركها مهربو البشر في عرض البحر جنوبي شرقي آسيا، فيما أنقذت بلدان المنطقة على رأسها ماليزيا وإندونيسا نحو 4 آلاف مهاجر من البحر خلال الشهر الجاري، حيث تقوم بلدان المنطقة والمؤسسات الدولية بتقديم مساعدات إنسانية للمهاجرين في البحر. وأعلنت إندونيسيا وماليزيا سابقاَ، عزمهما توفير مأوى مؤقت لمدة عام للمهاجرين من البنغال ومسلمي إقليم أراكان في ميانمار، (الروهينغا) الذين تخلى عنهم مهربو البشر في عرض البحر. وكان نحو ألف و 500 مهاجر من مسلمي الروهينغيا، قد وصلوا منتصف الشهر الجاري إلى مدينة "لانغسا" بولاية "آتشيه" الإندونيسية، بعد أن ظلوا عالقين لفترة في عرض البحر، إذ أوردت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في خبر لها، نقلاً عن رئيس بلدية لانغسا "عثمان عبد الله"، أن المهاجرين تمكنوا من الوصول إلى اليابسة، بعد أن تركهم المهربون وسط البحر، مبيناً أنهم بحاجة لرعاية عاجلة بسبب تردي أوضاعهم الصحية. ويضطر المهاجرون - غالبيتهم من مسلمي الروهينغيا الفارين من الانتهاكات والعنف الممارس ضدهم في ميانمار، وآخرين من المهاجرين البنغال - إلى الصراع من أجل البقاء وسط البحر، بسبب رفض دول المنطقة استقبالهم. وبرزت أزمة المهاجرين في آسيا في الواجهة، بعد العثور على جثث 32 من مسلمي إقليم أراكان في ميانمار (الروهينغا)، في أحد المخميات السرية بغابة نائية جنوبيتايلاند، وجنوح قوارب تحمل مهاجرين من الروهينغا الهاربين من ميانمار نحو السواحل الغربية لإندونيسيا في العاشر من أيار/ مايو الجاري، حيث لم يتم حتى الآن إنقاذ كامل المهاجرين العالقين في مياه البحر، جنوب شرقي آسيا.